فجعت مدينة بورتسودان مساء أمس بحادثة أليمة تعرضت لها عربة سوناتا صالون تم قصفها وتدميرها كليا بواسطة صاروخ مجهول الهوية رجحت حكومة الولاية أن يكون قادما من إتجاه الشرق من ناحية البحر . وكشفت الزيارة الميدانية التى قامت بها (smc) إلى موقع الحادثة بعد نصف ساعة من الحادثة عن وجود عربة السوناتا ملقاة على جانب شارع الأسفلت من الجهة اليمنى . ووجدت الجثة الاولى فى حالة إحتراق كامل إلا أن بعض أجزاءها متماسكة في الجزء الأعلى من الجسم وتشمل الجمجة والصدر إلى منطقة الحوض رغم أنها متفحمة بالكامل أما باقى الجثة فقد تبعثرت وتفرقت في جميع الإتجاهات مما دعا مباحث الحادث ومسرح الجريمة إلى جمعها وضعها في أكياس سوداء . أما الجثة الثانية التى كان صاحبها يجلس أمام مقود السيارة في الجهة اليسرى فتفحمت بالكامل وتناثرت أجزاءها بشكل فظيع ويبدو عليها أنها تآثرت أكثر بالقذف وتم تجميعها ووضعها بعناية داخل الأكياس السوداء. وعند تتبع مسار الحادثة ظهرت (4)حفر ،ثلاثة منها داخل الأسفلت والرابعة خارج الأسفلت ووجدت عليها بقايا مقذوفات لم تنفجر بعد ،فيما تم العثور على سقف العربة على بعد (7)أمتار تقريبا خلف العربة وهى ذات المسافة التى تناثرت فيها محتويات أجزاء الصاروخ وبعض أجزاء العربة ،لكن الأبرز وهو العثور على قطعة دائرية حمراء اللون تشبه أجزاء الطائرات إلا أن ضابطا رفيع المستوى من سلاح الطيران كان مرابطا في موقع الحادثة نفى أن تكون القطعة من أجزاء أى نوع من الطائرات ، وتم العثور على قطعة إلكترونية "الترانسيستور" تشبه مخلفات جهاز تتبع . ومثل البحث عن شهود عيان شاهدوا عملية القذف مهمة مستحيلة في ظروف غير عادية ،لكن بعد طول بحث تم العثور على شخصين شاهدوا الحادث وهم محمد عبدالقادر سائق شاحنة كبيرة بشركة ريبا أوقف عربته بالقرب من نقطة المرور السريع والذى تحدث ل(smc) بأنه شاهد في حوالى الساعة الثامنة أصوات تفجيرات كبيرة وألهبة النيران تتصاعد من عربة تسير امامه بمسافة طويلة مما جعله يرتبك ويفقد توانه ويصطدم بشاحنة أخرى امامه وذكر بأنه شاهد أشياء فى السماء تلمع وتختفى بسرعة . أما الموطن أحمد حسن حسين والذى يعمل سائق شاحنة بشركة دوراين فقد أصابته المفأجاة من علو أصوات التفجيرات فلم يكن امامه سوى أن (يتحسبن) ويتعوذ من الشيطان . وعلى الجانب الأخر إنطلقت أجهزة الموبايلات تتناقل خبر قصف الطائرة المجهولة لعربة في شارع بورتسودان فتدافع مواطني حي ترانسيت وحي المطار وهما من الاحياء الواقعة عند مدخل المدينة والأقرب لموقع الحادث . وعلى جانب أخر إنخرطت لجنة أمن الولاية في إجتماعات طويلة في غرفة العمليات بالمطار والذى كان أقرب مكا ن للإجتماع وغرفة للعمليات مجهزة بكافة الوسائل وبعد فترة طويلة من المداولات صدر أول صوت رسمي من الولاية كشف حقيقة التفجيرات على لسان والى الولاية بالإنابة الأستاذ صلاح سر الختم والذى أكد ل smc بأن صاروخا مجهول المصدر إستهدف سيارة صغيرة بطريق بورتسودان المطار تبعد (15) كيلو متر جنوب الولاية فى حوالى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي أدت الى مقتل شخصين كانا بداخلها . حيث تفحمت جثتيهما جراء الانفجار مبيناً ان التحقيقات لاتزال جارية لاستجلاء ملابسات واسباب الحادث ومعرفة هوية الشخصين المتوفيين داخل السيارة كاشفاً في الوقت نفسه ان حكومة الولاية والاجهزة المختصة شكلت مجلس تحقيق لاستقصاء الحادث . وبعد نهاية الاجتماع خف صلاح وبرفقته لجنة الامن الى مكان الحادث للاطمئنان على الاوضاع والاطمئنان على سير حركة المرور بشكل طبيعي جديرا بالذكر قبل مجىء الوالي الى مكان الحادث كانت شرطة مسرح الحادثة انتشلت الجثتين وهرعت بهم الى مشرحة مستشفى بور تسودان العام. وبينما عقارب الساعة تشير الى الساعة الثانية صباحا تحرك الوالي الى منزله بعد ان اطمئن وهو الذي كان في موقع الحادثة بصورة تدل عى انه متماسك الاعصاب ويدير الازمة بقدر عالي من الاتزان والثبات . ونامت بورتسودان في ذلك المساء كما لم تعرف النوم من قبل لانه يوم يشوبه الحزن القلق على المستقبل. لانها تدرك أنها فى الصبح ستقتل الموضوع تحليلاً سياسياً وعسكرياً فى المقاهى.