أكد خبير مصري أن إسرائيل كانت وراء نشوب الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان والتي استمرت لسنوات طويلة مخلفة أعداد كبيرة من الضحايا واستنزفت الموارد. وقال عميد معهد الدراسات والبحوث الإفريقية الأسبق بجامعة القاهرة د.السيد فليفل في حديثه خلال الندوة التي عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس ، اشار الي ان استفتاء جنوب السودان يأتي ضمن المخطط "الصهيوامريكي" لتقسيم العالم العربي إلى "دويلات صغيرة " علي أسس دينية وعرقية ومذهبية لتصبح كيانات ضعيفة يسهل السيطرة عليها ونهب ثرواتها. وشدد فليفل علي أن انفصال جنوب السودان لم يكن مفاجئة لأن الترتيب له كان معلوماً للكافة منذ 6 سنوات إلى أن تم إعلانها أمام العالم ، مشيراً إلي أن مخطط التقسيم يرجع تاريخه إلي بداية الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 الذي شمل مصر وباقي الدول جنوبا خاصة دول حوض النيل وعقد الاتفاق المتعلق بالحكم الثنائي عام 1899 ، وبالتالي تم فتح الباب أمام التجارة الأوروبية والبعثات التنصيرية وخاصة في جنوب السودان في الجنوب . ووأشار فليفل الي أن إنجلترا مارست سياسات من شأنها فصل شمال السودان عن جنوبه حيث أنشأت الفرقة العسكرية الاستوائية في عام 1917، وظلت تلك الفرقة تعمل في جنوب السودان إلى عام 1955 وتحت قيادة ضباط بريطانيين. وأشار فليفل إلى أنه وعندما وقعت اتفاقية السلام الشامل عام 2005 التي نصت على استفتاء 9 يناير 2011 ، أثارت الأصابع الإسرائيلية الفتنة والتمرد في دارفور ، لتشغل الحكومة السودانية عن الجنوب والنهوض به. وعن دور الولاياتالمتحدة أوضح فليفل أن أمريكا التي دمرَّت البنية التحتية للعراق وأفغانستان قدمت من عام 2005 إلى الآن أكثر من ستة مليارات دولار لجنوب السودان ، لبناء بنيته التحتية وتسليح جيشه ليس حباً فيه ولكن لتشجيعه على التصويت لصالح الانفصال. وتهدف إسرائيل ومعها أمريكا من انفصال جنوب السودان إلي قطع شوطا اكبر في مخطط التفتيت والسيطرة على ثروات جنوب السودان من نفط ومياه النيل ، مشيراً إلي أن انتشار السلاح في القارة الإفريقية وراءه الغرب وإسرائيل ، مؤكدا أن هذا السلاح الموجود في كل مناطق النزاع في القارة الإفريقية خاصة دارفور وجنوب السودان يأتي من إسرائيل.