الخرطوم سونا تشكل عملية التعداد السكاني مفتاح حقيقي لرسم خريطة التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية والنهوض بالعمل السياسي وهو من الأهداف المهمة لكل دولة لوضع الخطط والاستراتيجيات التي تدفع بعجلة التنمية ، والنهوض بالاقتصاد والخدمات لكافة المواطنين، ولا يمكن أن تكون هنالك خطط سليمة دون معرفة إحصاء السكان ومعرفة أماكن تواجدهم وكثافتهم ومستوى معيشتهم ، واحتياجاتهم وتحديد الأولويات وترتيبها وفقاً لإمكانات الدولة. ولإنجاح هذه المهمة الإستراتيجية لابد من استنفار كافة القطاعات وتسخير الإمكانات تشجيعاً ومساندة لما بذلته الدولة من جهود كبيرة في تحريك عجلة الاقتصاد والتنمية في كل ولايات البلاد وتحقيق نهضة اجتماعية وثقافية حقيقية، ووضعت إستراتيجية قوية شاملة لتوزيع الثروات والإمكانات ليضع التعداد الخريطة الحقيقية للنمو والحاجة الأساسية للبلاد من الخدمات، وهذا يدخل في عملية الترجمة الحقيقية لمعاني الوطنية الخالصة والحرص على نهضة البلاد وتنميتها وتحقيقاً للعدالة في توزيع السلطة والثروة وسوف تسير عملية التعداد الخامس بأذن الله بكل قوة وصلابة وبكل إصرار وعزيمة دون مبالاة لأصحاب الأجندات الخاصة التي لا تريد صراحة أن يشهد الوطن تقدماً ولكن بفضل المثابرة والتخطيط السليم والحوار البناء أصبح يشهد استقرارا وتنمية بعد أن كان يرزح في حرب أهلية أثقلت كاهله سنين عديدة. إن المتاح حالياً في بيانات المسوح الديمغرافية والبيانات الاقتصادية والاجتماعية أما قديم أو غير ذي جدوى ، فالمعلومات المتوفرة عن حجم السكان، وأعمارهم، ومعدلات النمو ، وتوزيعاتهم الجغرافية ، إلى جانب خصائص سكانية أخرى ، كمستوى الخصوبة لديهم نسبة الوفيات بينهم ، غير دقيقة ، فضلاً عن إنها لا تغطي جميع أجزاء القطر ، ويطرأ ذلك ، بذات القدر على مؤشرات أخرى هامة كالصحة ، والتعليم والقوى العاملة والزراعة وغيرها. عموماً يعتبر التعداد السكاني أحد أهم مكونات اتفاق السلام الشامل ، الذي وقع في يناير من العام 2005م ، حيث تضطلع الحكومة السودانية بمسؤوليتها تجاه إجراء التعداد، وإلى ذلك فقد فوضت كل من الجهاز المركزي للإحصاء، ومركز جنوب السودان للتعداد والإحصاء والتقييم والتنفيذ برنامج التعداد، لأنه هدف سامي يقود إلى المعرفة الحقيقية لنسب توزيع السكان في الدولة، والكثافة السكانية في كل إقليم، وتقدير حجم الحراك الديمغرافي وقياس معدلات الهجرة والاستخدام الأمثل للموارد، وعمل التقسيمات الإدارية وتوزيع الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية وخدمات الرعاية الاجتماعية، والأمومة والطفولة، وترقية القدرات البشرية التي يحتاجها بناء الوطن الواعد بخيراته الزاخرة وعلى الجميع أن يضعوا الأهمية القصوى للتعداد من أجل بناء دولة قوية فتية متماسكة بحبل المواطنة القوى وقفل الباب أمام المتربصين الذين لهم أجندات خاصة الهدف منها تعطيل الحراك الاقتصادي والتنموي الذي يشهده السودان في كل شبر من أرضه الطاهرة والتالية.