(سونا) بسم الله والحمد لله... فخامة السيد رئيس الجمهورية أصحاب السمو والمعالي والوزراء وممثلوا الحكومات معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية .. السادة ممثلوا مؤسسات وصناديق التمويل العربية , السادة ممثلوا المجتمع الدولي أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية السادة والسيدات شاغلوا المناصب الدستورية. ... السادة والسيدات ممثلوا المنظمات الوطنية و الجمع الكريم في هذا اليوم المشهود الذي يتزين بحضوركم البهي المشرف يطيب لي أن أحيكم أطيب تحية وانتم تحضرون ألي بلادنا حاملين بشريات الخير والمناصرة والدعم لجهودنا الجارية لمعالجة مشكلة دارفور وتداعياتها المختلفة وما الجوانب الإنسانية والخدمية إلا واحدة من المجالات الحيوية التي نوليها اهتماما كبيرا بحكم انعكاسها القوي على تحقيق جهود السلام والأمن في ربوع دارفور الحبيبة. .. أن قضية دارفور ومطالب أهله المشروعة بدأت ملامح حلها تلوح في الأفق بتوصلنا لاتفاقية سلام دارفور برعاية كريمة من الاتحاد الإفريقي ودعم مقدر من المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة وفي صدارتها الجامعة العربية التي أعلنت انحيازها الدائم لتحقيق السلام في دارفور وإنجاح جهود التفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة التي حملت السلاح فكان من ثمرة دعمها هذه الاتفاقية التي بدأنا التنفيذ الفعلي فيها والتي نأمل من جميع الأطراف العمل الجاد من اجل أنفاذ جميع بنودها لتكون جاذبة لأهل دارفور ولغير الموقعين لينعم الجميع بالأمن والاستقرار ولعل تشكيل السلطة الانتقالية لدار فور كان الإنجاز الأعظم في هذه المسيرة لنتمكن جميعا من الانطلاق في عملية البناء وإعادة الأعمار حتى تعود دارفور ألي سيرتها الأولي ولكي يسهم أبنائها مع أبناء السودان جميعا في بناء مستقبل زاهر وكريم للوطن ولشعبه. أن السلطة الانتقالية وأجهزتها مؤسسة وليدة تحتاج لمزيد من الصبر لبناء هياكلها ومن ثم التوجه ألي أنفاذ برامج التنمية والأعمار ونبشركم بان السلطة الانتقالية ماضية بعزم قوي لجعل التنمية واقعا ملموسا وهنا يجدر بنا نشيد بالدور الرائد الذي يلعبه صندوق أعمار وتنمية دارفور والذي ظل يعمل في حركة دؤبة من اجل تحقيق المشروعات الطموحة والتي تهم إنسان دارفور والبحث عن الأموال لوضع هذه المشاريع موضع التنفيذ وتوجد ألان بالصندوق مشاريع جاهزة ومعدة إعداد جيد تنتظر التنفيذ. إن معارضة عدد من الحركات والفصائل لاتفاق سلام دارفور لمبررات يرونها لن تدفعنا يوما لليأس ولن تقعدنا عن مواصلة مسيرة السلام وإبداء منهج الحوار المباشر مع الإخوة قيادات تلك الفصائل والحركات من منطلق الحرص على أحلال السلام في ربوع دارفور لاسيما وان المجتمع الدولي بأثره يدعم هذا التوجه ويحرص عليه ولذا قضينا وقتا طويلا في محاورتهم وأقنعاهم بالانحياز لخيار السلام وفي هذا الإطار يسرنا أن نفيدكم بأننا قد يزلنا جهدنا جبارا من اجل وضع حد للوضع الإنساني المتأزم في دارفور واليوم نشهد جولة مفاوضات سرت التي تجرى باستضافة مقدرة من الشقيقة الجماهيرية العظمي ورعاية كريمة من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وأننا نتطلع بان تصل الأطراف لاتفاق مرضي نطوي به صفحة الحرب ونفتح صفحة جديدة من الاستقرار والبناء والطمانئنة بين جميع مكونات المجتمع الدارفوري. إن معاناة أهل دارفور التي أدت ألي تشريد أهلها واللجوء ألي دول الجوار قد أفرزت انعكاسات اجتماعية سالبة كان من نتائجها الاستقلال البشع للأطفال في دارفور والاتجار بهم وسنعمل معا بحزم لوضع حدا لهذه الجريمة البشعة ومحاكمة مرتكبيها. الإخوة الكرام لقد سعدنا غاية السعادة بانعقاد مؤتمركم هذا واستجابتكم الكريمة بالمشاركة والتي تؤكد لنا صدق توجهتا كم وحرصكم على سلام واستقرار دارفور والشكر لقيادات الأمة العربية وحكومات بلدانها ولمعالي الأخ الأمين العام لجامعة الدول العربية حيث وقف على أنفاذ ما قرره قادة الأمة في اجتماع قمة الرياض في مارس الماضي والشكر موصول لكل الذين ساهموا في الإعداد والتحضير لهذا المؤتمر. إن هذا المؤتمر ترجمة صادقة لروح ونصوص اتفاق سلام دارفور التي دعت لاستقطاب الدعم الإقليمي والدولي في اتجاه أطلاق مشروعات لإعادة الأعمار والتنمية لدار فور من منطلق المصلحة الوطنية المطلوبة بإجماع المجتمع الدولي وبحكم أن البعد التنموي والقبلي كفيل بإيجاد معالجة جذرية للازمة وضمانا لمستقبل مستقر وآمن لدار فور. الأخوة الكرام لأؤكد لكم أننا في السلطة الانتقالية وأجهزتها المختصة في كامل استعدانا للتعاون معكم لا نفاذ مقررات هذا المؤتمر ولن ندخر وسعا في سبيل الوصول للغايات المنشودة وستجدوننا أبوابنا مشروعة للتعاون والتنسيق المستمرين وكما سنوظف كل طاقتنا وخبراتنا الرسمية وغير الرسمية لنحقق تكامل المسارين السياسي والتنموي لخلق مظلة تحقق إسعاد المواطن بدار فور في حاضره ومستقبله وفي الختام نكرر عظيم شكرنا وامتنانا متمنيا لكم التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.