بدأت أمس الأربعاء بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا مناقشة رد الجانب الرسمي الذي يمثله وفدا الحكومة والحركة الشعبية من جهة وطرفي الإدارة الأهلية لقبائل المسيرية ودينكا نقوك من جهة أخرى حول المقترحات التي قدمت خلال جلسات التباحث حول أبيي. ويسود تفاؤل كبير بإمكانية توصل الجانبين لاتفاق يحل الأزمة بعد أن رشحت معلومات حول حدوث اختراق كبير فيما يخص حقوق المواطنة وتقارب في المقترحات التي طرحت حول شروط التأهل للاستفتاء. وكان الوفدان الأهليان قدما رؤية مكتوبة كل على حدى للوسيط غرايشن، رد عليها برؤية جديدة جمعت بين الرؤيتين تركز مضمونها في مرجعية بروتوكول أبيي وقرارات لاهاي وأكدت أيضاً على حقوق المواطنة واقتسام السلطات المحلية وبرامج التنمية التي سيلتزم بها المجتمع الدولي وكذلك تخصيص جزء من عائدات النفط المحلي للتنمية بالمنطقة. وتواصلت جلسات التباحث بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بفندق هيلتون بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية بحضور ومشاركة فعاليات الإدارة الأهلية من قبائل المسيرية ودينكا نقوك تحت رعاية المبعوث الأمريكي اسكوت غرايشن حيث استمع في اللقاء الذي انعقد الثلاثاء لرؤية الوفد الأهلي للمسيرية ثم تلا ذلك لقاء مشترك بين الوفدين الأهليين، حيث أكد وفد المسيرية برئاسة رحمة عبد الرحمن النور على متانة العلاقات التاريخية بين المسيرية ودينكا نقوك ورغبة المسيرية في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، وأنهم ليسوا دعاة حرب رغم تعرض حقوقهم للانتقاص من خلال معظم الحلول السياسية السابقة، وكذلك تعرضهم للتهديد الشخصي المستمر من قبل الحركة الشعبية، موضحاً أنه لولا صبر وحكمة قيادات المنطقة الذين بذلوا جهوداً كبيرة لجعل المنطقة هادئة لتحول الوضع إلى كارثة. وطالب المسيرية الإدارة الأمريكية التي يمثلها غرايشن للعب دور محايد بين الطرفين تستطيع من خلاله أمريكا بثقلها الدولي وإمكانياتها الكبيرة أن تساعد في إيجاد حل للأزمة القائمة بما يحفظ حقوقهم والتي حددوها في حقوق المواطنة الكاملة في منطقة أبيي وحقهم في التصويت الكامل في الاستفتاء حول المنطقة، مؤكدين على عدم تنازلهم عن أرضهم وحقوقهم بأي مقابل سواء كان في الخدمات أو التنمية كما جاء في المقترح الأمريكي. وأشاروا إلى أن التعايش السلمي كان سيد الموقف بين القبيلتين وكل المنطقة لولا ظهور أطماع مؤخراً لقبيلة نقوك يدعمها المجتمع الدولي بقيادة أمريكا التي قدمت دعماً متواصلاً للدينكا مقابل لا شيء للمسيرية، وحذرت القبيلة من أن كل الحلول حول أبيي معرضة للفشل وكذلك الاستفتاء القادم في أبيي ما لم يتم التراضي بين الطرفين بعيداً عن الأجندة السياسية وإشراك المسيرية كافة في الاستفتاء، ودعت إلى عدم تقديم حقوق الرعي والماشية على حقوق المواطنة. من جانبه تبنى الوفد الأهلي لدينكا نقوك بقيادة كوال دينق مجوك فكرة رفض مشاركة المسيرية الرحل في الاستفتاء مؤكدين في ذات الوقت إمكانية التعايش بين القبيلتين جنباً إلى جنب مع ضمان حقوق الرعي والحركة للمسيرية دون التأثر بالحدود أو خياري الوحدة والانفصال. من جانبه أكد المبعوث الأمريكي سكوت غرايشن على حيادية الدور الأمريكي وأنه جاء لإيجاد حل عادل وشفاف يحقق الاستقرار ويبشر بمستقبل جيد للمنطقة وأبان أن همه الأساسي ينصب في إجراء استفتاء يؤدي إلى سلام وليس إلى حرب مع ضرورة اعتبار بروتوكول أبيي وقرار محكمة لاهاي حول أبيي مرجعيات أساسية تم الاعتراف بها محلياً ودولياً. وشدد غرايشون على إمكانية التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق المسيرية الرعوية في المنطقة وكذلك حقوق الدينكا بضمانة المجتمع الدولي والراعين لاتفاق السلام الشامل، وأشار إلى أنهم سيعملون على تطوير مناطق المسيرية بكافة الخدمات، ذاكراً أن ذلك لن يتحقق قبل الاتفاق حول موضوع التصويت في الاستفتاء مثمناً الروح الطيبة للوفدين الأهليين والرغبة في الوصول لحل مرضي للجميع بعيداً عن الأجندة السياسية. وتشير متابعات (smc) إلي مشاركة كثيفة من كافة القيادات الأهلية للمسيرية بكل نظاراتهم وعمودياتهم، حيث يشارك اكثر من ثلاثين منهم لصياغة رؤية موحدة تمثل كل القواعد الشعبية بالمنطقة وصولاً للتراضي الشامل بالحلول المطروحة.