أكد الأستاذ علي تميم فرتاك مستشار رئيس الجمهورية أنهم سيظلون يعملون لأجل تحقيق الوحدة حتى آخر لحظة وأنهم كقوى وحدوية جنوبية لن يتقاعسوا وسيمارسون كافة الضغوط على الحركة الشعبية لأجل إطلاق سراح كل المعتقلين في سجونها وخاصة معتقلي الرأي من المؤتمر الوطني. وقال فرتاك في حوار شامل أجراه معه المركز السوداني للخدمات الصحفية ... إن الحوار الجنوبي الجنوبي إذا تم فسيساهم مساهمة كبيرة جداً في تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب حيث أشار فرتاك إلى أنه وعقب توقيع اتفاق السلام في نيفاشا فإن الحوار الجنوبي الجنوبي الذي تم وقتها في نيروبي قد أسهم في ضم 29 فصيل جنوبي لم يشاركوا في مفاوضات نيفاشا وقتها وأيدوا بعدها وباركوا الاتفاق. كما تطرق الحوار لمآلات الوحدة والانفصال في الاستفتاء القادم ووضعيتهم كقيادات جنوبية والمستقبل في الجنوب ، بالإضافة للعديد من القضايا ذات الصلة فمعاً لمضابط الحوار.. وضعية أهل الجنوب بين الوحدة والانفصال .. بالقلق بشأنالنا لسعادة المستشار انه ورغم القلق بشأن وضعية أهل الجنوب عقب الاستفتاء ، إلا أننا لا نلمح لكم أي هواجس فهل أنتم واثقون من تحقيق الوحدة ، أم أنكم سلمتم بعدم تحقيق ذلك؟ فأجاب بالقول : نحن وبإيماننا العميق بأقدار الله سبحانه وتعالى نكون دائما مطمئنين في حالتي الوحدة أو الانفصال والشر أو الخير والموت أو الحياة وكلها أقدار من الله سبحانه وتعالى ونحمد الله على كل شيء ولذلك نحن عندما نتوجه نحو التعبئة والتبشير لاستفتاء مسالم ونزيه وشفاف فنحن نكون كمن يدخل لملعب الكرة لأداء مباراة وفي النهاية لابد من وجود غالب ومغلوب وإذا كانت المباراة نظيفة لن تعقبها أي مشاكل أما إذا كان هناك شك في نزاهة التحكيم او في التأثير السالب على نتيجة المباراة بأي صورة من الصور فعند ذلك تنشأ مشاكل وخلافات ولذلك نحن نعتقد أن اتفاقية السلام الشامل الموقعة في عام 2005م نصت على إجراء الاستفتاء في ختام الفترة الانتقالية لتمكين المواطن الجنوبي من الاختيار ما بين الوحدة أو الانفصال فالقرار هو قرار المواطن الجنوبي وبالتالي نحن ليس علينا إلا مخاطبة المواطن الجنوبي ونبين له إيجابيات الوحدة ومخاطر الانفصال وفي النهاية نحن نرضى بالقرار الذي يأتي من المواطن الجنوبي ، وحدة كانت أو انفصال. انتم متهمون بعدم القيام وبشكل فردي بأي دور في الجنوب لدعم خط الوحدة ؟ نحن منتشرين في الجنوب ولدينا نشاط هنا في المؤتمر الوطني حيث أرسل عدة وفود للجنوب وهو وفد مشترك بين المؤتمر الوطني وثمانية من الأحزاب الجنوبية إلى الجنوب لجوبا وملكال وهي أماكن ثقل ووفود ذهبت لخارج المدن الثلاث وفي الجنوب تجد أناس يتحدثون عن الوحدة وآخرين عن الانفصال وهذا هو المطروح. ماذا عن وضعكم في الشمال كقيادات جنوبية اذا حدث الانفصال ؟ القوى الوحدوية الجنوبية ستعمل حتى آخر لحظة من أجل الوحدة في السودان وفي حالة حدوث الانفصال فالأمر متروك لكل شخص وماذا يريد أن يفعل فهناك من يذهبون إلى الجنوب وآخرين إلى بلدان أخرى وهناك من يرى البقاء في الشمال فلا توجد مشكلة. ما هي توقعاتكم بشأن تعامل الحركة الشعبية مع المعتقلين بعد الانفصال ؟ نحن سنظل نطالب ونمارس الضغوط على الحركة الشعبية لإطلاق سراح كل المعتقلين في الجنوب دون استثناء وخاصة معتقلي الرأي من المؤتمر الوطني وكشوفاتهم بطرف قيادة الحركة الشعبية وسنواصل المطالبة إلى أن يتم إطلاق سراحهم. تصريحات د. كمال عبيد الأخيرة ألا تعتقد أنها مثلت إحراجا لكم ؟ تصريح كمال عبيد يتفق مع القانون الدولي ففي حالة حدوث انفصال تلقائياً تسقط الجنسية السودانية عن الجنوبيين الموجودين في الشمال وعن الشماليين الموجودين في الجنوب وفي الجانب الآخر المتعلق بحديث كمال عبيد هو خارج إطار القوانين الدولية فإذا اختار مواطن جنوبي البقاء في الشمال فالقانون الدول يمنحه ذلك الحق كلاجئ وهو يتمتع بالمزايا والحقوق المكفولة للاجئين وفق القوانين الدولية. وهل يمكن لهذه التصريحات أن تحملكم على إعادة النظر في انتماءاتكم السياسية؟ الجنوبيين شاركوا في تأسيس المؤتمر الوطني وهم جزء لا يتجزأ منه فإذا كان هناك تصريح خارج عن اللياقة السياسية فالناس يتعاملون معه في حدوده كشخص وليس صادر من المؤتمر الوطني كمؤسسة ونحن نتعامل مع مثل هذه التصريحات بما يناسبها من نظم وأعراف وتقاليد العمل السياسي والحزبي. الوطني قدم تنازلات بشأن الوحدة ، والحركة رتبت للانفصال مسبقاً ، تعليقكم ؟ هنالك مجموعة متنفذة في الحركة الشعبية تسعى لانفصال الجنوب عن الشمال لأسباب تعلمها هي وهناك أيضاً مجموعة داخل الحركة الشعبية وتعمل على استمرار الوحدة ما بين الشمال والجنوب والأيام ستبين الغلبة لمن من الطرفين ونحن في المؤتمر الوطني والقوى الوحدوية الأخرى في الجنوب سننسق مع القوى الوحدوية داخل المؤتمر الوطني لتغليب خيار الوحدة في الجنوب. وماذا عن الحوار الجنوبي الجنوبي وما يمكن أن يحقق من نتائج ؟ الحوار الجنوبي الجنوبي في تقديري إذا تم فسيساهم مساهمة كبيرة جداً في تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب ، حيث أن الحوار الجنوبي الجنوبي الذي تم في نيروبي عقب توقيع اتفاقية السلام الشامل 2005م ساهم مساهمة كبيرة جداً في ضم 29 فصيل جنوبي لم يشاركوا في مفاوضات نيفاشا ، ذلك الحوار ساهم على ضمهم لتأييد ومباركة اتفاقية السلام الشامل وبالتالي عم الأمن والاستقرار الجنوب إلى أن ظهرت خلافات أخرى وانشقاقات داخل الحركة الشعبية أدت إلى ظهور بعض التفلتات الأمنية هنا وهناك . ولكن كان هناك اتفاق بين كل الأحزاب السياسية الجنوبية والفصائل العسكرية التي شاركت في الحوار الجنوبي الجنوبي الأول في مايو 2005م بنيروبي أن يكون هناك مؤتمر ثاني للحوار الجنوبي الجنوبي لوضع خطة إستراتيجية لإدارة الجنوب وإعادة إعماره وإعادة إعمار المناطق التي خربتها الحرب في الجنوب ، إلا أن هذا المؤتمر لم ينعقد حتى الآن وبالتالي نحن نقول إن الحاجة تدعو إلى قيام هذا المؤتمر قبل الاستفتاء حتى نضمن أن يكون الاستفتاء حراً ونزيهاً وشفافاً ويساهم في بسط الأمن والاستقرار في البلاد في حالة الوحدة أو تعزيز السلام المتبادل بين دولتي الشمال والجنوب في حالة الانفصال. هل هناك أي عقبات واجهتكم بالجنوب أثناء حملات التنوير للمواطن الجنوبي؟ هنالك عقبات واجهتنا في بعض الولاياتالجنوبية حيث تم اعتقال بعض الوفود وتعرض أعضاؤها للضرب والتعذيب جسدياً ونفسياً وزج بهم في معتقلات الحركة وبعض الوفود حرموا من مخاطبة الجماهير بدعوى أنه ليس هناك تصديق من رئيس حكومة الجنوب لإطلاق الحملات التعبوية للاستفتاء وبالتالي كل هذه المسائل ستناقش في اللجان السياسية المشتركة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية واللجان التنفيذية المشتركة بين حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان ، وقمنا نحن من جانبنا باطلاع حكومة الجنوب بكل هذه الخروقات ووعدونا بالمعالجة وتوفير الحريات لكل الناس في الجنوب. هل هناك تجاوب من أهل الجنوب تجاه حملتكم؟ الناس تتطلع للتعرف على مزايا الوحدة ومخاطر الانفصال ومن الجانب الآخر كذلك يريد الناس معرفة مزايا الانفصال ومخاطر الوحدة حتى يقرر المواطن الجنوبي وهناك زيارات قادمة سيقوم بها الرئيس للجنوب ونائبه ووفود شبابية ونسوية ووفود حزبية مشتركة إلى أن يحين موعد الاستفتاء.