الأحداث يعقد مجلس إدارة الإتحاد السوداني لكرة القدم ظهر اليوم إجتماعاً طارئاً وحاسماً سيشهد مناقشة خطاب الإنسحاب من منافسة الدوري الممتاز الذي تقدم به نادي الهلال خلال الأيام الماضية، وكان رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم الدكتور كمال شداد قد منح مجلس إدارة نادي الهلال مهلة لسحب خطاب إنسحابه تمتد إلى ما قبل إلتئام إجتماع اليوم الطارئ بقليل، وأكد خلال تصريحاته لقوون يوم السبت الماضي على أن عدم قيام الهلال بهذه الخطوة سيضعهم أمام الأمر الواقع وسيقومون بالتعامل مع الموقف بالجدية المطلوبة.. وأشاد رئيس الإتحاد السوداني خلال ذات التصريحات بالخطوة التي أشار إليها عضو مجلس إدارة نادي الهلال السفير الصادق المقلي والمتمثلة في إتجاه نادي الهلال للجوء للمحكمة الرياضية بلوزان حيث وصفها بالخطوة العادلة والقانونية.. وظهر الأمس نجحت (الأحداث) في التحدث إلى الأمين العام لنادي الهلال الأستاذ عماد الطيب حيث سألناه عن موقف نادي الهلال قبل إجتماع اليوم الطارئ للإتحاد السوداني لكرة القدم فأكد في البداية على أنهم غير معنيين بهذا الإجتماع، وأضاف: (الهلال ثابت كالجبال على موقفه المبدئي ولا تؤثر فيه تهديدات عابرة وذلك لان إستهداف الإتحاد العام للهلال كاد ان يكون أحد غاياته الخمسة ففي العام الماضي قام الإتحاد بمخاطبة نظرائه في نيجيريا والمغرب طالباً منهم عدم التعامل مع رئيس نادي الهلال صلاح إدريس، كما تعرض في ذات الموسم العديد من لاعبينا للإصابة بسبب التدريبات الشاقة التي يخضعون إليها في تدريبات المنتخب الوطني)، وتابع : (وفي هذا الموسم كان الإستهداف بتطبيق الإتحاد للقوانين - التي توضع تماشياً مع مزاج البعض - على نادي الهلال بأثر رجعي).. وإختتم أمين عام نادي الهلال تصريحاته ل(الأحداث) بالإشارة إلى ان الكرة السودانية مازالت والى الآن تدفع ثمن تصرفات هذا الإتحاد الغريب على حد وصفه.. وتعود تفاصيل القضية إلى إصدار الاتحاد السوداني لكرة القدم قراره بإجراء تعديلات على لائحة الدوري الممتاز تضمنت تحديداً لعدد المجنسين الذين يجب أن يضمهم أي فريق في ذات اليوم الذي وقع فيه نادي الهلال عقداً مع لاعبه النيجيري الأصل السوداني الجنسية سولي شريف ليصبح المجنس الثاني بالفرقة الهلالية وهو الأمر الذي إعتبره رئيس مجلس ادارة نادي الهلال استهدافاً واضحاً وصريحاً من رئيس الاتحاد العام له شخصياً، وهدد بسحب فريقه من المشاركة في الدوري الممتاز اذا لم يتراجع الاتحاد العام عن قراره الذي اعتبره انتهاكاً صريحاً لدستور جمهورية السودان، بعد ذلك تسارعت وتيرة الخلاف بين الإتحاد والهلال ووصلت إلى مرحلة استدعت تدخل الدولة ممثلة في السيد وزير الثقافة والشباب والرياضة الاتحادي محمد يوسف عبدالله والوزير الولائي هاشم هارون اللذان ظلا في حالة اجتماعات متواصلة مع طرفي القضية كان الغرض منها الوصول لصيغة تفاهم تعيد الهلال للمنافسة قبل حلول موعد مباراته الأولى في الممتاز أمام النيل الحصاحيصا، ولم تفلح جميع هذه المحاولات لأسباب أوضحها الوزير الاتحادي للصحافة في ذلك الوقت قائلاً: (في الوقت الذي ننجح فيه في الوصول لاتفاق مع الأعضاء المفوضين من مجلس ادارة نادي الهلال نتفاجأ باتصال من السيد صلاح ادريس يرفض خلاله الاتفاقات التي توصل إليها من فوضهم).. وبدا بوضوح للمتابعين في ذلك الوقت أن رئيس نادي الهلال لديه سقف واحد من المطالب وهو استلام (28) بطاقة، اذا لم ينفذ فان انسحاب الهلال من المنافسة سوف يكون مناصاً لابد منه وهو ما حدث فعلاً حيث رفض الاتحاد العام أن يتزحزح عن موقفه ولم يأبه لتهديدات الهلال بالانسحاب معلناً في ذات الوقت قيام مباراة الفريق الأولى في الممتاز أمام النيل الحصاحيصا يوم (21/2/2008م) باستاد الحصاحيصا، وبالفعل حضر الحكام والفريق المضيف الى أرض الملعب وقام الحكم باعطاء الزمن القانوني المفترض وأعلن بعده مباشرة نهاية المباراة، وهو الأمر الذي أعطى للقضية بعداً آخر وزاد من تعقيداتها. وفي صبيحة (25/2/2008م) فاجأ وزير الثقافة والشباب والرياضة الجميع عندما أصدر قراره الشهير رقم (8) للعام (2008م) والذي قرر من خلاله إعادة مباراة الهلال والنيل وهو القرار الذي تمسك به نادي الهلال وظل مصراً عليه إلى الآن على الرغم من الأحداث العديدة التي تلته والتي سار بعضها في إتجاه معاكس لما يريد الهلال وتمثل ذلك في قرار اللجنة المنظمة لمنافسة الدوري الممتاز والذي قضى بمنح النيل النقاط الثلاث، والبعض الآخر سار في صالح الموقف الأزرق وتمثل ذلك في إصدار الوزير محمد يوسف عبدالله لقراره رقم (44) للعام (2008م) والذى قضى بإلغاء منافسة الدوري الممتاز وحرمان الإتحاد من الدعم وحظر شداد من السفر إلى خارج البلاد .. عمل مجلس الهلال على إستغلال هذا القرار وسحب نفسه من المواجهة مع الإتحاد السوداني لكرة القدم ووقف بعيداً تاركاً حلبة الصراع لوزير الثقافة والشباب والرياضة، ولم يعد نادي الهلال إلى واجهة الأحداث مرة أخرى إلا عندما ألحقت الفيفا خطابها الأول للإتحاد السوداني لكرة القدم والذي دعت من خلاله إلى ضرورة إلغاء القرار الوزاري رقم (44) وخطاب آخر دعت خلاله إلى إلغاء القرار الوزاري رقم (8)، هنا قام نادي الهلال باللجوء إلى المفوضية الإتحادية التي حصل منها على دعم معنوي كبير تمثل في إصدارها لقرارات – أكد أعضاء الإتحاد على عدم تسلمهم لأي نسخة منها - تلزم الإتحاد السوداني لكرة القدم بضرورة تنفيذ القرار الوزاري رقم (8).. وللإستفادة من هذا الدعم الجديد الذي قدمته له المفوضية قام مجلس إدارة نادي الهلال بتسليم الإتحاد خطاباً أعلن بموجبه الإنسحاب عن المشاركة في الدوري الممتاز رابطاً عودته للمنافسة بتراجع الإتحاد العام عن مواقفه الحالية وتنفيذه للقرار الوزاري رقم (8) للعام (2008م).. عموماً يتوقع الجميع أن يشهد الإجتماع الطارئ لمجلس إدارة الإتحاد السوداني لكرة القدم اليوم قرارات حاسمة وخطيرة من المؤكد أن تأثيرها سيكون كبيراً على الوسط الرياضي ومستقبل الكرة السودانية وذلك من واقع أن الإجتماع سيقوده رئيس الإتحاد الدكتور كمال شداد المعروف بقوته وحزمه وعدم مهادنته في تنفيذ القانون.