أنطلقت صباح اليوم بالخرطوم فعاليات الدورة الثامنة لمؤتمر إتحاد مجالس الدول الأعضاء ،بمنظمة التعاون الإسلامي في الفترة ما بين 17-22 يناير 2012م. وتأسست (منظمة التعاون الإسلامي) والتي يتولى الأمانة العامة فيها البروفيسور أكمل الدين أحسان اوغلو، في 25 ديسمبر 1996 بعد حادثة حرق المسجد الأقصى المبارك على أيدي المتطرفين الصهاينة في فلسطينالمحتلة، وتضم المنظمة (57) دولة وهي ذات عضوية دائمة في الأممالمتحدة. كما تتكون المنظمة من الهياكل والأجسام التالية: مؤتمر الملوك ورؤساء الدول والحكومات ،والذي ينعقد مرة كل ثلاث سنوات ،ومؤتمر وزراء الخارجية وينعقد مرة في السنة. عن المنظمة ولدى منظمة( التعاون الإسلامي) عدد من اللجان الدائمة منها :لجنة القدس وترأسها المملكة المغربية ومقرها الرباط، اللجنة الدائمة للإعلام والشئون الثقافية ومقرها بداركا وتترأسها السنغال، بجانب اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (كومسيك) وتراسها دولة تركيا واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتقني وترأسها الباكستان ،كما تتفرع عن المنظمة أجهزة من المراكز والجامعات والمجمعات والصناديق ... إلخ ،بجانب المؤسسات المتخصصة، كالبنك الإسلامي للتنمية بجدة والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسسكو (الرباط) ،ووكالة الأنباء الإسلامية (إينا) بالرياض ،ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية (إسبو) بجدة ،وأيضاً من مؤسسات المنظمة (123) منظمة واتحاد وأكاديمية ولجان. وعقدت منظمة التعاون الإسلامي (17) مؤتمراً منذ تاريخ نشأتها وحتى الآن، وبجانب الدول الأعضاء بها (57) دولة تضم المنظمة (11) ما بين دول ومجتمعات ومنظمات إسلامية ودولية أو إقليمية بصفة مراقب. وعلى هامش الدورة الثامنة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول (أعضاء)، والذي تأسس في1999م، وتتكون من (52) مجلس أعضاء و (22) مجلس ومنظمة بصفة مراقب. سينعقد يوم 17 يناير الجاري، والتي ستناقش تقرير الاجتماع الأول اللجنة المنعقد بالعاصمة باستانبول في الفترة ما بين 2-3 يونيو الماضي. ومن الفعاليات ايضاً بمؤتمر الخرطوم ، الدورة الخامسة عشر إجتماع "اللجنة المتخصصة الدائمة للشئون الاقتصادية والبيئية" في الفترة مابين 18-19 من الشهر الجاري. كما تعقد "النساء البرلمانيات" في الاتحاد الدورة الثانية لمؤتمر البرلمانيات المسلمات في يوم 19 تحت شعار (معاً لنهضة فكرية تعلو فيها القيم). ريادة العالم وخلال مخاطبته أعمال الجلسة التاسعة والعشورن للجنة التنفيذية للاتحاد، بقاعة الصداقة قال الاستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس البرلمان السوداني، إن السودان الذي يستضيف الدولة الثامنة للاتحاد يسعد باحتفاظه بعضويته منذ العام 1999م وتمنى أن يخطو الاتحاد (نحو غاياته النبيلة في توحيد الأمة الإسلامية التي ظلت خارج نطاق القيادة لفترة طويلة ،وأضاف (إننا كأعضاء بالاتحاد سنسعى إلى أن تأخذ الأمة الإسلامية مكانها في ريادة العالم بإقامة العدل وإشاعة السلام ونزع فتيل الصراعات والنزاعات وإستدامة السلم العالمي استجابة لتطلعات شعوبها). قضايا ملحة ويرى مراقبون ،أن الدورة الثامنة للاتحاد وجدت أمامها عدد من القضايا الإسلامية الملحة، والتي تتطلب إستجابة قوية من قيادات الاتحاد، ومن تلك القضايا الأزمة في سوريا والتوتر في العراق بين مكونات الحكومة العراقية، بجانب التطهير العرقي الذي يتعرض له مسلمي مينمار من أقلية الدوهينغيا فيما يظل الصمت العالمي على الجريمة المنظمة التي ترتكب بحقهم متواصلاً. ويطرح التدخل العسكري لفرنسا في مالي، و إمكانية توسع نطاق العملية لتشمل تدخلاً برياً في شمال مالي، حيث تسيطر جماعة أنصار الدين على الأوضاع هناك، وتذرعت فرنسا بالخطر الأصولي ،الذى ترى أنه يهدد مالي برمتها والخشية من سقوط باماكو – العاصمة المالية- في أيدي الجهاديين. وقد بدأت نذر الأزمة الإنسانية تطفو إلى السطح في مالي حيث حذرنا منظمات الأممالمتحدة من وقوع آلاف المواطنين في أتون أزمة إنسانية في حال توسع نطاق الحرب والمواجهة المسلحة، ونشوب حرب إقليمية واسعة النطاق ،مما يفرض على (منظمة التعاون الإسلامي) مسئولية إيجاد الحلول اللازمة لمعالجة الوضع في مالي. مشاركة واسعة وعقد البروفيسور محمد أرول قليج ،الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء مؤتمراً صحفياً شكر فيه السودان على استضافته المؤتمر ،وأبان أن المؤتمر الثامن يعتبر مهماً جداً لأنه يجسد مشاركة (52) من مجالس البرلمان من الكتل الآسيوية والأفريقية والعربية ،وقال فليج إن حضور هذه الدورة فاق التصور، حيث شارك (37) برلماناً من بينهم (14) رئيس برلمان ،وهي نسبة عالية جداً لجهة أن البرلمانات تعكس رغبة الشعوب. وأثنى على مساهمات السودان الذي كان نشيطاً منذ تأسيس الاتحاد ،كاشفاً عن الدول ستناقش عدد من القضايا الإسلامية، متمنياً أن تكون القرارات لمصلحة دول العالم الإسلامي ،وأكد وقوف الاتحاد مع السودان في وجه التهديدات التي تواجهه ودعمه في مساعي تحقيق آمنه واستقراره والدفاع عن سيادته ودعم جهود بناء السلام. حورا الأديان وقال البروفيسور "قليج" إن الاتحاد تلقى عدة طلبات بخصوص نيل صفة "عضو مراقب" ورحب بتلك الطلبات ،وذلك لأن الاتحاد ليس اتحاداً دينياً وأن مسألة الحوار بين الأديان تعد شيئاً مهماً خصوصاً من طرف المسلمين. وكشف بروفيسور "قليج" أن الدورة الحالية ستقرر جملة من الموجهات لصالح دعم السودان والوقوف معه ،خاصة في وجه إعاداءات المحكمة الجنائية بحق رئيسه وبعض قادته واعتبر فليج إن استهداف السودان يعود إلى نموذجه الفريد إستغلال القرار. ودعا أمين عام اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الدول الإسلامية إلى تعلم أن الدرس في القوة الاقتنصادية والعملية لأنها أهم شيء في سبيل بناء القوة والتأثير والنفوذ.