سونا حبي نبي الهدى ديني وإيماني يسمو بنفسي على الدنيا وزخرفها وتخشع النفس في محراب سيرته هذي الجوارح بالتسبيح لاهجةً وبالصلاة على المختار من مضر هو المقدم في نفسي على نفسي وكيف لاتعتلي قلبي محبته هو السراج المنير في الورى أبدًا هو الأعزّ الذي رقا السماء سنى ** يا أيها النور ما لاينطفي أبدًا نفسي الفداءُ لعرض أنت صاحبه يسري مع الدم يحيي نبض شرياني وهو السلام على روحي ووجداني فأذرفُ الدمعَ من شوق وتحنان تسبِّح الله في سري وإعلاني ما دام للوُرق سجع فوق أغصان وأهل بيتي وأحبابي وخلاني ونوره في العُلا عامٌّ ببرهان أعزُّ - وهو الهدى - من كل سلطان وحاز منزلة لم يرقَها دانِ عاش الحياة ذليل القدر والشانِ مهما العِدا حاولوا كفرًا بإمعان برئت من إفكهم من كل بهتانِ لم تكن هذه المرة الأولى التي يحتفل فيها المسلمون بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم والإسلام يواجه هجمة شرسة تتمثل في محاولات يائسة للنيل من أشرف الخلق أجمعين وتؤكد مظاهر الاحتفالات بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم التي انتظمت عددا من الدول الإسلامية منذ بداية هذا الشهر (ربيع الأول) تؤكد إن هذه الحملات المعادية للإسلام والمسلمين لم تزيدنا إلا محبة له فقد عمقت إيمان المسلمين بزيادة محبته تلك المحبة التي هي أصل عظيم من أصول الدين تقودنا للإكثار من ذكره واتباع أقواله وأفعاله ، وطاعته، واجتناب نواهييه ، والتأدب بآدابه في العسر واليسر ، والمنشط والمكره واستحضار محاسنه والعمل على تحقيق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً والدعوة لمبادئه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ). هذه الهجمة رسخت مبدأ ثابت في عقيدتنا بزيادة محبته محبة تثمر طاعه واتباعا له وتقود للمغفرة وتطهر من الذنوب : بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران: 31) صدق الله العظيم كيف لا تزيد محبتنا له في ظل هذه الهجمة وهو المختار الذي اختاره الله تعالى وأحبه : ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم)). كيف لا وقد كانت دعوته المستجابة شفاعة لأمته ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا)). كيف لا وهو حبيب الله ومحبوبه . هو أول المسلمين ، وأمير الأنبياء ، وأفضل الرسل ، وخاتم المرسلين . - صلوات الله تعالى عليه - وهو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وجمّله وكمّله : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/4) ، وعلمه : (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)(النساء/113) وبعد أن رباه اجتباه واصطفاه وبعثه للناس رحمة مهداة : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء/107) ، وكان مبعثه - صلى الله عليه وسلم - نعمة ومنّة : (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) (آل عمران/164) كيف لا وعلى يديه كمل الدين ، وبه ختمت الرسالات - صلى الله عليه وسلم - كيف لا وهو سيدنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الإنسانية والسلام والإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وسلام ، اختصه الله تعالى بالشفاعة ، وأعطاه الكوثر ، وصلى الله تعالى عليه هو وملائكته : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب/56) هو الداعية إلى الله ، الموصل لله في طريق الله ، هو المبلغ عن الله ، والمرشد إليه ، والمبيّن لكتابه والمظهر لشريعته صدق الله العظيم إن هذه الهجمة لم تزيدنا إلا محبة له وقادت للتمعن فيه من قبل المسلمين وغير المسلمين ليظهر الحق ويمحق الله الظلم ويرد كيد الكائدين .