تمكن خبراء الديناصورات من استخراج عينات مما يبدو أنه أنسجة رخوة من عظام حفرية لديناصور من نوع تيناصوراس ركس. وقال الباحثون الأمريكيون لمجلة العلوم، إن المكونات العضوية تمثل خلايا وأوعية دموية دقيقة. وفي مجال أبحاث الديناصورات المحموم بالمنافسة، فإن هذا البحث سيقابل بالإعجاب وعدم التصديق على السواء. ويبدو في حكم المؤكد أن الظروف في موقع مونتانا، حيث مات ديناصور تيناصوراس ركس، منذ 68 مليون سنة مضت، جديرة بالاهتمام. من المعروف أنه عند موت حيوان، فإن الديدان والآفات تأكل كل ما هو طري في الجثة. وعندما تدفن البقايا العظمية في عمق الثرى بالأرض، فإنها تتعرض للحرارة، وتسحق ثم تستبدل بعناصر معدنية، تتحجر لتصبح صخرا. وكان الجزء الخلفي من الحيوان المتحجر على شكل حفرية هو كل ما بقى بمتحف العينات الصخرية، ولكن الدكتورة ماري شفايتزر، من جامعة نورث كارولينا عثرت على شيء مخالف حين أذابت المخلفات المعدنية من الحفرية. وقد اكتشفت الباحثة شعيرات شفافة تمثل الأوعية الدموية، كما وجدت أثارا لما يشبه صفائح دموية حمراء، وأخرى تشبه الخلايا المكونة للعظام. وقالت شفايتزر للبي بي سي إن مثل هذه الخلايا "تختلف في خصائصها عن تلك المتوقع وجودها فيما يطلق عليه اسم حفرية". ولم تصل الدكتورة شفايتزر إلى حد زعم أن هذه الآثار الرخوة، تمثل مخلفات متحللة من المادة الأصلية، ولكنها قالت إن لها هذا المظهر. وتؤكد شفايتزر أنه لو وجدت بقايا من جزيئات الحيوان المتحجر، فإن تفاصيل الخلايا المعثور عليها يمكن أن تقدم أدلة على العلاقة بين ديناصور تيناصوراس ركس وبعض المخلوقات الحية، كالطيور مثلا. ولا يمكن تجنب التساؤل عن امكانية العثور على الحمض النووي (دي إن إيه) للديناصور في الخلايا المعثور عليها، ولكن "الجزيئ الحي" من الكائن يتحلل بسرعة خلال آلاف السنين وتعتبر فرص وجود "عينة حية" مناسبة معدومة تقريبا. وقالت الدكتورة شفايتزر إنها في الحقيقة لا تعمل في أبحاث الحمض النووي (دي إن إيه) وإن مختبرها ليس مجهزا لذلك، ولكن هدف البحث هو البحث عما يمكن العثور عليه من ناحية البروتينات الموجودة في شفرة الحمض النووي (دي إن إيه). وتضيف شفايتزر إن معظم الأبحاث الكيميائية تثبت أن البروتينات أطول عمرا من الحمض النووي (دي إن إيه)، وإنها تحتوي على نفس المعلومات. (BBC)