سونا "فيك يا مروي شفت كل جميل" عبارة تغنى بها فنان السودان الكبير عبد الكريم الكابلي عندما كان يعمل بمدينة مروي وصدقت مقولته وأصبحت حقيقة يقولها كل من سجل زيارة لمشروع سد مروي العملاق. الاحتفال الذي تشهده مدينة الحضاره والتاريخ مروي اليوم بتشريف وحضور غير مسبوق من قيادات الدولة وعلى رأسهم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وقيادات المؤسسات الدستورية ووزراء حكومة الوحدة الوطنية وولاة الولايات إضافة لممثلين من الدول العربية الشقيقة التي كان لها القدح المعلى في تمويل السد وكذلك ممثلين لدولة الصين الشقيقة التي ساهمت في تمويل وتنفيذ السد والمشاريع التي ساهمت في تمويل وتنفيذ المشاريع التنموية المصاحبة له. يأتي هذا الاحتفال ليجسد تلاحم وتعاضد أهل السودان وقدرتهم على مجابهة التحديات والادعاءات التي تحاك ضدهم من دول البغي والعدوان كما يؤكد الاحتفال عزم أهل السودان على المضي قدماً في مسيرة التنمية والنماء في كل شبر من الوطن الحبيب رغم الاستهداف الاقتصادي والسياسي. شعار الاحتفال الذي اختارته وحدة السدود (سد مروي معركة كرامة واستقلال قرار)أكد إرادة الشعب السوداني واستقلاله دون الالتفات لقرارات الجنائية التي قصد تزامنها مع فرحة أهل السودان بأكبر مشروع قومي تنموي يتوقع له أن يحدث نقله نوعية في مجالات الصناعة والزراعة في السودان ذلك بتوفير (1250) ميقاواط من الكهرباء رخيصة التكلفة لتنعم بها كل قرى السودان من حلفا شمالاً إلى الرنكجنوباً ومن بورتسودان شرقاً الى نيالا غرباً عبر الشبكة القومية للكهرباء التي تشهد اليوم دخول الوحدتين الأولى والثانية بطاقة تبلغ (250) ميقاواط ثم تتوالى بعد ذلك دخول الوحدات الأخرى عبر عدد من المحطات التحويلية في الدبة والمرخيات والكبابيش والدامر. المهندس محمد موسى من إدارة المحولات أكد مطابقة المحولات للمواصفات العالمية ذات الجودة في الأداء والتشغيل مشيراً إلى أن المحطة التحويلية لها عدة امتيازات تفضيلية، فهي محطة مختصرة لا تأخذ مساحة كبيرة إضافة إلى أن المعدات لا تحتاج إلى إجراءات صيانة متكررة وهي كذلك غير مكلفة مادياً. من ناحية الصيانة تمتاز بضمانات فنية عالية. وقال إن الهدف الرئيسي للمحطة التحويلية عند دخول الكهرباء إليها تتجمع معاً في قضيب توصيلي واحد ومن ثم تخرج بكوابل في اتجاه الخط الأول وهو محطة المرخيات (1) بفرق جهد (500) كيلوفولت وللخط الثاني المرخيات (2) بفرق جهد (500) كيلوفولت وخط عطبرة بفرق جهد (500) كيلوفولت كما يتم إنزال خطين في شكل كوابل إلى الولاية الشمالية بفرق جهد (500) كيلوفولت وتخرج الخطوط معاً من محطة (GIS) المعزولة بالغاز للدخول في محطة أخرى وتبلغ المساحة بين محطة الكوابل والمحطة التحويلية المعزولة حوالي (700) متر. ولسد مروي آثار اقتصادية وتنموية كبيرة للسودان عامة وللمنطقة خاصة فالزائر إلى مدينة مروي يشاهد التغيرات التي حدثت في المباني والشوارع إضافة للمشاريع المصاحبة التي نفذتها وحدة السدود ثم افتتاح عدد منها كمشروع جسر الصداقة الذي يربط مدينتي مروي وكريمة وطريق المحيلة- دنقلا الذي يربط جنوب الولاية بشمالها كما تشهد الأيام القادمة افتتاح مشروع مطار مروي الجديد الذي يمثل نقطة انطلاق لعالم السياحة السودانية وبوابة جديدة للسودان على العالم الخارجي ومنفذ للتصدير ثم مستشفى مروي الجديد الذي شارف العمل فيه على الانتهاء بنسبة (90%) ويعتبر المستشفى إضافة حقيقية للعمل الصحي والعلاجي والبحثي خاصة في مجال الأورام الخبيثة التي انتشرت مؤخراً في السودان خاصة بالولاية الشمالية كما أن هنالك عدد من المشاريع المصاحبة التي تم تنفيذها بولاية نهر النيل باعتبارها الولاية الثانية التي ضمت عددا من المتأثرين بقيام السد.