يعتبر الأول من يناير 1956 يوماً تاريخياً في عمر الأمة السودانية حيث أشرقت شمس الحرية ورفرف علم السودان عالياً خفاقاً رمزاً للسيادة الوطنية وإيذاناً ببداية عهد جديد بعد إنزال علمي دولتي الحكم الثنائي وأعلان السودان للملأ دولة مستقلة ذات حكم ذاتي حيث كان المواطنون بشتى انتماءاتهم السياسية والعرقية والطائفية يحيطون بالقصر الجمهوري بملابسهم البيضاء ينظرون إلى علم بلادهم الجديد وهو يرتفع على سارية القصر الجمهوري اذاناً بغروب شمس المستعمر وبذوغ فجر الاستقلال. وبقدوم هذه المناسبة الوطنية الكبيرة كانت (smc) تجوب شوارع الخرطوم وتستطلع المواطنين عن شعورهم في اعياد الاستقلال فكانت الحصيلة على النحو التالي: محمد سعد عبد المعبود استاذ بجامعة السودان قال :ان يوم الاستقلال هو يوم من أسعد ايام السودانين وهو لحظات نزلت فيها دموع السودانين جميعا من رجال ونساء واطفال وشباب وبنات بعد أن انزلت فيها الايادي السودانية الطاهرةالعلم البريطاني ورفع العلم السوداني فهي لحظات تاريخية لا توصف. وتري الهام محمد طالبة بكلية العلوم الادارية جامعة السودان ان مناسبة الاستقلال المجيد تاتي والسودان يرسم الخطي نحو وطن جديد يكسوه الأمل المتجدد ليكون عاليا بين الأمم ،لذلك لابد من اخذ العبرة والعظة لمن أناروا لنا الدرب لنسير فيه وذلك لان قصة الاستقلال وتحقيقه جديرة بالدراسة و التامل في كل كلمة نطق بها رجال السودان المختلفين في توجهاتهم الحزبية الا انهم متحدين من اجل السودان و السودانيين. من جانبه اشار عمر طاهر جيلاني طالب بجامعة الخرطوم أن يوم الاستقلال من اعظم الايام في تاريخ الأمة السودانية فهو ترجمة للنضال والكفاح الذي أجج نار الحركة الوطنية وأقض مضاجع المستعمر، ونما النضال وتبلور وعاشه الأدباء والمفكرون حداةً للشعب يخاطبون ضمير الأمة فكان الشعور الوطني الجارف الذي غذى شجرة الحرية التي روتها دماء الشهداء فأثمرت عن استقلال بذل فيه أبناء الأمة السودانية كل مرتخصٍ وغالٍ حتى نالوه عن جدارة وأصبح نضاله مثلاً يحتذى به ونبراساً أضاء لكثير من الشعوب دروب الكفاح والحرية ويؤكد مصطفي احمد طالب بجامعة الخرطوم ا عيد الاستقلال يطل علينا وبذكرياتنا اعوام مضت خلفت وراءها احداثا كثيرة جعلت من الوطن البلد وطناً حرا ابيا مستقلا ونظيفا من دنس الاستعمار و ضحت النفوس طاهرة بعد ان قدمت ارواحها قربانا للوطن لتعيش الاجيال القادمة بعدها في تقدم ونماء. ويري عمار بكورة جابر طالب الدرسات العليا بجامعة الخرطوم ان هذا العيد ياتي والبلاد تشهد طفرة مرحلية ونقلة نوعية في مختلف المجالات التنموية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لبناء دولة شامخة وقوية متماسكة، تعلو فيها قيم البذل والعطاء والوطنية الحقة الصادقة، وتخرس فيها أصوات البنادق والمدافع. واضاف حسام الدين معتصم موظف بتلفزيون السودان ان يوم الاستقلال هو من اجمل الايام واسعد اللحظات بعد خروج المستعمر الغاصب يجر أذيال الذل والخيبة ويتجرع مرارة ما ارتكب ضد هذا الشعب الأبي الصامد،ومهما اختلفت أساليب الاستعمار وأدواته فإنه مازال يتربص لينال من هذا الشعب المؤمن الصامد.. ولكن هيهات، هيهات أن نذل وننحني وعاش السودان حراً مستقلا. ويؤكد العم حسن عبدالقادر سائق حافلة ان ذكري الاستقلال هي من اسعد اللحظات التي مرت علي السودان وهي التي وضعت السودان قي قيادة الدول الافريقية وجعلت العالم يؤمن بروح الكفاح الوطني المغروسة في ابناء السودان بعد ان اخرجو المستعمر من ارض السودان وهو يجر اذيال الخيبة وضياع الامل. بينما يري عمر عثمان طالب بكلية الجزيرة التقنية ان عيد الاستقلال ياتي هذا العام بعد مرور سنوات بذلت في البناء الاجتماعي والاقتصادي وتأكدت فيها معاني التوحيد والفعالية ، والتربية الفاضلة ، والاندفاع الواعي نحو قيم الإسلام حتى يكون المجتمع قيّم على شئونه وتكون كلمة الله هي العليا وأن يكون أمر الاستخلاف للإنسان عمران الأرض وتنمية مواردها . مما سبق يتضح ان استقلال السودان هي لحظات عزيزة علي قلب كل سوداني علي الرغم من انتمائتهم السياسة الا انهم في القضايا الوطنية كلهم يقفون صفاً واحداً من اجل مصحلة الوطن.