عمل منظم لحرائق محطات الوقود وعصابات متخصصة في النهب..الشرطة تسترد منهوبات كبيرة وتدعو المواطنين لممارسة حياتهم بصورة طبيعية بدأت العاصمة الخرطوم تتنفس بهدوء بعد ثلاثة أيام عصيبة شهدت خلالها أحداث عنف وعمليات تخريب واسعة، خاصة في بعض المناطق الطرفية، وقد تخللت تلك الاحداث عمليات نهب وسلب منظمة لممتلكات المواطنين ومركباتهم العامة والخاصة، وشهدت بعض الاسواق فوضى عارمة...«الإنتباهة» رصدت خلاصات الأحداث ميدانياً ووقفت على حجم الدمار. الشرارة الأولى انطلقت أول شرارة في صباح اليوم الذي طبقت فيه سياسة رفع الدعم عن المحروقات بام درمان شارع الشنقيطي وقبالة جامعة التقانة، حيث تجمهر بعض طلاب المرحلة الثانوية، الامر الذي أدى لشل حركة السير، ثم تحولت الاحتجاجات الى عمليات نهب وسلب وتخريب، فاضرم المحتجون النار في محطة وقود بالقرب من الجامعة. في تلك الاثناء حاول احد المتفلتين الاعتداء على ممتلكات احد المواطنين ومحاولة نهبه، فتصدى له دفاعاً عن نفسه وأرداه قتيلاً كاول الضحايا للأحداث. وبعد ذلك تطور الأمر لايقاف احد بصات الولاية العاملة في النقل، وامر الركاب بمغادرته ومن ثم اضرام النار فيه واحالته لبركان من الدخان والسنة اللهب، ثم بدأت الاحداث تنتقل هنا وهناك، ثم انتقلت الاحداث لسوق صابرين، وسرعان ما اغلقت المحال التجارية التي تعرضت لعمليات نهب وسرقة. بشارع النص والوادي في تلك الاثناء شهد شارع الثورة بالنص عند مدخله وقبالة الجامعة الاسلامية تجمهراً لبعض الشباب المتفلت الذي بدأ بنهب بعض المحلات التجارية والمطاعم والمكتبات، فيما شهد شارع الوادي تحركات هنا وهناك ، الا انه كان أكثر هدوءاً من شارعي النص والشنقيطي. الشقلة والصالحة وتواصلت موجة التخريب في منطقة ابو سعد حيث قامت مجموعات متفلتة باشعال النار في محطتي الوقود بشارع الشقلة وعند لفة سراج وقاموا بنهب العديد من المتاجر. في بحري وشرق النيل وشهدت مناطق بحرى الكبرى تفلتات هنا وهناك، حيث داهمت تلك المجموعات مركز السجل المدني وقاموا باتلاف معدات التسجيل واستخراج الرقم الوطني، واشعلوا النار في عدد من محطات الوقود ونهبوا عدداً من الصيدليات والمحلات التجارية، فيما شهد سوق ستة بالحاج يوسف عمليات تخريب واسعة ونهباً للاموال والممتلكات. بلاغات وشواهد أبلغ مواطن سائق مركبة امجاد انه اثناء سيره بمنطقة امبدة اعترضته مجموعة تتكون من حوالى «11» متفلتاً لا يعرف منهم احداً رغم انه من سكان الحي، وقال انهم انزلوه من المركبة ونهبوا هاتفه السيار ومبلغاً مالياً كان بحوزته، ثم قاموا بتفريغ التنك من الوقود واضرموا النار في مركبته واحالوها الى كتلة من السواد وامام ناظريه. وابلغ مواطن آخر انه كان منطقة ام درمان، واثناء سيره بمركبته الخاصة وفي طريقه لمنزله اعترضته مجموعة مسلحة بالسواطير ونهبوه وقاموا بتحطيم سيارته واتلافها. عمل منظم ومخطط أوضح مصدر أمني رفيع انه تمت عملية تمشيط واسعة للخرطوم ظهر أمس الأول بمروحية تتبع لطيران الشرطة، واطلع «الإنتباهة» على تفاصيل الجولة، وقال انه تم توثيق هذه الجولة بكاميرات خاصة سوف يبثها التلفزيون خلال هذه الايام، حيث أكدت الصور الملتقطة من الجو ان الاحداث نفذتها مجموعات محدودة جداً استهدفت بشكل منظم محطات الوقود والمرافق العامة والخاصة، ووثقت ايضاً بالدليل عمليات نهب وسلب تعرضت لها مخازن في سوق ليبيا وفي بعض الشركات الكبرى، وقال ان هذه الاعمال تعتبر من الجرائم المنظمة التي تقودها المجموعات المتفلتة لاثارة الفوضى واثارة الرعب بين المواطنين وايجاد حالة من التوتر والهلع وسط المواطنين، كما انها تهدف الى ايجاد ندرة في المواد البترولية من خلال تدمير محطات الوقود والبنى الاقتصادية واستهداف الشرطة ومراكزها للحصول على السلاح، وأكد المصدر انه تم اعتقال العديد من العناصر المخربة ومواجهتهم ببلاغات جنائية توطئة لمحاكمتهم. مشاهدات من الجو ومن خلال مشاهدات توثيق المروحية فإن عمليات التخريب استهدفت حوالى «22» محطة وقود بمناطق مختلفة بالخرطوم، وحرق لمواقع بسط أمن شامل وعدد لا يقل عن تسعة بصات تتبع لولاية الخرطوم، ونهب عدد من الصيدليات المقدرة بخمس صيدليات كبيرة، والاعتداء على عدد من المحلات التجارية والبنوك والصرافات الآلية، وسرقة محتوياتها بأركويت والصحافات والسوق المركزي والسوق المحلي، وإحراق ونهب عدد من المركبات العامة والخاصة، وحرق عدد من مكاتب توزيع الكهرباء. إلى ذلك رصدت الصور التزام المواطنين منازلهم بعد تعليق الدراسة وتوقفت حركة المواصلات تماماً. ووضح عدم مشاركتهم في عمليات التخريب والسلب. ورصدت «الإنتباهة» مواطني الحارات «24» «25» بالثورة الذين تجمعوا ونظموا أنفسهم للتصدي لأية مجموعات متفلتة وعصابات تستهدف أمنهم واستقرار مناطق سكنهم وحماية أموالهم وأعراضهم، كما رصدت تجمعاً لشباب الحارة «14» بميدان الشعلة لذات الأهداف وتحسباً لكبح أية تفلتات، وقال ناشط بالحي إنهم وبالتنسيق مع اللجان المجتمعية بالحي سيعملون على المساهمة مع الشرطة لتأمين الحي وكشف أية تحركات مشبوهة. من هم المتظاهرون ؟ كشفت كاميرات مراقبة بعدد من مواقع مراكز توزيع الكهرباء والمحلات التجارية أساليب بربرية تمت بها عمليات النهب، ورصدت الكاميرات عناصر ذات سوابق إجرامية وبعض الصبية، كما رصدت كاميرات مراقبة مجموعة متفلتة أضرمت النار بمحطة وقود لم يتجاوز عددها الثلاثين عنصراً، وقد تعرفت السلطات الأمنية على بعضهم وتم القبض عليهم فوراً، وواجهتهم ببلاغات جنائية توطئة لتقديمهم للمحاكمات. الخرطوم بالأمس شهدت الخرطوم حتى عصر أمس هدوءاً تاماً في كل ارجائها، وبدأت بعض محطات الوقود في العمل لتنساب حركة المواصلات بشكل طبيعي وتعود الحياة كما كانت، وقال بيان صحفي صادر عن المكتب الصحفي إن الشرطة تؤكد أنها لن تتردد في حماية المواطنين وممتلكاتهم وفق القانون، وتهيب بالمواطنين الكرام ألا ينساقوا خلف هذه العناصر وتفويت الفرصة ومساعدة الشرطة في حفظ الأمن والاستقرار، مؤكدة أنها استردت عدداً مقدراً من المنهوبات والمسروقات وعادت الأحوال للهدوء والاستقرار. وناشدت المواطنين الكرام التبليغ الفوري عن اية متفلتين وعصابات، وعدم الالتفات للشائعات، وممارسة حياتهم بصورة طبيعية.