الخرطوم: السوداني أعلنت الشرطة أنها بصدد وضع لوائح وضوابط صارمة جداً للمسافرين في الأماكن الصحراوية، فيما أسدل الستار أمس على مأساة توهان (9) أشخاص في الصحراء منذ مساء السبت الماضي بشكل سعيد حينما تم العثور صباح أمس على آخر المفقودين، وقدرت مصادر تكاليف عملية البحث عن المفقودين خلال الأيام الماضية بما يقارب المليون جنيه سوداني. وشهد مطار الشرطة داخل مطار الخرطوم نهار أمس الفصل الأخير لرحلة التوهان داخل الصحراء باجتماع المفقودين بذويهم وسط التهليلات والتكبيرات والزغاريد، وأشادت اسر المفقودين بالجهود التي بذلتها القوات النظامية المختلفة في رحلة البحث عن أبنائهم، كما ثمنوا مجهودات ولايتي الشمالية ونهر النيل في عملية الإنقاذ. كلفة مليون جنيه وعلمت (السوداني) أنه تم العثور على المفقودين على بعد (170) كلم من أبو حمد بمنطقة تسمى التمر شرق نمرة خمسة حيث دخلوا في سلسلة جبال البحر الأحمر، فيما قدرت مصادر مطلعة كلفة عملية البحث بما يقارب المليون جنيه سوداني، معتبرةً أنها كان يمكن توفيرها في حالة تطبيق إجراءات السفر اللازمة والسير في الطرق المعروفة والمحددة وتوفير احتياجاتهم من الماء والزاد وأجهزة الاتصالات الحديثة والإسعافات، مبينة أن عملية البحث والإنقاذ استخدمت فيها بالإضافة للطائرات أجهزة حديثة وآلات تصوير دقيقة. عملية إجلاء وتم إجلاء جميع المفقودين ال(9) بعد تقديم الإسعافات الأولية لهم لابوحمد ومن ثم نقلوا لعطبرة غادروا بعدها صوب الخرطوم. وكان المفقودون ال(8) الذين عثر عليهم أمس الأول قد رفضوا مغادرة المكان قبل العثور على رفيقهم التاسع (حياً أو ميتاً). تنفيذ للواجب وتقدم وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود بالتهنئة لأسر المفقودين بمناسبة لم شملهم مع أبنائهم من جديد، وحيا وحدات الشرطة المشاركة ومن بينها مكافحة التهريب، الطيران، المباحث، شرطة ولاية نهر النيل، شرطة الولاية الشمالية بالإضافة لطائرتين للقوات المسلحة شاركتا في عمليات البحث، مبيناً أن جميع تلك الجهات ظلت في حالة بحث وجهد متواصل وعملت في ظل ظروف شاقة حتى تكللت مجهوداتها بالنجاح في العثور على المفقودين أحياء وإسعافهم. فيما أشاد المدير العام لقوات الشرطة الفريق محمد نجيب في تصريحات ل(السوداني) بدور الشرطة والقوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات، مشيراً إلى أن الجهود التي بذلت للعثور على المفقودين تأتي في إطار واجبات الشرطة في حماية المواطنين وإنقاذهم وبسط الأمن والطمأنينة. ضوابط ولوائح صارمة وكشف مدير المباحث الجنائية اللواء عابدين الطاهر ل(السوداني) نهار امس بعد وصول المفقودين التسعة منذ يوم السبت الماضي للخرطوم نهار أمس، عن اعتزام وضع لوائح وضوابط صارمة جداً للمسافرين في الاماكن الصحراوية بإشتراط وجود أجهزة اتصال حديثة (الثريا) وتوفر قدر كافٍ من الزاد والماء والاسعافات الاولية وبوصلة لتحديد الاتجاهات، مؤكداً تفعيل تلك اللوائح والضوابط في القريب العاجل لمنع تكرار حوادث ضياع المواطنين بالصحراء. ستة ايام قاسية وعاشت تسع اسر ستة ايام قاسية من الترقب والقلق والانتظار بين الرجاء واليأس ولحظات عصيبة وعيد بطعم الخوف ورائحة الموت بعد فقدان (9) أشخاص منذ مساء السبت الماضي بجوف صحراء الشمالية القاحلة التي لا اثر فيها لإنسان أو حيوان وقادرة على ابتلاع كل التائهين بوجفها، في وقت عاش فيها المفقودين ال(9) رحلة امتدت ل(144) ساعة طوال تلك الأيام الستة رافقهم فيها الموت ونقص المعاناة جراء نقصان المياه والزاد وبرد الصحراء القارس، وكادت تتخطفهم يد المنون بعد ان أنهكهم الوهن والجوع والظمأ وانتظروا قدرهم المحتوم واسلموا أمرهم للخالق الذي لا ينوم ولا يغفل فكُتب لهم عمر جديد.