الراى العام تعادل المريخ والهلال بهدف لكل في ختام مباريات الدوري الممتاز للموسم الكروي 2008م في اللقاء الذي جمع بين الفريقين مساء أمس على ملعب استاد الهلال بأم درمان بعد مباراة سيطر عليها التوتر والانفعال مما أثر على الفنيات والجماليات طوال شوطيها وبهذه النتيجة تمكن المريخ من احداث التفوق والفوز بكأس الدوري الممتاز بفارق نقطتين من نده التقليدي الهلال.لعب المريخ بالتنظيم (4/4/2) وبتشكيلة تضم أكرم الهادي في حراسة المرمى وأمير دامر وسفاري وبلة جابر وموسى الزومة (رباعي دفاع) العجب ونصر الدين الشغيل ومجاهد وقلق (رباعي وسط) هيثم طمبل وايداهو (ثنائي هجوم) ولكنه ظل يتحول الى التنظيم (3/6/1) في لحظات فقدان الكرة والمدافعة بسقوط (ايداهو) الى منطقة الوسط مستفيداً من قوة الحركة واكتمال اللياقة البدنية.لعب الهلال بالتنظيم (3/5/2) وعمل على تنفيذ كل ذلك بتشكيلة تضم المعز محجوب في حراسة المرمى وعمار مرق وريتشارد وداريو كان (مثلث دفاع) وهيثم مصطفى وسيف مساوي وعلاء الدين يوسف (مثلث وسط) يوسف محمد وكرنقو (اطرف جنب) مهند الطاهر وكلاتشي (ثنائي هجوم) وبذلك عمل على انفتاح اللعب بانتهاج اسلوب هجومي باعتبار انه يلعب بفرصة واحدة ويحتاج لخطف هدف مبكر لارباك حسابات المريخ الذي يلعب بفرصتي الفوز والتعادل.طوال الربع ساعة الاولى من عمر الشوط الاول ظل الاداء غير مستقر من الفريقين لسيطرة التوتر والانفعال والشحن الزائد والشد العصبي فكثرت الاخطاء في الاستلام والتمرير وان كان الهلال أكثر استقراراً في البناء والتحضير الامامي ولكن ظل اللعب مفتقداً للتركيز.مع مرور الزمن هدأت النفوس قليلاً وعمل الفريقان على اللعب الممرحل وبدأت الهجمات المتبادلة هنا وهناك ولكن كان المريخ هو الأكثر وصولاً للمنطقة الخطرة خاصة حينما عمل على التحول الى التنظيم (3/4/3) بزياد عددية المهاجمين في لحظات الاستحواذ والسيطرة والبناء وبالفعل سدد (ايداهو) رأسية لتمر جوار القائم في ظل خروج المعز محجوب من مرماه ويبادله الهلال بتهديفة من خارج المنطقة عن طريق علاء الدين يوسف لكنها تعلو العارضة ويرد مساوي سريعاً بارسال كرة زاحفة تمر بجوار القائم الايمن للمريخ وتهديفة أخرى من نصر الدين الشغيل انقذها المعز محجوب لركنية ليشدد المريخ من هجماته مستغلاً سرعة وانطلاقات هيثم طمبل وايداهو في الخطوط الامامية حتى جاءت الدقيقة (35) ليحول موسى الزومة الكرة من جهة لجهة أخرى ليجدها بلة جابر يمرر (بينية) في عمق الدفاع يستحوذ عليها (ايداهو) ويرسلها عكسية لينقض عليها هيثم طمبل رأسية قوية على يمين الحارس المعز محجوب الذي بذل جهداً في ايقاف الكرة الا ان تدخل (عمار مرق) في اتجاه الكرة لتأخذ طريقها لداخل الشباك كهدف أول للمريخ لينتهي عليه الشوط الاول بفوز المريخ بهدف دون مقابل للهلال. الشوط الثاني على عكس ما توقع الجميع فقد واصل الفريقان اداء المباراة باهتزاز شديد وتأثر بالتالي المستوى الفني للمباراة فغابت الفنيات والجماليات فالهلال الذي يسعى لاحداث التفوق عمل على البناء السريع في شكل هجمات مرتدة بينما تراجع المريخ وتمركز في نصف ملعبه مستبدلاً اسلوبه الذي لعب به في الشوط الاول ليجري الهلال اول استبدال بخروج اسحق كرنقو ليحل مكانه المهاجم احمد عادل ليتحول مهند الطاهر الى الطرف الايسر بغرض زيادة الفعالية الهجومية لتعديل النتيجة في الوقت الذي عمل فيه المريخ على تكملة الهجمة بلاعبي عمق الوسط (العجب وقلق) ومع مرور الزمن بدا على المريخ الثقة والافراط فيه بالبطء في التحرك على عكس ما كان في الشوط الاول ليزداد (الطين بلة) حينما تم استبدال العجب ليحل مكانه علاء الزهرة بالرغم من ان (العجب) كان بمثابة الرمانة التي تتحكم في مسار اداء المريخ وبالفعل يتحرك الهلال بحرية باعتبار ان يلعب في اتجاه واحد وهو تحقيق الفوز ويرسل هيثم مصطفى كرة خاطفة في اتجاه مرمى المريخ تخرج جوار القائم الايسر للمريخ. وفي الدقيقة (26) يستبدل المريخ هيثم طمبل ويشارك علاء الدين بابكر وبخروج (طمبل) تنفس دفاع الهلال الصعداء وبدأ التحرر والمشاركة في الهجوم ليدخل الربكة في الاداء الدفاعي للمريخ ويقود الهلال هجمة لتصل الكرة لمهند الطاهر ويرسلها عكسية في عمق الدفاع ليقابلها مساوي رأسية محولاً الكرة على يسار الحارس محرزاً هدف التعادل للهلال ويصاب (عمار مرق) ويستبدل باللاعب صالح عبد الله وبالرغم من كل التعديلات والاستبدالات الا ان المستوى الفني للمباراة لم يتحسن ويواصل المريخ في التراجع بينما شدد الهلال من هجماته بغرض احراز هدف التفوق ليشعر الجهاز الفني للمريخ بخطورة الموقف ويقوم بخروج (ايداهو) ليحل مكانه المدافع سعد عطية بغرض تعزيز القدرات الدفاعية وحماية مرماه من خطورة الهجمات الهلالية. في الدقيقة (43) سدد داريو كان كرة قوية من خارج المنطقة في اتجاه مرمى المريخ انقذها (اكرم الهادي) بيقظة وثبات ويتواصل اللعب ويعود المريخ للسيطرة والاستحواذ في الدقائق الاخيرة ويقود هجمات مرتدة ولكنه لم يوفق في الوصول لشباك الهلال للمرة الثانية حتى اعلن الحكم الدولي الفاضل ابو شنب عن نهاية المباراة بتعادل الفريقين بهدف لكل ولكن بالرغم من ذلك تحصل المريخ على بطولة كأس الدوري الممتاز بعد طول غياب حيث ظل الهلال يسيطر على البطولة طيلة الخمسة مواسم الماضية. عموماً مبروك للمريخ مجلس إدارة واقطاباً ومشجعين ولاعبين وجهازاً فنياً على هذا الانجاز الذي تحقق وهاردلك للهلال وكل موسم كروي والجميع بخير. تحكيم المباراة ادار اللقاء الحكم الدولي الفاضل ابو شنب وكان عادلاً وشجاعاً واظهر لياقة بدنية عالية الشئ الذي ساعده في متابعة مجريات اللعب واتخاذ القرارات السليمة والصحيحة وكان امبراطوراً بحق وحقيقة بالرغم من الضغوط النفسية التي تعرض لها التحكيم قبل المباراة. وباستاد مدني خطف الاتحاد فوزاً غالياً وعزيزاً على الاهلي مدني بهدف دون مقابل وضمن بذلك مقعده بين فرق الدرجة الممتازة ليلعب جزيرة الفيل وهلال كادوقلي سنترليق البقاء أو الهبوط.