نجلس قبالة فصيل متفهم وفرض نفسه.. ! لدينا دوما ثلاثة محطات (منسجمة) على طريق حل الأزمة في الإقليم! وقعت الحكومة والحركة الوطنية للإصلاح في جولة المباحثات الإستشكافية السابقة على وثيقة لوقف العدائيات ، وتتواصل مشاوراتهما هذه الأيام ببلدة (أبشى) التشادية،لتنفيذ ما اتفق عليه فعليا وسط توقعات بأن يحرزا تقدماً كبيراً في الجوانب الإنسانية وتجسير الثقة (السياسية) بين الطرفين .. هذه المقابلة التي أجراها موقع (دارفور نيوز) مع عضو الوفد الحكومي الأستاذ (حسن برقو) تضمنت أسرار التفاوض لأول مرة .. ثم لماذا سارعت الحكومة بالاعتراف بالحركة الوطنية للإصلاح والتنمية وعقد الاتفاقيات معها ... وهل المسار الجديد (إشارة) إلى كبح المسارات الأخرى لحل أزمة الإقليم الكبير فإلى إفادات السيد (برقو) ... ** سيد حسن لماذا اعترفت الحكومة بفصيل التنمية بكل هذه السرعة وماهى الحيثيات التي بنت عليها عملية التفاوض والإتفاق معه ..؟! أول شيء ،الحكومة ليست هي أول من اعترف بهذا الفصيل بقدر ما أن الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي هم الذين خاطبونا بوجود هذا الفصيل وأبلغوا حكومتنا أن الإصلاح والتنمية تسجل خطراً ميدانيا حقيقياً على العمل الإنساني وأن المنظمات لم تتمكن بوجود هذا الفصيل من الدخول إلى المساحات والمناطق التي ظل يسيطر عليها.. ثم إن المعلوم لدينا أن معظم المناطق الحدودية بين ولايتي شمال وغرب دارفور في جانب وتشاد في الجانب الآخر ، تحت سيطرة هذا الفصيل – التنمية – وتشهد تواجد كثيف له ونشاط عسكري وتحديداً ما بين جبل (مون) و (الطينة).وهذا منع المنظمات وحدَ من قدرتها في الوصول إلى المتأثرين بهذه المناطق ..اوتقديم الخدمة الإنسانية إلى اللاجئين الموجودين داخل الحدود التشادية. ** ما هي اللحظة التي قررت فيها الحكومة بالضبط . وهل جرت مداولات مع الأطراف الأخرى للتقرير بشأن مفاوضة حركة التنمية والإصلاح. طرح هذا الأمر في اجتماع للآلية المشتركة بين الحكومة والأممالمتحدة ومنظمات المجتمع الدولي . واقتنعت الحكومة بأمر مفاوضة هذا الفصيل حيث من جانبها – أي الحكومة – يعد التوصل إلى السلام والاستقرار في دارفور قضية وهدف إستراتيجيين . وقدرت الحكومة طالما ظهر فصيل يهدد الأمن والاستقرار بالإقليم فلابد من فتح الباب أمامه للحوار والتفاوض السلمي.. ** وكيف ولجتم إلى الساحة التشادية .. طالما كان الأمر نوقش في اجتماع الآلية ؟ نعم .. كان هناك نداء وجهه الرئيس التشادي (دبي) وأخطر بموجبه الحكومة السودانية باستعداده للتوسط بينها وفصيل التنمية والإصلاح . وبالنسبة إلينا في وفد التفاوض الحكومي لم نكن ندري هل سيصل هذا الفصيل ومتى إلى العاصمة التشادية وإنما توجهنا إلى نجامينا حسب التاريخ المحدد لنا من الحكومة التشادية والأخ دبى وحتى البرامج المطروحة تتوقف عليها أيضاً .. ** ولكنكم أعلنتم في ذلك الوقت أنكم مستعدون للبداية مع ها الفصيل من (الصفر) ومراجعة موقفه من الاتفاقيات السابقة .. هل كانت مناورة لجرجرته إلى ساحة التفاوض؟ قطعاً.. لا! هذا الفصيل أصدر بيان في وقت سابق أكد فيه أنه (حِل)من الاتفاقات التي وقعت مع الحركات المسلحة الأخرى (في جولات سابقة) وبرر الفصيل بأنه ذهب إلى أبوجا الأولى وأعلن عدم التزامه (مراراً) بوقف إطلاق النار ولا حتى,البرتوكول الإنساني الذي وقع بين الحكومة والحركتين الأخريين وبدا ينشط عسكرياً في المناطق التي يتواجد فيها . وبالتالي لا بد أن نناقش معه الجانبين الإنساني والأمني بالإضافة إلى أن الجولة الأولى كانت أصلاً عبارة عن جولة استكشافية بمعني..من يكون هذا الفصيل ؟..وما هي قدراته؟ .. هذا, أكثر من كونها (تفاوضية) .. وقررنا عقد اتفاقية وقف العدائيات في الجولة الأولى بحسب ما وجدنا أمامنا.. وتعاملنا حسب التفويض الممنوح للوفد.. ** هل هذا يعني إرهاصات وجود مسار ثاني لإحلال السلام في دارفور غير الذي يجري العمل وفقه بأبوجا ؟ لا أبداً .. هو ليس عوضاً عن مسار أبوجا .. ومسار التفاوض في دارفور .. واحد .... ومن المفترض له البداية في (نجامينا) ومروراً ب(أديس) وإنتهاءاً ب(أبوجا) ! ولكن هذا الفصيل ظهر بينما كنا نتفاوض في (أبوجا) .. وعليه يمكن القول وحتى ولو وقعنا في أبوجا وكان هناك فصيل آخر يحمل السلاح . وقواته تتراوح ما بين ألف إلى (3) ألاف مقاتل هذا يمثل أمر خطر على المواطنين.. وعلى الاتفاق نفسه.. وينبغي علينا أن نحاور ولكن ليس بإيجاد (تربيزة) جديدة أو بالموازاة مع أبوجا ، بقدر ما الحوار مع هؤلاء استكمالاً لحلقات السلام في الإقليم . ** بما أنكم قررتم الحوار من البداية وفي السابق لديكم اتفاقات ، لربما كان هذا يحتاج إلى توفيق أوضاع أو أعطي نزراً بخلاف محتمل حول العملية . ماهى تدابيركم ؟ والله نحن في تقديرنا لكل حدث حديث . والآن نحن لا نحيط بماهية الأجندة والشئ المطروح . وكيف ستقرب الحكومة التشادية بين وجهات النظر ولكننا نحتاج لنجلس مع الطرف الآخر ومن بعد ذلك نقرر ونحدد . وأكرر أنه لكل حدث حديث. ** ألا تعتقد بخطورة البداية من (الصفر) من جهة أنه لربما يلغي التقدم الذي أحرز في الجوانب الإنسانية والأمنية بين الحكومة والحركتين الأخريين ؟ ولربما حدثت انتكاسة ؟ أبداً ليس لدينا احتمالات انتكاسة! هو أصلاً البرتوكول الأمني (واحد) وينطبق البرتوكول في أبوجا على الموقع بانجامينا وكذلك نفس الشأن للبرتوكول الإنساني في أبوجا..وهذا الحديث لربما كان صحيح ..لكننا سنحاول هنا أن نلحق هذه الحلقة بالجهود والعملية الجارية مع الحركتين الأخريين وبالتالي هذا مبرر لأن نبحث معهم ونتفق حول الجانبين المهمين,وقف إطلاق نار بين الطرفين وانسياب العمل الإنساني .. وهذه هي المرحلة التي تقف عليها أبوجا .. والوصول إليها ساوى بين كل المسارات .. ولكن رغم هذه القرارات ليس بمقدورنا قول (كذا) أو (كذا) وإنما علينا أن ننتظر الأمور هناك..! ** سؤال آخر .. بالنسبة إلى (المقر التفاوض) هناك تجارب (سابقة)معلومة فهل جرى الاتفاق نهائيا بينكما على اعتماد المدن التشادية مقراً نهائياً لهذا المسار ؟ في البداية لم تكن هناك أية اتصالات ... وإنما الجانب التشادي (الوسيط) هو من دعا الحكومة لهذه الجولة الاستكشافية ولم نكن أيضا ندري هل دعت الجانب الآخر أم لا .. وإنما أعلنت في وسائل الإعلام منذ وقت ولا زالت أنها قبلت بالوساطة التشادية لأنها أحرزت تقدما ومكاسب ولم يصلنا من الطرف التشادي إرهاصات بأي رفض ... ولو شعرنا برفض التنمية والإصلاح لما ذهبنا إلى هناك .. قطعاً..والآن الأمور ستسير كما هو مقرر لها ** هناك تناقض ما كامن في هذه الخطوة ، فقد صدر من مسئولين حكومتين ما يفسر بالتقليل من شأن وقدرة الوساطة التشادية في حسم الصراع ..في مرحلة ما من المراحل؟! نحن لازلنا في عملية السلام في دارفور نقدر – اى الحكومة السودانية- أن تشاد هي الوسيط الفعلي لأي مفاوضات في هذا الشأن . ولم يصدر عن أي جهة حكومية ما يقلل من دور الوسيط التشادي . وهي مجرد إشاعات تعملها الجماعات والحركات المسلحة للتشويش.. ** لقد ظلت الحكومة تتحدث عن (169) خرقاً في الولايات الثلاثة ... كم كان تصيب التنمية والإصلاح منها .. وهل جرت شكواها فيما سبق إلى آلية الإتحاد أو المجتمع الدولي ؟ الإصلاح والتنمية كانت لهم خروقات عميقة جداً وهذا خلف أوضاع غير طبيعية في المناطق المسيطرة عليها بالاحتكاك مع القبائل وجهات أخرى كثيرة جداً . لكن المبرر أن خروقات نتجت عن عدم قبولهم باتفاق وقف إطلاق النار وبرتوكولات الشأن الإنساني (السابقين) ،على حد السواء. وعليه لم يكن من مقدورنا أن نحاسبهم إلا بعد أن يكون بيننا وبينهم (ثمة) اتفاق ... والموقف كما أراه الآن أنها حركة أكثر تفهماً وفرضت نفسها!