وهنالك نماذج كثيرة لأمانة أشخاص وجدوا أشياء ثمينة وقامواب إعادتها لأصحابها وهؤلاء من الشريحة الضعيفة التي تكسب قوت يومها بجهد وكد وتعب ولكن ضميرهم (الصاحي) وأمانتهم جعلتهم لا يبالون بتلك الظروف القاسية وجعلها شماعة لاستثمار ما وجدوه ، بل على العكس كانوا من المبادرين لإعادتها، ولن ننسى هاهنا بالتأكيد نماذج عديدة مثل قصة سائل التاكسي السوداني الشهم مع المليونير السعودي والتي تناولتها أجهزة الإعلام المحلية والعالمية وغيرها من القصص التي تتناولتها وسائل الإعلام المختلفة، وهنالك بالمقابل قصص حية كنا شاهدين عليها، ومنها حكاية الزميل بالصحيفة محمد علي أحمدين الذي فقد (جزلان) وبه مبلغ مالي وبطاقة شخصية ورخصة قيادة وبطاقة صراف وبعد البحث عنه وفقدانه للأمل قام بفتح بلاغ، وبعد مدة وجيزة ذهب إلى مكتبة بالمحطة الوسطى الخرطوم وسأل صاحب المكتبة الذي مر أمام مكتبته ليتفاجأ بصاحب المكتبة يعيد له الجزلان بكافة محتوياته. عودة ثقة أما الزميل بقسم الحسابات خالد الشهير ب(الصيني) فله قصة أخرى رواها للسوداني قائلا: بعد خروج يمن الصحيفة متوجهاً إلى منزلي وعند نزولي من المركبة فقدت هاتفي وبعد فترة بسيطة اتصل بي شخص من رقم هاتفي على رقم شقيقتي وأخبرها بأنه عثر على موبايل في مركة عامة والآن بحوزته .. وأضاف ان المتصل يعمل كمساري في خط مواصلات الخرطوم الدروشاب ويضيف خالد: أمانة هذا الشخص جعلته يتصل بعدد من الأرقام ليصل إليّ ويعيد لي هاتفي، وهو موقف أعاد لي الكثير من الثقة في المجتمع السوداني، ويضيف خالد: معظم الناس يتعاملون مع الكسماري باعتبار أنه فاقد تربوي وأنا أعرف ان هنالك متعلمين وحامي شهادات جامعية يمتهنون مهنة الكمساري لأن الظروف الاقتصادية جعلتهم يمتهنون هذه المهنة، وأضاف ان هذا الشاب نموذج للشخص المكافح والأمين على الرغم من أنه لم يتلق نتعليماً ولكن أخلاقه جعلته يضرب مثلاً للأمانة والأخلاق الفاضلة رغم العوز والحاجة وناشد خالد المسؤولين والذين يمتلكون معاهد للتعليم الحرفي ان يأخذوا بيد هذا الشاب الذي يعول والدته وأشقاءه الستة لأنه مثال للأمانة والصدق. ليست الأولى: من جانبها التقت السوداني بالشاب الأمين الياسر داؤد آدم جمعة الذي عثر على هاتف زميلنا خالد والذي قال لنا أنا لم اتلق تعليماً في حياتي فقد درست بالصف الأول أساس ولم استطع مواصلة تعليمي للظروف الاقتصادية وكنت أقيم مع خالي بجبل مرة الذي يعمل بالاحتياطي المركزي وبعد وفاته حضرت إلى الخرطوم واشتغلت كمساري مع خالي الذي يمتلك حافلة وبعدها انتقلت إلى العمل في حافلة أخرى منذ ثلاثة أعوام، وأضاف: هذه ليست المرة الأولى التي نعثر فيها على ممتلكات لأشخاص بل أنهم في كل مرة يجدون فيها شيء يخص شخصاً يقومون بإرجاعه فوراً. مناشدة: ياسر عمره 18 عاماً قال ان لديه الرغبة في العودة للدراسة مرة أخرى ولكن ظروفه المادية لا تسمح وكذلك عامل الزمن يمثل عائقاً له لأنه يعمل (باليومية) ويقوم بالصرف على أسرته التي تتكون من ستة أشخاص وأضاف: إذا توفر لي عمل آخر سوف أعمل دون تردد لأن هذا العمل تواجهنا فيه العديد من المشاكل اليومية.