تفجَّرت الأوضاع بصورة دراماتيكية في دولة الجنوب عقب انهيار الأوضاع الأمنية في ولاية جونقلي وسقوط مقاطعة البيبور وحرقها بالكامل بأيدي اللونوير وتدمير رئاسة محافظة المقاطعة. وبينما ارتقت الصدامات القبليَّة بين اللونوير والمورلي المندلعة منذ خمسة أيام إلى مرحلة مخيفة عقب مقتل «643» وجرح «954» مواطناً وصل منهم «160» إلى مستشفى جوبا في حالات حرجة، هرب جنود الجيش الشعبي من المقاطعة لجهة مقاطعة بور تاركين أسلحتهم ومتحركاتهم، في وقت رفعت فيه جوبا حالة الاستعداد إلى النقطة الثانية، وأعلنت حظراً للتجوال يبدأ من الثامنة مساءً وينتهي عند السادسة صباحاً، خوفاً من اندلاع اشتباكات بين النظاميين من أبناء القبيلتين داخل العاصمة، ومنحت أبناء القبيلتين عطلةً عن العمل حتى الخامس من يناير الجاري، وكثَّفت الحراسة حول مقر إقامة القيادات، ودعمت فرق الحراسة الشخصية بوحدات من الأمن الرئاسي. وفي ذات السياق ضرب انشقاق صفوف الفرقة السابعة بالجيش الشعبي في ولاية جونقلي، وحمل جنود القبيلتين أسلحتهم وغادروا القاعدة بغية الالتحاق بأبناء جلدتهم لخوض الحرب. وفي غضون ذلك يعقد مجلس وزراء حكومة جنوب السودان جلسة طارئة اليوم لبحث تداعيات الصدامات بين المورلي واللونوير بغية إنقاذ الوضع الأمني المتردي. ونقل مصدر مطلع بأمانة الحكومة ل «الإنتباهة» أمس تقدم نائب رئيس الدولة رياك مشار بطلب عاجل لعقد جلسة طارئة لمناقشة تدخلات الأممالمتحدة في جونقلي أيضاً. وفي سياق موازٍ رفضت قيادات قبيلة اللونوير مطالبة مشار لهم بإيقاف العمليات الحربية، وهددوا في اجتماع عقد أمس الأول بمنطقة البيبور نائب رئيس حكومة دولة الجنوب ب «التصفية»، ضاربين بمناشدته عرض الحائط، ورفضوا وساطته من أجل إيقاف الهجمات مما حدا بوحدة حمايته إلى إجلائه فوراً بطائرة خاصة إلى جوبا. وفي سياق آخر دعا اللواء جونسون ألونج أحد قيادات الثوار مواطني الجنوب للخروج لإطاحة نظام الرئيس سلفا كير. وقال في حوار تنشره «الإنتباهة» لاحقاً إن القتال القبلي بين اللونوير والمورلي شاهد جديد على فشل نظام الحركة الشعبية. وفي سياق متصل عززت حكومة جوبا الحراسة حول منزل القيادي بالمورلي والمستشار الرئاسي إسماعيل كوني، وحركت دبابة كاملة لحراسة منزله في جوبا. وقالت مصادر متطابقة إن خلافات دبَّت في القيادة في بلفام بين ضباط كبار في الجيش الشعبي ينتمون إلى قبيلتي اللونوير والمورلي، وسط أجواء مشحونة للغاية دعت وزير الدفاع للتدخل لفض نقاشات عنيفة بين الجانبين أمس.