الخرطوم: سعاد محمد صالح إن التراجع الحاد في حجم الاستثمارات الزراعية على مدى العقود الثلاثة الماضية إضافة إلى تراجع المساعدات الإنمائية الرسمية من 17% إلى نحو 3% في العام الماضي 2006 أسهم في تفاقم أزمة الغذاء العالمية هذا ما أكده البيانٍ المشترك لرؤساء منظمة الأغذية والزراعة الدولية "الفاو" والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "ايفاد" وبرنامج الأغذية العالمي خلال مؤتمر قمة مجموعة الثماني الكبرى المنعقد في اليابان. وطالب رؤساء المنظمات والصناديق الدولية المجتمعون في القمة إطلاق ثورة خضراء جديدة من خلال زيادة التمويل العام لإنعاش التنمية الزراعية وذلك باستعادة الزراعة المستدامة كقوة رئيسية للتنمية وتسخير الطاقات الضخمة لصغار المزارعين والفقراء في العالم حتى يمكن القضاء على أزمة الجوع. من جهته توقع البنك الدولي بقاء أسعار المحاصيل الغذائية عند أعلى مستوياتها حتى نهاية عام 2015، مرجحا بقائها مرتفعة خلال عامي 2008 و2009 كما ستقوم مجموعة البنك الدولي بمساعدة الدول التى تعانى من الفقر وارتفاع أسعار المواد الغذائية من خلال دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات غذائية بقيمة 500 مليون دولار يتطلبها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة للوفاء بالاحتياجات الطارئة. وللوفاء بالاحتياجات الطارئة أوضح البنك الدولي أن مساعدة الدول الفقيرة تتمثل في دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات غذائية بالاحتياجات الطارئة.ولمعالجة المشكلة يسعى البنك الدولي إلى إعطاء الأولوية للزراعة ، فقد أعلن البنك أنه سيزيد مستوى إقراضه إلى قطاع الزراعة بواقع الضعف في أفريقيا في السنة المالية المقبلة 2009، وذلك من 400 مليون إلى 800 مليون دولار. وعلى الصعيد العربي يقول الاقتصاديون أن أزمة الغذاء أصبحت حقيقة ماثلة يعاني منها الجميع ولكن بدرجات متفاوتة كما أصبح التطرق لها ضرورة لابد منها وهي دول مؤهلة لإيجاد شراكة سياسية اقتصادية ينتج عنها تكامل في تحقيق الأمن الغذائي مشيرين إلى أن دول المؤهلة للزراعة في العالم العربي تعاني من شح الاستثمارات الزراعية ومن قلة التقنيات المستوردة للإنتاج الزراعي ولكن بدأت الأنظار تتوجه نحو السودان باعتباره الدولة العربية والأفريقية التي تتمتع بجميع الموارد الطبيعية والبشرية إلى جانب القوانين والسياسات التي تساهم في اجتذاب المستثمرين للعمل في السودان وتحقيق الحلو الذي ظل يراود العرب منذ مؤتمر الغذاء في روما عام 1974م وهو كيف يمكن أن يكون السودان سلة غذاء العرب أو العالم. فالسودان هو الخيار الوحيد لتأمين الغذاء للوطن العربي حسب ما أكده الأستاذ عبد الكريم العامري رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في منبر (سونا) مؤخرا مشيرا إلى المساحات الشاسعة الصالحة للزراعة بالسودان والتي لا يستغل منها سوى 20% فنادى العامري كافة الدول العربية للتعاون في تقديم معوناتها لإنشاء البنية التحتية وتهيئة الظروف لتدفق الأموال العربية إلى السودان حتى يتحقق شعار (السودان سلة غذاء العالم).