أفادت دراسة حديثة أن أكثر فئات العاملين عرضة للإجهاد والضغط النفسي المسبب بشكل رئيس لتدمير أغشية الدماغ والتأثير على الذاكرة والتركيز، هم العاملون في مجال المعلومات. وأطلق الباحثون الدانماركيون على ما يترتب على الضغط والإجهاد اسم مرض "فقدان الذاكرة والقدرة على التركيز"مؤكدين أن أغلب الحالات التي شملتها الدراسة وأكثرها مطابقة لأعراض المرض هم من موظفي تقنية المعلومات والصحفيين والأطباء. وتشبه أعراض المرض -الذي عكف الباحثون على دراسته خلال السنوات الأربع الأخيرة- مع مرض الزكام مصحوبة بآلام في الحلق، ثم يتطورالأمر إلى فقدان جزء من الذاكرة أو التأثير عليها بشكل سلبي. كما لاحظ الباحثون أن الكثير من الحالات التي تم استعراضها أثناء العلاج تشير إلى صعوبة في التركيز والتعب والإرهاق، نتيجة الضغط والإجهاد النفسي والذهني. وأكد الدكتور آينار بالدوسون الباحث بقسم الأعمال والبيئة بمستشفى سغيفه سيكهوس الدانماركي أن سجلات مصحات العلاج النفسي تثبت أن 6% من كل العاملين في تقنية المعلومات و3% على الأقل من العاملين في الصحافة والعلوم الذهنية مصابون بالمرض، مع أنه لم يكن معروفا قبل العام 2001. وأضاف أنه تمت معالجة المصابين بالمرض من خلال جلسات نفسية وعضوية بالتنسيق مع جمعية حرفيي تقنية المعلومات الدانماركية، مؤكدا أن هذا العلم يعد جديدا ويضاف إلى مجال البحث العلمي. كما نصح المرضى بأخذ قسط من الراحة الذهنية وإعطاء فرصة للتكيف مع تجاربه وخبراته وعدم زيادة وتيرة وسرعة العمل، مشيرا إلى إمكانية ترميم البناء العضوي في الدماغ للمصابين عبر جلسات للعلاج النفسي والعضوي. من جانبه أرجع بونترسروم المتخصص في مجال الإجهاد النفسي والضغط الذهني بمستشفى هيليرود سيكهوس تفاقم الظاهرة، إلى ظهور ما يشبه البركان أو الانفجار المعرفي والتقني الذي فرضته الأسواق التنافسية في تقنية المعلومات. وأضاف أن من أسباب تفاقم المرض أيضا ما خلفته أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من ذعر في العالم موضحا أن ذلك كله فرض جهدا ذهنيا إضافيا لا يتناسب مع أوقات العمل, مؤكدا أن الضغط الشديد والاعتصار الذهني في أجواء تنافسية وبأوقات قياسية ضيقة وأعمال ضخمة وكبيرة كلها تلعب دورا كبيرا في المرض. قناة الجزيرة