تقرير: االسوداني عينة عشوائية تمثل عشرة في المئة ستجاوب على أسئلة الاستمارة الكبيرة المكونة من (54) سؤالا من بينها (14) سؤالا تشمل جميع أفراد الأسرة أما بقية اسئلتها فتتناول عددا من الجوانب من بينها التعليم، القوة العاملة، الحالة الزوجية. فيما سيجاوب تسعون في المئة على اسئلة الاستمارة الصغيرة.. بدأت في الساعات الأولى من فجر اليوم ساعة الاسناد للتعداد السكاني الخامس بالسودان الذي يعتبر من أهم التعدادات التي اجريت بالسودان منذ التعداد السكاني الأول الذي نظم خلال الفترة من (1955-1956م) وبدأ العد في يوليو 1955م وانتهاءً بالتعداد السكاني الأخير الذي نظم في ابريل 1993م. وتنبع أهمية التعداد باعتباره مرتبطا بالجوانب الاقتصادية المتصلة بتقاسم الثروة بين أقاليم السودان المختلفة وسياسياً في تقاسم السلطة وفي عملية التحول الديمقراطي وتعزيز عملية الانتقال بالمجتمعات من مرحلة النزاعات لمرحلة الاستقرار والتداول السلمي للسلطة. اكتمال الاستعدادات وأوضح المشرف العام على التعداد والمدير العام للجهاز المركزي للإحصاء د. يس حاج عابدين بمنبر (سونا) الذي نظم نهار أمس بمقر الهيئة القومية للتلفزيون أن التقارير الواردة من الولايات أكدت اكتمال عملية الاستعداد النفسي والزمني لساعة الإسناد وحث المواطنين للتعاون مع العدادين والإجابة على الأسئلة الواردة بالاستمارة، معلناً اتفاقهم مع حكومة الجنوبوالولايات وغرف النقل لتوفير العربات، ومساهمة الأممالمتحدة في عملية توزيع العدادين والمعدات بجنوب السودان، موضحاً عدم وجود أي مشاكل بدارفور تحول دون البدء في عملية العد وقال: "إذا اتضح لنا عدم صحة معلومات أو الأرقام بأية منطقة من المناطق فسآمر بإجراء عد بعدي، فالجانب المهم والأساسي هي المعلومات الصحيحة". وأعلنت فني التعداد سمية خالد خلال حديثها بالمؤتمر الصحفي عن الجانب الفني للتعداد، عن اكتمال كل الاستعدادات الفنية بكل الولايات وعملية ترقيم المنازل، وتوفير المواد المساعدة لعملية التعداد قبل مدة كافية لكل المحليات، معلنة وجود عدادين واستمارات احتياطية لسد أي نقص بالعدادين أو الاستمارات. موضحة أن المتوسط المقرر لكل عداد (200) أسرة بالمدن و(150) بالأرياف، وأن عشرة في المائة فقط سيجاوبون على الاستمارة الطويلة، أما الباقية فستجاوب على أسئلة الاستمارات القصيرة. وقالت إن الاستمارة الطويلة تتكون من (54) سؤالا من بينها (14) سؤالا تشمل جميع أفراد الأسرة، وأسئلة حول التعليم تشمل الذين في سن السادسة فما فوق, بالإضافة ل(4) أسئلة عن القوة العاملة متصلة بمن هم في سن العاشرة فما فوق، وسؤالين عن الحالة الزوجية لمن هم فوق سن ال(12) فأكثر وسبعة أسئلة للنساء الذين سبق لهن الزواج أو المتزوجات أو اللائي هن في عمر الإنجاب بين (12-54) سنة وسؤالين آخرين عن الإنجاب الجديد قبل ساعة الإسناد أما بقية الأسئلة فهي عامة تتعلق بالمسكن ومصادر المياه والكهرباء والخدمات وغيرها. حساب المشردين والمسافرين وأعلن عابدين أن المشردين من بين الفئات التي سيتم عدها واعتبرها "من أصعب الفئات الخاصة"، معلناً تنسيقهم مع الشرطة والاستعانة بها لتحديد مواقع وجودهم ومبيتهم والتحوط لأي احتمالات أو تطورات سالبة قد تبدر من بعضهم اتجاه العدادين، أما المسافرون فسيتم عدهم حيثما ادر كتهم ساعة الإسناد الزمني للتعداد، متوقعاً أن تستمر عملية قراءة البيانات خمسين يوماً. وأعلن فني التعداد إبراهيم عباس خلال حديثه بالمؤتمر الصحفي اكتمال تحضيرات البرامج المتعلقة بمعالجة البيانات بعد إدخالها في المساحات الضوئية والاتفاق حولها مع حكومة الجنوب، مشيراً لتدريب المبرمجين والعاملين للعمل على الحاسبات الآلية وتدريب عمال إضافيين لتغطية الطوارئ، معلناً عن وضع خطة تتصل بتحليل ومراجعة البيانات للحصول على إحصائيات دقيقة. معطيات إيجابية وسلبية متغيرات عديدة ايجابية وسلبية تصاحب عملية التعداد الخامس التي تنطلق اليوم بالمقارنة بآخر تعداد نظم في ابريل 1993م، فالجوانب الايجابية تتمثل في دخول مناطق بجنوب السودان وولاية جنوب كردفان لم يشملها آخر تعداد بسبب الحرب الأهلية التي كانت تشهدها تلك المناطق وتعرضها لعدم الاستقرار الأمني إما لوقوعها تحت سيطرة قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان أو لصعوبة الوصول إليها بسبب قربها من مسارح العمليات العسكرية والحربية. أما الجانب الثاني فهو الارتباط الوثيق للتعداد بعملية الانتقال والتحول التاريخي للبلاد من فترة الصراعات العنيفة صوب التحول السلمي والديمقراطي وإسهامه في عملية الانتخابات القادمة من خلال توزيع الدوائر الانتخابية. لكن من المعطيات السلبية التي تصاحب التعداد الخامس عند مقارنته بالتعداد الرابع هي بكل تأكيد خروج عدد من مناطق دارفور لأول مرة منذ أول تعداد نظم بالبلاد بسبب الأوضاع الأمنية الناتجة من الصراع الذي تشهده أجزاء من ولايات دارفور الثلاث. أما الجانب السلبي الثاني فهو عدم شمول التعداد لمنطقة حلايب المتنازع عليها بين السودان ومصر حيث طالب ناظر عموم البشاريين في منطقة حلايب احمد كرار في تصريح صحفي أصدره خلال الأيام الماضية الحكومة السودانية بتحمل مسؤوليتها تجاه رعاياها في حلايب وإدخالهم في التعداد السكاني، مشدداً على ضرورة خضوع البشاريين لعمليات التعداد السكاني أسوة ببقية المواطنين السودانيين في جميع أنحاء البلاد. فاليوم هو موعد انطلاق التعداد الأهم في تاريخ السودان ويبقى الجميع في انتظار ما ستفسر عنها لغة الأرقام، وتأسيس معطيات جديدة تستند على نتائج التعداد الخامس..