سونا اكدت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها الصادرة امس ان النجاحات التي حققتها دولة قطر على اكثر من صعيد لنزع فتيل الازمات ولم شمل الفرقاء تجعل المراقبين أكثر تفاؤلا بحلول جذرية للمشكل السوداني وبالتحديد في اصعب الملفات تعقيدا وتشابكا ملف ازمة دارفور. وقالت انه على الرغم من عملية التدويل ودخول محكمة الجنايات الدولية كطرف في الأزمة فان الدوحة تبدو مهيأة اكثر من اي وقت مضى لتطويق هذا الملف الذي يهدد بنسف الاستقرار والسلام في السودان اذا ما سارت الامور باتجاه التصعيد والتعقيد لا الانفراج والتطويق. وأعربت الشرق عن ثقتها بان دولة قطر تستطيع تحقيق اختراق في ملف دارفور نظرا الى انها وسيط محايد ونزيه وليس له مصلحة سياسية او اقتصادية في تحديد مسار الحوار والوفاق وهي ذات المبادئ التي ساعدت على تحريك مسارات الملف اللبناني.. مضيفة ان دولة قطر وبفضل الحنكة والتمرس في مثل تلك المفاوضات ستتمكن من وضع حد لأي طرف يسعى للتسويف والمماطلة مما يمهد للكل الوصول الى كلمة سواء. واشارت الصحيفة الى ان معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية قد حدد خريطة الطريق للدبلوماسية القطرية في معالجة مثل تلك المشكلات بقوله إذا نظرنا إلى التعقيد الحاصل في العلاقات الدولية ولا سيما في وقت العولمة الحالي يجب علينا تقدير المسؤولية الجماعية. .وقالت انه من هذا المنطلق تشكل قطر علاقاتها الدبلوماسية وتفعل ما بوسعها لحل الأزمات والنزاعات التي تعترض السلام الدولي.. كما أننا ندرك أن استمرار مثل هذه الأزمات يقوض فرص السلام ويهدد الاستقرار في المنطقة. وخلصت الشرق في الختام الى القول إن مثل هذه المواقف تضع الدبلوماسية القطرية في موقع القوة لمواجهة اكثر الملفات السياسية تعقيدا ووضع الحلول لها. ومن جانبها نوهت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها امس بان دولة قطر لاتتوقف عن مساعيها الدؤوبة، بحثا عن وسائل مباشرة وناجعة لحل ما تواجهه الأمة العربية ودولها الشقيقة من مشاكل إقليمية أو دولية، مستثمرة في ذلك شبكة علاقاتها المتينة على المستويين الدولي والإقليمي. واوضحت انه في هذا السياق، فإن سلسلة الاجتماعات التي عقدها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع مجموعة من الشخصيات الدولية في مقر الوفد الدائم لدولة قطر بمدينة نيويورك، لا تخرج عن هذا المنحى، ومنها اللقاء المهم مع لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وارتباطه الوثيق بالجهود القطرية خصوصا، والعربية والإفريقية عموما، للخروج من الأزمة بين السودان والمحكمة بالطرق السلمية. وخلصت الوطن الى القول إن جانبا من هذه اللقاءات، والتي شملت اجتماعا مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه، يمثل قناة مهمة تصب في اتجاه المبادرة القطرية لحل أزمة دارفور بالطرق السلمية، ولتهيئة الأجواء لإنجاح الحوار بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية المسلحة المقرر انطلاقه قريبا في الدوحة، لتسجيل إنجاز تاريخي آخر، لا يقل أهمية عن إنجاز المصالحة اللبنانية التاريخية.