الخرطوم (smc) خلصت فعاليات ورشة العمل الثالثة للجنة خبراء أجهزة الأمن والمخابرات بإفريقيا لأهمية استقلال القرار الإفريقي واحترام سيادته لدى كافة المنابر الخاصة بمؤسسات المجتمع الدولي. وطالب الفريق مهندس صلاح عبد الله المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي خاطب ختام مداولات الورشة التي تطرقت لقضية المحكمة الجنائية الدولية واستهدافها للقادة الأفارقة بأهمية الانتباه جيداً للمهددات التي تشكلها قرارات المحكمة الجنائية الدولية في حق رؤساء القارة مؤكداً أن إفريقيا غنية بأبنائها القادرين على فض النزاعات التي تسبب فيها الطامعون في خيرات القارة. إلى ذلك أكد الأمين العام للسيسا دينيس دلومو أن كافة التوصيات التي خرجت بها الورشة سيتم رفعها إلى الرؤساء ومتخذو القرار بإفريقيا لإبداء الرأي حولها مبيناً ان الاجتماع القادم للسيسا سيلتئم بدولة رواندا في مايو من العام القادم وسيناقش ما خلصت إليه الورشة. وقال دولومو إن الجهود ستظل مبذولة لإنفاذ كافة توصيات الورشة في كافة الخيارات المكفولة لمقاومة قرارات المحكمة الجنائية الدولية وقال: (هناك العديد من الأفكار التي نوقشت وبها مقترحات جيّدة سيتم رفعها للقادة الأفارقة). من جانبه أشار اللواء صلاح عبد الله رئيس اللجنة التحضيرية للجنة السيسا أن الورشة خرجت بتوصيات تستنكر التدخل في شأن الدول الإفريقية باسم العدالة وآلياتها مبيناً أن التوصيات تدعو إلى الانسحاب من ميثاق المحكمة الجنائية الدولية دعماً وتقديراً لقرارات الرؤساء الأفارقة في قمة شرم الشيخ. كلمة السيد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني في الجلسة الختامية للورشة الثالثة للجنة الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإفريقية (السيسا) بسم الله الرحمن الرحيم السيد / رئيس هيئة خبراء السيسا السيد/ الرئيس القادم لهيئة الخبراء السيد/ الأمين التنفيذي لأمانة السيسا وأعضاء السكرتارية الإخوة/ رؤساء وأعضاء الوفود الضيوف الأجلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم مرة أخرى ونتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بإقامة طيبة بوطنكم السودان لقد انعقدت ورشتكم بالخرطوم للتداول حول مهددات وقضايا المحكمة الجنائية الدولية تجاه إفريقيا سعياً لسبر غور وأبعاد هذا الخطر الماثل والتبصير بعواقبه الأمنية والسياسية ومن ثم تقديم الرؤى والتنويه للمقترحات والحلول التي تعين على تجاوز هذا المهدد وتكفل ضمان الاستقرار والاستثمار للموارد الإفريقية بعيداً عن الهيمنة الخارجية. الإخوة الحضور: ظللنا نتابع بحرص واهتمام شديدين مداولات ومناقشات الورشة والتي نُقل إلينا أنها كانت في قمة المسئولية والتقدير العميق للمخاطر التي تجابهها القارة والانتباه الكامل لطبيعة المهددات مما يدل على أن هذه القارة الأم غنية بأبنائها ويمكنها الاستقلال التام في إدارة شؤونها في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية إذ أن موروثات وقيم القارة الإفريقية السمحة وروح المحبة والسلام التي تميز أبنائها ستطغي على النزاعات والأزمات التي تسبب فيها الطامعون في خيراتها ومواردها. من خلال متابعتنا لفعاليات هذه الورشة والمداولات التي تمت حول القضايا الأساسية لموضوع الورشة لمسنا فيها روح الجدية والمسئولية في تناول هذه القضايا ومناقشتها والتوافق والإجماع الإفريقي في الرؤى والأطروحات والتي عكست روح التضامن الإفريقي. الإخوة الحضور: إن المقررات التي خرجت بها الورشة تزيدنا يقيناً بتعاظم الأدوار والمهام التي تقوم بها اللجنة وما ستقوم به في المستقبل الأمر الذي يجعلنا واثقين في وقوف القادة الأفارقة وراء هذه اللجنة ودعم أنشطتها المختلفة وتبني مقرراتها وتوصياتها. إن الموقف القوى والإجماع الذي تحقق في هذه الورشة تجاه المحكمة الجنائية الدولية واستهدافها للقادة الأفارقة يؤكد أن لا مكان للاستعمار الجديد وآلياته في القارة وأن الوعي الإفريقي قد تجاوز كل خطط ومؤامرات القوى الدولية الطامعة في موارد القارة. فالإعلان عن الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية والشجب والإدانة الخاصة بالاستغلال البشع للعدالة ومؤسساتها بهدف الهيمنة والتأثير على قدرات القارة، من قبل السيسا، تجئ مواصلة لسلسة الرفض الإفريقي ورفض العالم الحر للاتجاهات السياسية والعدائية التي عبرت عنها المحكمة الجنائية الدولية. هذه المواقف الرافضة لهذه الاتجاهات تم التعبير عنها من خلال موقف الاتحاد الإفريقي ومقررات اجتماع شرم الشيخ ومجموعة الدول الباسيفيكية الكاريبية ومنظمة عدم الانحياز وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والصين وروسيا وبقية دول العالم الحر في آسيا وأوربا وأمريكا اللاتينية وكثير من منظمات المجتمع المدني على مستوى العالم. إن القارة الإفريقية تواقة لقيام نظام دولي جديد ينشد العدالة للجميع ويعطي الحرية لشعوب القارة في اختياراتهم الكفيلة بتحقيق التقدم والتنمية من خلال الاستثمار الأمثل لمواردهم وطاقاتهم. إن توصياتكم التي أكدت على استقلال القرار الإفريقي والانعتاق من التبعية يتعزز من خلال إنشاء المؤسسات العدلية والاقتصادية الإفريقية وسن التشريعات التي تكفل استقلال الإرادة والتضامن والوحدة لمعالجة الأزمات وبؤر النزاعات التي خلفها الاستعمار وسد الثغرات التي يمكن أن يلج منها المستعمر. الإخوة الحضور: إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني ممثلاً في قيادته يعدكم بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الإفريقية الأخرى لترجمة هذه التوصيات والمقررات إلى واقع ملموس وبرامج عملية تحقق حلم أبناء هذه القارة في تحقيق الاستقرار والأمن والسلام والتنمية. أيضاً يجئ اهتمامنا الكبير بالتنسيق مع قادة الأجهزة الإفريقية في تذليل كافة العقبات والصعوبات التي تواجه هذه اللجنة حتى تضطلع بمسئولياتها ومهامها بفاعلية وكفاءة لتحقيق الغايات المنشودة. ختاماً نشكركم مرة أخرى على حضوركم السودان للمشاركة في هذه الورشة ونجدَّد ثقتنا في تقديركم للمسئوليات التي تطلعون بها ومواجهة التحديات بكل حسم ومسئولية. مع تمنياتي لكم بعود حميد إلى بلادكم كما أرجو أن تنقلوا تحياتي إلى قادتكم في الأجهزة الأمنية والاستخبارية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
