يواجه جنوب السودان موجة من العنف القبلي الدامي بعد أيام من مقتل مئات الأشخاص في اشتباكات قبلية بولاية جونقلي فيما يزال الطريق شائكاً وطويلاً لبناء دولة بكامل مؤسساتها. فبحسب مسئول جنوبي تحدث في وقت سابق عن مقتل ما يصل إلى ثلاثة آلاف شخص الأسبوع الماضي في هجوم شنه آلاف المسلحين من قبيلة النوير على قرى قبيلة المورلي في مقاطعة البيبور بجونقلي، بسبب صراع على الماشية. ويرى المراقبون ان على الجنوب أن يتصدى لانقسامات داخلية كبيرة، فبرأي هؤلاء أن التحدي الاكبر هو بدون ادنى شك الامن، خاصةً وأن العديد من الاضطرابات الداخلية الاخيرة مرتبطة بالتوترات الدائرة داخل تنظيم الحركة الشعبية التي تمثل الحزب الحاكم والجيش الشعبي والتي تتورط فيها نخب يفترض ان تسويها. وقد تخلص النظام الحاكم الذي تقوده الحركة الشعبية من عدد من القيادات لغفل الباب أمام المنافسين المحتملين عن طريق التصفية المباشرة مثلما حدث مع القائد جورج أطور مؤخراً، أو اقناع قيادات المعارضة بالانضمام لصفوفها. وتتهم العديد من المجموعات المتمردة حكومة سلفاكير بالفساد وتزوير الانتخابات وضمان هيمنة قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها الرئيس سلفاكير ومعظم قيادات الحركة الشعبية. وما زال الجنوب الذي انفصل عن السودان الوطن الام في التاسع من يوليو الماضي يواجه مخاطر الانزلاق إلى صراعات قبلية وسياسية كبيرة، خاصة في ظل انتشار السلاح ووجود حركات خارج سيطرة جوبا. فيما يواجه التنظيم الاجتماعي الالسائد تزعزعاً بشكل كبير بسبب انتشار السلاح. وتؤكد الاممالمتحدة أن اعمال العنف القبيلية في جنوب السودان ادت الى سقوط اكثر (1100) ضحية العام الماضي، واعتبر الخبراء ان على دولة الجنوب ان تعمل بسرعة نزع السلاح من اجل تفادي وقوع المزيد من موجات العنف. وعلى صعيد متصل قالت المسؤولة في منظمة هيومن رايتس ووتش جان هنري، إن العنف القبلي الذي تفجر مؤخرا في جونقلي يشكل مرحلة بالغة الخطورة.