أعلن د. بونا ملوال مستشار رئيس الجمهورية ورئيس المنبر الديمقراطي لجنوب السودان إعتزاله المشاركة في الحياة السياسية بالجنوب بعد (46) عاماً قضاها في العمل السياسي وذلك قبل (3) أسابيع من إعلان قيام دولة جنوب السودان ليتفرغ للكتابة والبحث والتأليف. وقال ملوال في مؤتمر صحفي عقده بالمركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) أن نتيجة تجربته السياسية كانت الإنفصال ولذلك قرر أن يزيح نفسه من الساحة السياسية مضيفاً أنه إذا كانت هناك أخطاء فأنه جزء منها، وإذا كانت هناك خبرات فهي تحسب له في مؤتمر المائدة المستديرة وقال إنه غير نادم على مطالبته بالإنفصال الذي تحقق للجنوب مشيراً إلى عدم جلوس القيادة الشمالية آنذاك معهم بجدية لمناقشتهم حول هذه القضية بل إنها إعتبرت هذه المطالبة (خيانة عظمى). وأشار ملوال باتفاقية أديس ابابا 1972م التي حققت السلام ولم تدع فرصة للمطالبة بحق تقرير المصير. موضحاً ان الرئيس السابق نميرى لو لم يتراجع عن تنفيذها لما حدث ما حدث الآن ووصف المجتمع الشمالي بأنه مرتب بشكل جيد لكن ليس فيه قبول لغير الشماليين لطبيعة النظام العربي الإسلامي السائد فيه. وحول مآلات الدولة الجنوبيةالجديدة قال أنه لايستطيع أن يحكم على النظام هناك قبل أن يبدأ في التاسع من يوليو مبيناً أن هناك تأثيرات إيجابية وسلبية متوقعة لكنهم سينتظرون وحذر من ان عدم تعاون الحزبين في الشمال والجنوب سيؤثر سلباً على علاقة مواطني الشعبين. وحول بقائه في الشمال أو مغادرته للجنوب حال الإنفصال قال ملوال ان هذا ليس بالأمر المهم مع وجود إمكانية وجوده في الشمال أو الجنوب وأضاف:(إذا جاءتنى دعوة من الجنوب سأحتفل معهم في 9 يوليو وإلا فأن بيتى في الخرطوم). وبدأ د.بونا ملوال حياته السياسية عام 1964م قبل إندلاع ثورة أكتوبر وتم إختياره أميناً عاماً منتخباً لجبهة الجنوب عام 1965م للإعداد لمؤتمر المائدة المستدير ولمع نجمه عندما عين وزيراً للإعلام في عام 1972م قبل ان يتخلى عن نظام نميرى عام 1983م ليتم إيداعه للمعتقل ويشغل د.بونا ملوال مستشاراً لرئيس الجمهورية ورئيساً للمنبر الديمقراطي لجنوب السودان.