أكّد د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم، أنّ جهود الولاية وسياساتها تجاه أزمة تصاعد الأسعار، بدأت تأتي ثمارها حيث تشهد الأسواق يومياً تراجعاً في أسعار السلع. وقال الوالي لدى ترؤسه اجتماع الآلية الاقتصادية أمس، إن سياسة الولاية الهادفة لتشجيع الانتاج وفتح منافذ لتوزيع السلع من المنتج للمستهلك مباشرة وتشجيع الجمعيات التعاونية الانتاجية والاستهلاكية وتوفير تمويل لها والتوسع في الحاضنات لتسمين الماشية والبيوت المحمية، وانتاج الدواجن اللاحم سيحقق وفرة في السلع ويخفض الأسعار مما ييسر الحياة المعيشية للمواطن. وأعلن د. الخضر عن افتتاح (50) مركزاً بمحليات الولاية السبع اعتباراً من اليوم، لتوفير السلع الضرورية وفتح الأسواق المركزية بمحليات كرري وشرق النيل وجبل أولياء في منتصف اكتوبر الحالي بغرض تحريك الأنشطة التجارية وتوفير السلع بأسعار معقولة. ووجّه الوالي لجان الآلية الاقتصادية بالتحضير المبكر للموسم الشتوي وتوفير التمويل اللازم لزراعة جميع المساحات بالمشاريع الزراعية في الولاية، وأشار الخضر الى موافقة بنك السودان على تكوين محفظة لتمويل صغار المنتجين، فضلاً عن محفظة للخريجين ورفع التمويل الأصغر إلى مبلغ (20) ألف جنيه، بجانب تخصيص مبلغ (6) ملايين يورو لاستيراد تقاوى بطاطس وتوفير عملات صعبة لاستيراد مدخلات صناعة الدواجن. وقال الوالي إنّ وزارة الزراعة بدأت استلام طلبات أكثر من (100) شركة لاستيراد الدواجن وعدد من الشركات لاستيراد تقاوى البطاطس ومدخلات صناعة الدواجن. وأوضح الخضر أن لجان الآلية الاقتصادية اتفقت مع شركتي بتروفال وترست لتوريد وتجهيز لحوم بقر وتوزيعها بالتنسيق مع المحليات وعرضها للمستهلكين بسعر (14) جنيهاً للكيلو اعتباراً من اليوم السبت، كما تم الاتفاق مع شركات الدواجن لبيع كيلو الدواجن بسعر (14 - 15) جنيهاً. وأضاف الوالي بأن الولاية تتوقّع وفرة الانتاج في المرحلة المقبلة، وأنها أعدت دراسة لزيادة سعة التخزين المبرد بالولاية لتخفيف حدة الموسمية للسلع كافة وتركيز الأسعار والمساعدة في الصادر. وفي السياق، وجه الوالي فيما يتعلق بالشرائح الضعيفة، باستكمال بطاقات التأمين الصحي لمواطن الولاية والعمل على التوسع في الوجبة المدرسية المجانية والمدعومة وتفعيل دور الخيِّرين مع الاستمرار في دفع مبلغ (100) جنيه شهرياً ل (14) ألف أسرة فقيرة. وفي سياق ذي صلة، قال الشيخ د. عبد الحي يوسف، إن الراعي والرعية في هذه البلاد يتحمّلان المسؤولية كاملةً على ما حل من بلاء وغلاء أصاب الناس جزاء أعمالنا جميعاً، وأضاف: (لا أقول قاطعوا اللحوم، بل قاطعوا المنكرات الأخلاقية والاقتصادية والإعلامية)، وأن يتوب المواطنون إلى الله. ودعا الشيخ عبد الحي يوسف في خطبة الجمعة بمسجد خاتم المرسلين بحي جبرة جنوبي الخرطوم أمس، الراعي والرعية والحكام والمحكومين، وأصحاب المهن والحرف بأن يتقوا الله ويتوبوا إليه من الذنوب ليُغيِّر ما بنا، وقال إننا نعيب على الظروف والزمان والمكان، وأضاف: (نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا)، وزاد: إن البلاء والغلاء والوباء والكوارث التي نعيشها من ذنوبنا ومعاصينا وأعمالنا السيئة، وعلينا أن نتوب حتى يُغيِّر الله ما فينا ويفرجها. إلى ذلك، عاب عبد الحي على الحكومة والمسؤولين بالمركز دعم مالك عقار الوالي المتمرد بالمال اخيراً مع علمهم بأنه كان يشعل نار الفتنة والعصبية بالنيل الأزرق، وكان يريد أن يلحق بدولة الكفر في الجنوب، وتساءل: لماذا سكت عما كان يقوم به من سفك للدماء وانتهاك للممتلكات إلى أن وقعت الطامة؟، وأضاف: هذه أسئلة تحتاج لإجابة، وأن من عيّنه كان لابد أن يراقبه ويرصده قبل أن تقع الفاقرة، فالنفس أمّارة بالسوء. ونادى عبد الحي، المواطنين بنبذ العصبية والقبلية والجاهلية، وأن لا يفضِّلوا جنساً على آخر لأنها تكاد تعصف بنا وبوحدتنا، وقال إن أعداء الله وكل من له غاية ينفخون نار العصبية، لهثاً وراء كرسي الحكم ليتخذوه سلماً ليرتقي به في الناس.