الخرطوم (smc)الرأي العام أعلنت الخرطوموواشنطن أمس انه ليس مستحيلاً العمل المشترك لتجاوز الخلافات التي تعتري العلاقات الدبلوماسية، وأكدا انه من الممكن العمل على تجاوز التعقيدات الاخيرة. وأعرب البلدان في أول لقاء لمبعوث اوباما سكود غرايشون بوكيل الخارجية د. مطرف صديق عن ثقتهما الكبيرة في امكانية العمل المشترك وانهما واثقان من تحقيق النجاح، بيد أنهما اعترفا بأن لكل منهما اهتمامات تجاه سياسة الآخر وأكدا ان ذلك لا يمنع مقدرتهما على تأسيس علاقة مستقبلية تقوم على خلفية ان الولاياتالمتحدة شريك اساسي في تحقيق السلام الشامل في الجنوب، بجانب ان واشنطن مسؤولة تجاه جعل الوحدة جاذبة بين الشمال والجنوب. وقال د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ترحيب الحكومة بتوجه الإدارة الأمريكيةالجديدة وحرصها على الدخول في حوارات عميقة مع السودان في مختلف القضايا . وأضاف د. نافع في تصريحات صحفية عقب لقائه بالقصر الجمهوري المبعوث الأمريكي: نحن نرحب بالتوجه الذي عبر عنه المبعوث وسندخل مع الإدارة الامريكية من خلاله في حوارات عميق جداً في الشأن الثنائي وحول القضايا في الساحة. وزاد: لقد تحدثنا معه بوضوح شديد حول ضرورة حوار صريح وعميق حول العلاقات الثنائية والعقبات التي تعترضها وتباين وجهات النظر في القضايا التي سيتم مناقشتها. وقال د. نافع: لقد اكد لنا المبعوث احترامه لسيادة السودان وتوجهاته واستعداده للحوار في مختلف القضايا دون قيد او شرط. واضاف ان مبدأ الحكومة في عدم قبول الشروط منها او عليها أصبح معلوماً لكل دول العالم. وأعلن غرايشون انه جاء للسودان في زيارته الاولى ليرى ويسمع وليس في ذهنه أية قناعات أو اهتمامات مسبقة، وقال إنه يبسط يديه للحكومة السودانية للصداقة والتعاون. وأشار إلى انه استمع من المسؤولين لشرح عميق للتحديات والقضايا المطروحة للنقاش، وذكر أن عدداً من القضايا سيتم التفاوض حولها في المستقبل بغرض الحل النهائي، منها تنفيذ اتفاق السلام، وأضاف ان واشنطنوالخرطوم في هذا الخصوص يرغبان في ان يكونا شريكين في هذه المسألة، وأشار الى أن مباحثات السلام أسست لعلاقات ثنائية متينة وراسخة. واعرب المبعوث عن امله في الخروج برؤية من وجهة نظر الحكومة، وزاد المبعوث: انني اتطلع الى العمل مع الحكومة السودانية في علاقة عمل وثيقة وان علاقتنا بالسودان في غاية الأهمية وارجو ان تستمر كذلك لسببين أولهما انني امضيت وقتاً كبيراً في افريقيا واعتقد أنني افهم الشيء القليل، وثانيهما انني أحب السودان، من ناحيته قال السفير علي الصادق الناطق باسم الخارجية ان زيارة المبعوث استكشافية ولا يحمل عبرها أي افكار أو مقترحات للحكومة، وانه يريد فقط ان يسمع ويرى ما يجري في دارفور وسيحكم فقط بما يراه، ونفى أن يكون غرايشون تطرق للمحكمة الجنائية، وقال إن اهتمامه يتركز فقط على تحسين الوضع الانساني في دارفور وتنفيذ اتفاق السلام الشامل، كما انه لم يتطرق لقرار الحكومة بطرد بعض المنظمات، وان الحديث مع وكيل الخارجية ركز على ان لا يعمل البلدان لان لا تكون هنالك أي انعكاسات سالبة او فجوة غذائية بخروج المنظمات. وبحسب الصادق فإن وكيل الخارجية طالب واشنطن بضرورة مخاطبة جذور مشكلة دارفور وليس انعكاساتها، واضاف الصادق أن الحكومة لمست بأن هناك تجاوباً ووضعاً جديداً خلاقاً للادارة الامريكية السابقة. وابلغت الخارجية المبعوث بأنها تتطلع ان تنعكس سياسات التغيير للادارة الجديدة على مواقفها تجاه السودان، وعبر الصادق عن تفاؤله بالمبعوث، وقال إن تربيته الافريقية ومعرفته للقيم والتقاليد الافريقية تجعله الاقدر على التعامل مع القضايا الافريقية، وقال انه تحدث في لقائه الاول عن التعاون والصداقة والعمل المشترك، وأعلن الناطق باسم الخارجية ترحيب السودان به وان الخرطوم ستبادله بما هو أكثر في تلاقح الرؤى بهدف تأسيس علاقات ثنائية بين الخرطوموواشنطن تعود بالنفع على شعبي وحكومتي البلدين وتتعدى ذلك دولياً واقليمياً. وقال إن نجاح مهمته تعتمد على سياسة الادارة الامريكية تجاه السودان وقدرة الحكومة على التعامل معها. وتشير «الرأى العام» الى ان المبعوث اجرى لقاءات مماثلة مع د. غازي صلاح الدين ومدير جهاز الامن والمخابرات. ويتوقع أن يلتقي غرايشون اليوم برئيس حزب المؤتمر الشعبي د. الترابي، على أن يتوجه غداً الى الفاشر ومنها الى منطقة دوربات بجبل مرة، على ان يعود للخرطوم ليتوجه يوم الاثنين الى جوبا، حيث يلتقي النائب الاول لرئيس الجمهورية وبعض المسؤولين في حكومة الجنوب ليغادر الثلاثاء الى منطقة أبيي للالتقاء ببعض المسؤولين والقبائل ثم يعود للخرطوم بالأربعاء ليلتقي بالدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية، ثم علي عثمان نائب رئيس الجمهورية لينهي زيارته بلقاء الرئيس عمر البشير ويعقد جلسة حوار مشترك يترأس جانب السودان فيها د. مطرف صديق وكيل الخارجية ويعود إلى بلاده.