سيطر الشك على نظرة غالبية الذين شاركوا في استفتاء أجرته "العربية.نت" بشأن إمامة إمرأة للمصلين من الرجال والنساء في الولاياتالمتحدة في صلاة الجمعة الماضية 18 مارس. وقال 53,03% يشكلون 13537 من مجموع 25527 شاركوا بالاستفتاء إن الخطوة ما هي إلا "مؤامرة لتحريف الإسلام". وكانت الدكتورة أمينة ودود - أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة فرجينيا كومونولث - أمت المصلين من الرجال والنساء في صلاة الجمعة الماضية في نيويورك -والتي أقيمت داخل قاعة كنيسة بعد أن رفضت معظم المساجد والصالات استضافتها- وفتحت بذلك نقاشات واسعة في أوساط المسلمين الذين قابل غالبيتهم الخطوة باستنكار بالغ نظرا لأن غالبية العلماء المسلمين لا يجيزون إمامة النساء للرجال. ويبدو أن نسبة مقدرة أيضا من القراء ترى في الأمر رأيا مغايرا. فقد ذهب 42% يمثلون 10721 من المشاركين إلى القول بأن الخطوة تجسد تطورا إيجابيا في الفقه الإسلامي. في حين أرجعت نسبة ضئيلة لا تتجاوز 4,97% يمثلون 1269 الأمر إلى سوء في فهم التعاليم الإسلامية. ولم تحظ الخطوة التي قامت بها الدكتورة ودود باهتمام قراء "العربية.نت" فحسب بل تطرق لمناقشة المسألة عدد من العلماء المسلمين الذين أبدوا ردود فعل متفاوتة. وقال مفتي مصر الشيخ علي جمعة إنه لا يوجد اتفاق حول المسألة بين العلماء، مشيرا إلى أنه على الرغم من كون غالبية العلماء ترى عدم جواز الأمر، إلا أن قلة منهم - مثل الامامين الطبري وبن عربي - ذهبوا في اتجاه معاكس وإن كانوا أيضا يختلفون في مكان وقوفها هل يكون أمام الرجال أم بمحازاتهم باعتبار السترة التي قد تنتفي خلال حركات الصلاة المختلفة. غير أن مفتي مصر عاد ليشير إلى أن الأمر في مثل تلك الحالات الخلافية يكون مرجعه لأهل الشأن، فإذا ما قبلوا أن تؤمهم امرأة فهذا شأنهم ولا حرج عليهم طالما لا يخالف ذلك ما تعارفوا عليه، وإذا ما رفضوا فهذا شأنهم أيضا وهو ما يسير عليه الناس في معظم البلاد الإسلامية. وكانت ودود قد ألفت كتاباً ذائع الصيت بعنوان "القرآن والمرأة" تناولت فيه قراءة للنصوص القرآنية من خلال وجهة نظر نسائية تطرح فيها" حق المرأة في إمامة المسلمين، وترى ودود أن عدم إعطاء المرأة المسلمة هذا الحق هو أمر خاطئ "متجذر داخل المجتمعات الإسلامية دون أن يقوم أحد بمحاولات جادة لتصويبه". قناة العربية