شهدت ولاية الخرطوم وعلى كافة مستويات محلياتها حراكاً كبيراً ومساعي لايجاد الحلول المناسبة لاحتواء مشكلة غلاء الأسعار، وأولت اهتماماً منقطع النظير بهذه المشكلة لارتباطها المباشر والوثيق بحياة المواطن المعيشية؛ حيث سعت لتوفير السلع الاستهلاكية عبر الأسواق الأسبوعية الراتبة ومراكز البيع المخفض والعمل على تنشيط التعاونيات بالأحياء ومرافق العمل. وقد وجدت هذه الجهود إشادة الكثير من المواطنين، لاسهامها في تركيز أسعار السلع بكافة أشكالها بجانب مساهمتها في رفع المعاناة عن كاهلهم. في هذا الإطار كان مجلس حكومة محلية الخرطوم قد شدد في اجتماعه الذي عقد مؤخراً بضرورة التوسع في افتتاح مراكز البيع المخفض التي دشنت لتركيز الأسعار بالمحلية، وقال د. عبد الملك البرير معتمد المحلية إن هذه المراكز من شأنها الإسهام في توفير السلع وتركيز أسعارها، مبيناً أن المحلية قامت بفتح مراكز للبيع في كل من السوق المحلي وميدان جاكسون وأركويت وأبوحمامة. وفي ذات الاتجاه ذكر الأستاذ محمود أحمد سليمان رئيس لجنة تخفيف أعباء المعيشة بمحلية كرري أن المحلية اهتمت كثيراً برفع المعاناة عن كاهل مواطنيها مما جعلها تعمل على إنشاء هذه اللجنة، مشيراً إلى قيامهم بفتح (5) أسواق اسبوعية راتبة في مناطق (خليفة، الشنقيطي، الحارة 29، الحارة 76 والمساحة) مؤكداً أن هذه الأسواق وجدت رواجاً على مستوى المحلية وانتشرت وأصبحت معلومة لدى المواطنين، وغطت الكثير من احتياجات المواطنين وبأسعار بها فرق كبير عن الأسواق العادية ،كاشفاً عن اجتماع معتمد المحلية بعدد كبير من مدراء الشركات والمصانع على مستوى المحلية للعمل على مد هذه الأسواق بالمنتجات دون وسيط وبأسعار التكلفة، بجانب الاتفاق مع شركات للحوم من أجل مد هذه الأسواق أيضاً بمنتجاتها من اللحوم الحمراء والبيضاء، وكذلك الاتفاق مع الاتحاد التعاوني لفتح (5) مراكز ثابتة واتصالات أخرى لفتح مراكز إضافية بالمحلية. وفي ذات الإطار اتجه اتحاد نقابات العمال أيضاً في توزيع السلع الاستهلاكية عبر منافذ البيع بمواقع العمل. وقال أمين أمانة التنمية والموارد بالاتحاد الأستاذ عثمان إن الاتحاد اتجه لتوزيع السلع الاستهلاكية لمنسوبيه عبر (142) نافذة بمواقع العمل، مجدداً عزمهم لنقل فكرة مراكز التوزيع إلى الولايات لرفع المعاناة عن كاهل العمال والإسهام في استقرار أوضاعهم المعيشية. ويرى الدكتور ياسر ميرغني الأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك أن منافذ البيع المخفض التي فتحت بولاية الخرطوم والأحياء قد أسهمت في استقرار أسعار بعض السلع، إلا أنه عاد وقال لابد من استبدال هذه المراكز بالتعاونيات الثابتة والمتحركة لأنها أكثر خبرة ودراية بأمور السلع. من جانبه دعا المدير التنفيذي لمحلية بحري الأستاذ عماد الدين خضر إلى ضرورة العودة إلى الجمعيات التعاونية وتنشيطها لكبح جماح الأسواق، كاشفاً عن اجتماعهم بمسؤولي التعاونيات والتفاكر حول إنشاء (7) مواقع إستراتيجية للتعاونيات في شكل مجمعات كبيرة تكثر فيها السلع الضرورية والهامة. وقال إن هذه المواقع سيتم إقامتها بميدان المولد والمسجد الكبير وجامع الشهيد إبراهيم شمس الدين بلفة الدروشاب وموقع بكوبر وآخر بمسرح خضر بشير وآخرين بالريف والمنطقة الوسطى والجيلي والخوجلاب، مؤكداً أن هذه المواقع ستسهم الولاية في تمويلها وتوفير السلع لها. وفي سياق متصل جدد الأستاذ هاشم عبد الحفيظ من إدارة التعاونيات بمحلية بحري أن الجمعيات التعاونية ستسهم في ضبط الفوضى التي شهدتها الأسعار. واعتبر الجمعيات التعاونية أساس التركيز للأسعار. وقال إن ارتفاع الأسعار في الأسواق جاء لعدم وجود جهة منافسة كي تركز الأسعار، مشيراً إلى التزام الجمعيات التعاونية بالأسعار المحددة باعتبار أنها تعمل وفق قوانين ولوائح ونظم، مضيفاً أن المرحلة المقبلة ستشهد وحسب سياسات الولاية قيام مجمعات استهلاكية بجانب تنشيط الجمعيات، مؤكداً أن هذه الجهود ستساعد في حل مشاكل السلع التموينية، والمساهمة في حل مشكلة اللحوم والسلع الاستهلاكية الأخرى.