خاطب المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية دورة الانعقاد الثانية للهيئة التشريعية القومية بالبرلمان السوداني بحضور كافة الأعضاء ورؤساء اللجان والوزراء الاتحاديين وعدد من وفود الدول العربية ودول الجوار. وقد ذكر البشير في خطابه علي تقرير مصير جنوب السودان بإجراء استفتاء يقوم علي معايير اتفاقية السلام الشامل بتهيئة الأجواء والترتيبات السياسية والأمنية والفنية في أشارة منه إلى قضايا ترسيم الحدود التي أكد فيها أن المفوضية قد فرغت من تحديد الخط الحدودي علي الخرائط بنسبة (80%)، مضيفاً أن هنالك توجيهات رئاسية قد صدرت لتمكين المفوضية من تلافي العثرات والمعوقات بصدد عملها حتى يتم ترسيم الحدود كاملاً قبل إجراء الاستفتاء المقرر مطلع العام القادم. وصوب البشير كل الجهود في حسم النزاعات في مناطق أبيي لتوافق الشريكين في إنهاء الخلافات بصورة مرضية وجادة قبل الاستفتاء ودعم المباحثات الجارية بين الشريكين في أديس أبابا إلى تحقيق المقصد الضروري، ودعا البشير في خطابه اليوم القائمين علي أمر الاستفتاء بالجنوب بالتركيز علي خيار الوحدة وإتاحة الفرص العادلة والحرية الكاملة لمواطن الجنوب بالعمل علي وحدة البلاد كأحد مرتكزات اتفاقية نيفاشا التي تدعم مشاريع التنمية السياسية والاقتصادية في الجنوب بصورة عامة. وفيما يتصل بالترتيبات الأمنية قال البشير أن هنالك استعداد الأجراء مراجعة مشتركة لكل ما أنجز في المراحل السابقة حتى تتمكن مؤسسات الحكم في الجنوب من تحّمل مسئوليات الأمن في كافة ولايات الجنوب العشر، إضافة إلى تطوير ما ورد في الاتفاق حول مسئولية الجيش الشعبي الذي يعد أحد مكونات الجيش الوطني السوداني الأمر الذي يمكّن التعاون المشترك والتوزيع الأمثل لمهام الدفاع عن البلاد. وشدّد البشير علي الالتزام القاطع بالاستفتاء الذي سيغض إلى وحدة السودان لا غير بعيداً عن التشتت والانقسام بين الطرفين ونبذ مصطلح الانفصال، وقال (فما سألت دماء شهدائنا الطاهرة علي ثرى جنوبنا الحبيب إلا لتروي فيه شجرة التوحّد .. ولا صابرنا علي الحوار والتفاوض العسيرين سنين عددا لتكون قاتمة المشهد انسلاخ الأرض ووداع الشقيق). وفيما يتعلق بالسياسية الخارجية قال البشير أن هنالك خطوات إيجابية وملموسة مع المجتمع الدولي في رعاية المبادئ وعلاقات حسن الجوار وتعزيز السلم والأمن علي الحدود وترقية التعاون والاستقرار الإقليمي في أشارة إلى التعاون الأمني مع دولة تشاد. وأوضح البشير في خطابة بالخطوات الكبيرة تجاه ملف دارفور التي قال فيها أن الأمور تسير وفق منهج تتوافر فيه عناصر الجدية والوضوح والثقة لتكون نهاية المطاف في جولات التفاوض بقطر وقد أثنى علي جهود (إستراتيجية دارفور) التي رسم فصول دارفور ووضعت النقاط علي الحروف لتحقيق الأمن والسلم والتي نالت حظاً وافراً بالداخل والخارج.. كما أثنى البشير علي دور دولة الكويت الشقيقة علي رعايتها لمؤتمر أعمار الشرق بكل مقوماته وبنهاية المطروحة تزامنت مع إنفاذ البرتوكولات الثلاثة للترتيبات الأمنية والسلطة والثروة بشرق السودان. ومن جهة قال رئيس البرلمان مولانا أحمد إبراهيم الطاهر أن انعقاد الدورة الثالثة للهيئة التشريعية القومية سيركز علي عدد من الموضوعات والموجهات كمتابعة مجريات عملية الاستفتاء ومتابعة نهايات قضية دارفور والخطط التنفيذية للخطة العامة ومناقشة ميزانية الدولة واتخاذ القرارات النهائية.