تقرير محمد عبدالرحيم كلمة لغم أو الغام ما إن تذكر حتي ترتعد فرائس الإنسان خوفا وذعرا مما تسببه من ضرر بليغ أشده الموت واقله فقدان الأطراف فوصفت بأنها أكبر أذي يسببه الإنسان لأخيه الإنسان وأنها عدو الإنسان الأول. فما أن وضعت الحرب أوزارها في السودان بإتفاقية السلام الشامل حتي التفتت الحكومة لمشكلة الألغام التي تمت زراعتها أثناء فترة الحرب فجاء القرار الجمهوري بتشكيل الجهاز الوطني لمكافحة الألغام في العام2006م لوضع السياسات والتنسيق مع كافة الجهات العاملة في هذا المجال. وفور تشكيل الجهاز بدأ حربا جديدة علي الألغام في كافة الجبهات جنوبا وشرقا وغربا في عمل دؤوب ومتواصل تم بايدي سودانية خالصة وتدريب خارجي حيث غطي البرنامج مناطق طوكر وقرورة في البحر الأحمر ومناطق همشكوريب بولاية كسلا وطريق السلام محور ملكال - أيود والقناة ( قناة جونجلي) التي تمت نظافتها بالكامل في فترة وجيزة بعدها تحركت الأتيام صوب ولاية جنوب كردفان وبدأت بنظافة طريق كادوقلي - أم سردبة - كاودا وطريق كادوقلي - الحمرا - أم دورين - تلودي - التي اكتمل تنظفيها بالكامل ليحتفل بخلوها من الإلغام غدا الاحد بحضور أحمد محمد هارون وزير الدولة بالشئون الإنسانية والأمين العام للجهاز ودكتورة تابيتا بطرس وزيرة الصحة الإتحادية بجانب السيد وزير النقل والطرق والجسور ووالي جنوب كردفان. وللوقوف عن حجم المأساة ومستوي الإنجاز كانت لنا فرصة مرافقة وفد الجهاز للإحتفاء بهذه المناسبة وفي منطقة أم سردبة وصف الشيخ سودان كورت قلو شيخ منطقة أم سردبة الوضع بالمنطقة قبل إزالة الألغام بالكارثي مشيرا للعدد الكبير من ضحاياها من البشر والحيوانات وتأثيرها علي حركة التواصل في المنطقة ودعا إلي استمرار العمل في نظافة المنطقة خاصة أن هنالك كميات من الألغام مزروعة بالجبال وأن صوت تفجر الالغام بواسطة البشر أو الحيوانات أصبح مألوفا لديهم كما أن النساء محرومات من الأحتطاب بالجبل من جرائها وفي أم سردبة كذلك التقينا بالمواطن حسن كباشي الذي قطعت رجله إثر إنفجار لغم ارضي بالمنطقة وتم تركيب رجل صناعية له كما شاهدنا في المنطقة نفسها مأساة الطفل كوري بهوب الذي أدي تفجر لغم إلي قطع أصابع يده وألقي المواطن عبدالله الريف باللائمة علي المنظمات الكثيرة المنتشرة بالمنطقة ولم تفعل شيئا مؤكدا أن الجهاز الوطني هو الجهة الوحيدة التي عملت إنجاز ملموس في المنطقة وروي لنا أحمد جلفة من منطقة ام دورين قصة إمراة من المنطقة انها كانت في طريقها إلي كاودا أصيبت بلغم ادي لقطع رجليها وفي طريقها للعلاج اصيبت بلغم آخر أدي لقتلها مع عدد من الأشخاص. عقيد مهندس بشير حسن أحمد مدير إدارة المشروعات بالجهاز الوطني لمكافحة الألغام قال (لسونا ) ان إدارته تمكنت من إنجاز العمل في مشروعي كادوقلي كاودا بطول 119 كيلو وعرض 30 متر وكادوقلي - تلودي بطول 84 كيلو وعرض 30 متر موضحا أن العمل تم وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها فى مجال مكافحة الألغام وأن الإزالة نفذت بتمويل من حكومة الوحدة الوطنية بادي سودانية بعد أن تلقت تدريبات عالية من قبل بدء العمل مشيرا إلي أن العمل في المشروعين اتخذ في فترة زمنية قياسية وبجودة عالية رغم فصل الخريف الذي يعيق العمل. نعم أن الألغام كانت وتستظل التحدي الأكبر بعد تحقيق السلام وتحتاج إلي تضافر كافة الجهود للقضاء عليها وإعلان السودان خاليا منها ولا يتأتي هذا إلا بقوة الإرادة وتوحيد الجهود للوصول للهدف المنشود. سونا