أكد خبير مصري أن الأصابع الإسرائيلية الصهيونية تسللت إلى جنوب السودان وآثرته على شماله منذ عقد الخمسينات وكانت وراء نشوب حرب أهلية فيما بين الجانبين استمرت لسنوات طويلة مخلفة أعداد كبيرة من الضحايا واستنزفت الموارد. وقال الدكتور السيد فليفل عميد معهد الدراسات والبحوث الإفريقية بجامعة القاهرة الأسبق في حديثه أمام الندوة التي عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، إن استفتاء جنوب السودان يأتي ضمن المخطط "الصهيوامريكي" لتقسيم العالم العربي إلى "دويلات صغيرة " علي أسس دينية وعرقية ومذهبية لتصبح كيانات ضعيفة يسهل السيطرة عليها ونهب ثرواتها. وهى طريقة تفكير جديدة في الحرب على المنطقة العربية أي تقسيم الدول العربية إلي كيانات متصارعة يستنزف بعضها بعضا بديلا عن خوض الحروب التقليدية. وشدد علي أن انفصال جنوب السودان لم يكن مفاجئة لأن الترتيب له كان معلوماً للكافة منذ 6 سنوات إلى أن تم إعلانها أمام العالم. وأشار إلي أن مخطط التقسيم يرجع تاريخه إلي بداية الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 الذي شمل مصر وباقي الدول جنوبا خاصة دول حوض النيل وعقد الاتفاق المتعلق بالحكم الثنائي عام 1899، وبالتالي تم فتح الباب أمام التجارة الأوروبية والبعثات التنصيرية وخاصة في جنوب السودان في الجنوب . ومارست إنجلترا سياسات من شأنها فصل شمال السودان عن جنوبه حيث أنشأت الفرقة العسكرية الاستوائية في عام 1917، وظلت تلك الفرقة تعمل في الجنوب إلى عام 1955 وتحت قيادة ضباط بريطانيين. وكانت اللغة التي يتعاملون بها هي اللغة الإنجليزية بديلا عن اللغة العربية بهدف القضاء على الهوية والثقافة العربية في الجنوب في ظل انهيار النفوذ المصري في السودان عام 1924. وأشار فليفل إلى أنه وعندما وقعت اتفاقية السلام الشامل عام 2005 التي نصت على استفتاء 9 يناير 2011، أثارت الأصابع الإسرائيلية الفتنة والتمرد في دارفور، لتشغل الحكومة عن الجنوب والنهوض به. وعن دور الولاياتالمتحدة أوضح أن أمريكا التي دمرَّت البنية التحتية للعراق وأفغانستان قدمت من عام 2005 إلى الآن أكثر من ستة مليارات دولار لجنوب السودان، لبناء بنيته التحتية وتسليح جيشه ليس حباً فيه ولكن لتشجيعه على التصويت لصالح الانفصال. وتهدف إسرائيل ومعها أمريكا من انفصال جنوب السودان إلي قطع شوطا اكبر في مخطط التفتيت والسيطرة على ثروات الجنوب من نفط ومياه النيل. وأشار إلي أن انتشار السلاح في القارة الإفريقية وراءه الغرب وإسرائيل مؤكدا أن هذا السلاح الموجود في كل مناطق النزاع في القارة الإفريقية خاصة دارفور وجنوب السودان يأتي من إسرائيل.