أشاد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بروح التعاون على البر والتكافل لتحقيق مستقبل أفضل للعمل الأنساني في العالم الإسلامي الذي ساد المؤتمر الرابع لمنظمات المجتمع المدني الإسلامي الذي نظمته منظمة المؤتمر الأسلامي بالتعاون مع منظمة الدعوة الأسلامية، وطالب لدى مخاطبته الجلسة الإفتاحية للمؤتمر اليوم بإبتكار سبل وأفكار لحشد دعم الخيرين والمحسنين والهيئات لصالح العمل الأنساني، والإرتقاء بالعمل الإغاثي من مجرد مساعدات آنية الى برامج تنموية مستمرة ومنتجة، في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها العالم الأسلامي والتحديات التي تواجهه. وأكد على الدور الكبير الذى تقوم به المنظمات في مؤتمرها الرابع الذي تداعت له 150 منظمة من جميع الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الأسلامي في مشوارها الطويل في سبيل الله متحلية بالصبر والنقاء والتُقى، مقارنة بالمنظمات الأجنبية التي جعلت من العمل الأنساني مطية تتاجر بها ، تحمل في ظاهرها الوجه الأنسانى وتقدم العذاب الى باطنها. وأعلن الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية أن المؤتمر وهو الرابع بعد مؤتمرات السنغال، ليبيا، الدوحة يهدف لتتويج علاقة المنظمات العاملة فى العالم الأسلامى مع منظمة المؤتمر الأسلامى وتقنينها حماية للعمل الأسلامي من أن يُتهم بالتطرف وهو بعيد عنه. وقال المهندس محمد غلي الأمين فى تصريح ل (smc)أن ما شهدته مؤخراً عدد من الدول فى العالمين الأسلامي والعربي يعزز العمل الخيري كمكمل لعمل الحكومات في تغطية مساحات أكبر. مؤكداً أن العمل الطوعي ومنظمات المجتمع المدني هي القائدة لحملات التغيير والشفافية. وأشار الى أن المؤتمر الذى تحضره 108 منظمة من جميع الدول المنضوية تحت منظمة المؤتمر الأسلامي و42 منظمة سودانية قد شهد حضوراً ولأول مرة لمنظمات من دول كان العمل الطوعي مكبوتاً فيها. وتشير(smc) أن المؤتمر الذي تستضيفه الخرطوم تحت شعار (المجتمع المدني في العالم الإسلامي..المسئوليات والأدوار) سيبحث خلال جلساته المستمرة ليومين العلاقة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني، ودور المنظمات في التنمية والتغيير في بداية مرحلة جديدة لتطور عمل منظمات المجتمع المدني. وكانت قمة مكةالمكرمة عام 2005م قد فتحت آفاقاً جديدة لمنظمة المؤتمر الأسلامي، بعد أن أقرت ضرورة إدماج منظمات المجتمع المدني فى الدول الأعضاء كشريك أساسي في مسيرة العمل الأسلامي المشترك. وقد شهد العالم الأسلامي خلال السنوات العشر الماضية أزمات وكوارث ضربت عدداً كبيراً من دوله مثل تسونامي أندونسيا، فيضانات باكستان، زلازل إيران وتركيا، موجات القحط والجفاف في دول الساحل الأفريقي والإنهيارات الجليدية في دول آسيا الوسطى بلغ في مجموعها سبع وتسعين كارثة تأثر بها خمسة وخمسون مليون نسمة في (24) دولة بخسائر مادية بلغت مائة وعشرين مليار دولار نتجت عنها تغيرات سياسية وإقتصادية وإجتماعية إتسعت منها الحاجة الى المساعدات الأنسانية بتلك الدول. تفعيل دور منظمات المجتمع المدني كشريك حقيقي للدولة في إنجاح برامجها من شأنه أن يوطد دعائم العالم الأسلامي ويعزز وحدة المجتمع المسلم.