بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الحمد لله المنعم الذي بفضل منه تحقق السلام على سائر أنبيائه ورسله الذين بعثهم هداية ورحمة. الأخ الكريم فخامة الرئيس عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية حفظه الله ووفقه وأعانه. فخامة السادة رؤساء الدول واصحاب المعالي رؤساء الوزارات واصحاب السمو والسعادة والوزراء رؤساء الوفود وممثلو الدول . السادة رؤساء المنظمات الدولية وقادتها، الامين العام للأمم المتحدة الامين العام للجامعة العربية ، الامين العام لمنظمة الساحل والصحراء ومنظمة الموتمر الاسلامي. الاخوة والاخوات ، اهلى اهل السودان وضيوفنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته. * هذا يوم للسلام، نبتدر فيه صفحة جديدة للسودان علي هدى احكام اتفاقية السلام والتي طالعتموها جميعا فلا احدثكم عن نصوصها واحكامها ومقتضياتها ولكني احدثكم كيف امكن الوصول الى تلك النصوص والاحكام والواجبات. لقد جرت الحرب في السودان امدا طويلا بلغ خمسين عاما وحينما بدأت المفاوضات كانت الحرب على اشدها وكان على الجانبين رجال اشداء يقاتلون بشراسة ويدافعون عن الحق الذي يؤمنون به، وحينما جلس الناس في اطار مبادرة الايقاد ظنوا ان شدة الحرب لن تعين على تحقيق السلام ولكن ارادة السلام التي دفعت الرجال للقتال والموت والشهادة كانت هي التي احدثت النقلة من المواجهة والحرب الي الحوار والسلام والصلح كنا نستحضر في قاعة المفاوضات صبر الرجال في الخنادق والاشلاء والجروح والدماء كنا نستذكر الاسر التي تبعثرت والبلدان التي خربت كنا نسنحضر الدمع في عيون الاطفال والنواح في صدور النساء والصبر المر في اكباد الرجال ومن كل ذلك صغنا اتفاقية السلام ونصوصها واحكامهاوحروفها فجاءت عدلا وجاءت سلاما وجاءت عزما لتضميد الجراح كلها . كان يعزز من هذا المسعى جهد انساني اقليمي ودولي كنا نراه في اعين المراقبين وفي اتصالاتهم وكلماتهم على مستوى الدول والمنظمات عبر المحيطات والغارات وقريبا معنا في الصوالين الجانبية في مواقع التفاوض والمباحثات.كان فوق ذلك كله يشد من ازرنا ويبعث باقوى الرسائل واوضح المعاني شعب السودان وهو يتابع بالاهتمام كله كل مرحلة من مراحل التفاوض فيخرج الى الطرقات مهنئا ومباركا وداعيا الي المزيد. هذه المسيرات التي انتظمت مدن السودان عاصمة واقاليم كانت اقوى رسالة والتي اختتمت في حشد تاريخي ليس فيه كلمات ولكنني علي يقين انه اقوى خطاب يلقي في هذا الاحتفال وحينما يتحدث الشعب بمثل هذا الموقف فعلى القادة ان يصمتوا وان ينصرفوا الى الفعل والانجاز وها نحن نفعل باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.