* عندما أجتمع الرئيسان عمر البشير وسلفاكير في قمة نادرة في الخرطوم وأوائل سبتمبر الماضي، حقق الزعيمان اختراقاً كبيراً في علاقة الخرطوموجوبا.. فقد اتفق الجانبان على قضايا تتسم بأهمية بالغة .. مثل النفط والتجارة والديون واتفاق الحريات الأربع وفتح المعابر الحدودية لتسمع انسياب السلع بين البلدين .. وقد رحب سكان المناطق الحدودية التي تتجاوز ألفي كيلو متر بهذا الاتفاق.. * كما أن البشير وسلفاكير اتفقا على وقف العدائيات وإلجام الحركات المناهضة لنظامي الحكم في العاصمتين.. * ولأن هذه الاتفاقيات لم تنفذ حتي الآن على ارض الواقع .. فإن شعبي البلدين جنوبيين وشماليين يأملون مزيداً من الانفتاح في القمة المتوقعة هذا اليوم الثلاثاء في جوبا بين الرئيسن. * ولكن هناك خوفاً أن تؤدي قضية عالقة أخرى إلى حرب سرمدية بين البلدين ((أبيي)) وما أدراك ما ((أبيي)) وهي أصعب القضايا العالقة على الإطلاق .. فإخواننا الجنوبيون منقسمون انقساماً حاداً في مواقفهم حيال هذه القضية .. اذا لم تتفق الخرطوموجوبا على حلها سريعاً.. * ولكن أخطر تطور في قضية ((أبيي)) أن أبناء المنطقة مثل إدوارد لينو ودينق ألور ولوكا بيونق وفرانسيس دينق بدأوا تعبئة وشحن قبيلة دينكا نقوك بكراهية الشماليين واستفتاء أحادي في غياب قبيلة المسيرية .. * ونصب الأربعة ابعد من ذلك في اجتماع عقد في الأسبوع الماضي .. فقد قرروا بداية التسجيل للاستفتاء لأبناء دينكا نقوك .. يوم الأحد والاقتراع يوم 28 أكتوبر الجاري وإعلان النتائج 31 أكتوبر.. * ولكن حكومة الجنوب أسرعت بحظر الدعاية لهذا الاستفتاء .. ودعا الرئيس سلفاكير إلى مدخل دولي صادق لحل أزمة ((أبيي)) والتزم زعيم الجنوب في دعوته بهذا الحل المحتمل.. * ومن جانبهم تتمسك قبيلة المسيرية برفضهم ((القاطع)) للاستفتاء الأحادي – في غياب القبيلة في ذلك الموعد .. وقال ناظر عموم المسيرية مختار بابو نمر أنهم بدأوا رحلتهم نحو الجنوب بالقرب من ((أبيي)) في انتظار ما تقرره حكومة الخرطوم بشأن حقوقهم في الاستفتاء، وأضاف ((إن القبيلة تسعي لإعادة ((3 آلاف )) أسرة لمنطقة ((أبيي)).. * ويعتبر المراقبون هذا التطور نذر حرب قد تشن بين دينكا نقوك والمسيرية حرب تأكل الأخضر واليابس في المنطقة.. وتمتد إلى باقي مناطق السودان .. شماله وجنوبه.. * هل هناك حل في الأفق لقضية ((أبيي)) وحسب صحيفة ((اليوم التالي)) فإن قمة البشير وسلفاكير المتوقع عقدها اليوم في جوبا لن تناقش هذه القضية .. وإنما لتابعة سير الاتفاقيات الموقعة سلفاً بين البلدين في قمة الخرطوم.. * أما بخصوص ((أبيي)) فإن الرئيسين سيركزان فقط على إسراع الخطي بشأن إنشاء إدارة ((أبيي)) والشرطة والمجلس التشريعي لتجاوز العقبات..