رصد رحاب محمد عثمان: (التحديات الإعلامية في الفترة الانتقالية) هو عنوان ورشة العمل التي نظمها مركز دراسات المستقبل بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بقاعة المركز, حضرها لفيف من الصحافيين والإعلاميين والأكاديميين ضاقت بهم القاعة، وقدمت خلالها عدد من أوراق العمل عبر جلستين وحظيت الورشة بنقاش مستفيض من الحضور. تحديات الفترة الانتقالية: دكتور كوني مولاري استاذ الإعلام بجامعة جوبا قدم ورقة التحديات الإعلامية في الفترة الانتقالية ناقشت الورقة قضية دور الإعلام السوداني وما يواجهه من تحديات في الفترة القادمة ودوره في المساهمة الإيجابية في عمليات إعادة بناء مجتمع مدني مزقته الحرب لفترات طويلة أو بناء مؤسسات الدولة الحديثة والحفاظ على السلام والوحدة والاستقرار. ويوضح مقدم الورقة قائلاً: إن اتفاقية السلام الموقعة في نيروبي بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، ووثيقة الدستور الانتقالي أقرتا على النهج الديمقراطي كنظام حكم في السودان وهو النظام الذي يضمن حفظ السلام وصونه باعتبار أن – الاتفاقية – تحقق اقتساماً عادلاً للثروة والسلطة وتكفل الاحترام المتبادل واحترام حقوق الإنسان ..ويقرر د. كوني إن التحدي الماثل أمام الإعلام السوداني في الفترة الانتقالية يتمثل في خلق مجتمع ديمقراطي سياسي قابل للاستمرار وقادر على تعزيز الديمقراطية والحفاظ عليها. ويضيف إن التحدي الآخر يتمثل في مساحة الحريات الإعلامية المتاحة من أجل ممارسة دور رقابي على السلطة وتقويمها منعاً للانحراف وهضم الحقوق الأساسية للشعب ويرى د. كوني إن على الإعلام في سبيل ترسيخ قيم الديمقراطية في المجتمع تحفيز المشاركة السياسية، وتعزيز الواجبات والحقوق في المجتمع وتعزيز روح التسامح واحترام الرأي الآخر. وعلى الإعلام الانفتاح وعدم الافلات والالتزام بمبدأ الشفافية والصدق والأمانة في الطرح والمعالجة. والمنهجية العلمية في طرح القضايا. ويرى كوني إن التحديات التي تواجه الإعلام السوداني في الفترة الانتقالية هي ترسيخ ثقافة السلام، وربطها بمفاهيم الديمقراطية التنمية، التسامح، احترام الآخر. وتحويل أدبيات الحرب إلى أدبيات البناء والتعمير من خلال تشجيع عمليات التنمية الشاملة وترسيخ مفاهيمها داخل المجتمع. ويختتم د. كوني ورقته موصياً الإعلام السوداني بالشرح الوافي لبنود اتفاقية السلام ومكاسب السلام والوحدة، واستنفار أفراد المجتمع وتعبئة جهودهم لضمان حفظ السلام وصياغة سلوكيات تناسب معطيات السلام، تحفيز الناس للمشاركة الفاعلة. دكتور هاشم الجاز الأمين العام للمجلس القومي لصحافة المطبوعات تحدث عن الدور المنتظر للصحافة في الفترة الانتقالية وما يواجهها من تحديات وعقبات للقيام بهذا الدور يقول: نحن الآن في ظل نزام رئاسي جماعي وانتقالي ومتحول لا اقول من نظام سلطوي أو شمولي أو ديكتاتوري لكن نقول إن التحولات التي تسود هذه الفترة تعرض النظام لتحديات في الرؤى والنمط الإداري. وتكون تركيبة الحكم أشبه بالحكم الائتلافي بين الحزبين المؤتلفين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ويفترض د. هاشم الجاز بأن نظام الشراكة يبشر بالتالف والتجانس في إطار من المساواة واحترام الآخر لتنفيذ اتفاق السلام ويقول إن هذا سينعكس على الصحافة ليست الصحافة المرآة بل الصحافة الشريك مشيراً إلى بروز جماعات ضغط من الاتحادات والنقابات التي تأخذ الأمور بشكل من أشكال المكايدة وقال إن منظمات المجتمع المدني سيكون لها دور في المرحلة القادمة لايمكن تجاوزه. ويمضي د. هاشم الجاز في الحديث عن التحديات في المرحلة القادمة ويجعلها في قوله: الرؤى الفكرية العالقة ما بين الشريكين أو المسكوت عنها إلى أي مدى يمكن أن تستثمر ممن هم خارج إطار الحكم؟ وهل تعرضت الحكومة إلى شكل من أشكال الردة أو الانطلاق؟ الآمال العريضة المنعقدة على الحكومة المقبلة، وتعبئة الناس بتصوير السلام كانه الجنة الموعودة كيف تلبي حاجات هؤلاء الذين تمت تعبئتهم من خلال برامج الوحدة والتماسك القومي؟ ويضيف إلى ترتيبات الفترة الانتقالية حتى في داخل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وتجاوزها لبعض الشخصيات بالتعينات والترقيات وتكليف بالمفوضيات في التشكيل الولائي الجديد ستكون احدى التحديات، ايضاً تحدى التدخلات الأجنبية ووجود مكاتب الأممالمتحدة مثلها مثل أي سفارة إلى جانب ممثلي الأممالمتحدة مثلها مثل أي سفارة، إلى جانب ممثلي الأممالمتحدة والقوات الدولية والذين تصورهم الصحف كأنهم الوحيدون الذين يستطيعون حل مشاكل السودان. يقول د. هاشم من التحديات التي تواجه الصحافة في المرحلة القادمة هي قضية الحرية الصحفية وما يحيط بها من ضوابط أخلاقية وتنظيمية تتعلق بقضايا الأمة ... ويتساءل: من الذي يحاسب الصحافة إذا تراخت ولم تعبر عن المجتمع. ويستطرد متحدثاً عن التحديات المهنية التي تواجه الصحافة، نفسها والمتمثلة في الاتجاهات والقيم الشخصية والخلفيات السياسية والفكرية للصحفي، روتين العمل الصحفي وتأثيره على الأداء ، العلاقات داخل المؤسسة الصحفية والهيكل الإداري للصحفية، مشاكل الملاك والمتأثرين ويتطرق د. هاشم إلى ما يواجه الصحافة من مشاكل تتعلق بالتحديات التقنية وشروط خدمة الصحفيين والتحديات الاقتصادية المتعلقة بشوق العمل إلى جانب مشاكل التوزيع والإعلان محذراً بان المرحلة القادمة ستكون مرحلة استقطاب للصحفيين وما يسمى بالاستخدام ألا أخلاقي للتقنية، ودخول رأس المال الأجنبي في العمل الصحفي. مداخلات: دكتور عبد الله حمدنا الله قال إن المشكلات التي تجابه الإعلام في الفترة الانتقالية هي المجتمع والأحزاب والنقابات وأضاف إن الصحافة ايضاً ستكون جزءاً من المشكلة وما يواجهها من أعباء ومهام في كيفية تجاوز الأداء الصحفي في فترة الديمقراطية الرابعة، وما يحكم هذا الأداء من ضوابط وقوانين ... مؤكداً إن الحرية الصحفية لا تعني فقدان الضوابط والتقول على حريات الآخرين والإساءة إليهم موضحاً إن الصحافة ستكون شريكاً للدولة وليست مرآة لها لأنها جزءاً من بنية الدولة ... مطالباً الصحافة بالسعي لخدمة الدولة والمجتمع .. ويعتقد د. حمدنا الله إن الصحافة ليست سلطة رابعة بل سلطة موازية للسلطات الثلاث الأخرى ولا تقل عنها أهمية. وقال د. حمدنا الله إنه ليس لدينا مؤسسات صحفية والموجود الآن صحافة الأسر وأصحاب المصالح متطرق إلى مشاكل المؤسسات الصحافية وما تعانيه من قلة او انعدام معينات العمل الصحفي من وسائل اتصالات ومواصلات، وتدريب وتأهيل للصحفي. د. معتصم بابكر مدير مركز الرؤية لدراسات الرأي العام قال إن الصحافة مطالبة في الفترة القادمة بان تكون استقصائية وتفسيرية تنطلق من رؤية محددة للأداء الإعلامي .. وأضاف إن الخبر في الصحافة لم يعد مشبعاً للمتلقي لأنه يجده في الإذاعة والتلفزيون، ودعا الصحافة بتحري الدقة والموضوعية في كل ما تنشر. الأستاذ محجوب عروة الكاتب الصحفي والناشر المعروف تناول قضية الاستقرار الصحفي وارتباطه بالأنظمة السياسية مشيراً لتجربة إيقاف صحيفة السوداني التي كان صاحبها ويرأس تحريرها (1987) ودعا عروة إلى تكوين شركات مساهمة عامة تؤمن بالمؤسسة والرقابة والربحية داعياً الصحافة إلى الاضطلاع بدور جديد بعيداً عن التدخلات السياسية ... وأمن على أهمية وضرورة التدريب وتخصيص ميزانية محدودة له من ميزانية المؤسسات الصحفية. عبد لمنعم خلف الله إدارة الإعلام الخارجي دعا إلى استصحاب تجربة الوسائط الإعلامية الأخرى (الإذاعات والفضائيات) وما تقوم به من دور في التدفق المعلوماتي والوصل لمواقع الحدث، وتجديد ونوع الرسالة الإعلامية.