مسئول الإعلام بنقابة الأطباء نقابة أطباء مصر .. دعم طبي وسياسي لدارفور اول وفد عربي يقدم خدمات لدارفور إشادة منظمة الصحة العالمية بعمل الوفد الطبي المصري حرصاً من نقابة أطباء مصر ولجنة الإغاثة الإنسانية على التكامل بين شعبي وادي النيل مصر والسودان ودعماً للدوري العربي والإسلامي في مساندة السودان الشقيق نظمت لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر قافلة طيبة لدارفور غرب السودان. القافلة رأسها الدكتور منصور حسن أمين عام نقابة أطباء مصر مقر الإسكندرية وضم الوفد (12) طبيب بين استشاريين وأساتذة في تخصصات الجراحة العامة وجراحة العظام وجراحة العيون والأطفال والنساء والتوليد وأمراض المناطق الحارة والمتوطنة وأطباء تخدير. البعثة قامت بعمل الكشف الطبي على المرضى وتقديم العلاج بالمجان وعمل الجراحات اللازمة للمحتاجين حيث صحبت القافلة أدوية بما يقرب من نصف مليون دولار. قدم الوفد الطبي خدماته في ولايتي شمال دارفور وغرب دارفور بداية من يوم 2/7/2004م حتى يوم 23/7/2004م حيث وصل الوفد الطبي لمطار الخرطوم في فجر الجمعة 2/7/2004م وكان في استقبالهم السيد محمد غنيم القائم بأعمال السفارة في الخرطوم والدكتور علي سلامة نقيب أطباء السودان وممثلين عن وزارة الصحة السودانية ووزارة العون الإنسانية واحتفى الجانب السوداني بالوفد المصري احتفاء كبير حيث نظمت لهم وزارة الصحة حفل عشاء كبير حضره قيادات العمل الطبي بالخرطوم والذين أكدوا في كلماتهم جميعا على متانة العلاقة السودانية المصرية وقدموا الشكر للجنة الإغاثة الإنسانية والشعب المصري كله على هذا العمل الزيارة كانت بالاتفاق مع الدكتور أحمد بلال وزير الصحة الاتحادي وبالتنسيق أيضاً مع الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة والغابات الاتحادي بعد القافلة التي اقامتها النقابة للجنوب في شهر أبريل الماضي والتي زارت (جوبا- ملكال- الرنك) حيث شرح وزير الزراعة الحالة الإنسانية لدارفور أثناء تواجده في لقاء موسع بنقابة أطباء مصر مع الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء والدكتور عبد القادر حجازي رئيس لجنة الإغاثة الإنسانية والدكتور منصور حسن رئيس البعثة. الفاشر استقبال بالفرح ووداع بالدموع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور كانت المحطة الأولى لزيارة البعثة المصرية والتي تبعد عن الخرطوم مسافة 1500 كلم قاطعة ساعتين بالطائرة وكان في استقبالهم أهل الفشار وعلى رأسهم الوالي وحكومته والذي نظم اجتماع مع البعثة لشرحه المحنة التي تحدث لدارفور والحالة الإنسانية والصحية للولاية وعلى الفور وفي نفس يوم الوصول توجه الوفد لميدان العمل للتعرف على المعسكرات والمستشفيات التي ستقدم بها الخدمة. مدينة الفاشر من أكثر المدن تأثراً بالحرب والتي يمثل سكانها قرابة المليون والنصف نسمة وبها حوالي 330 ألف نازح. قام الوفد الطبي بالكشف على عشرة آلاف مريض في معسكرات الفاشر أبوشوك ومزمز وتقديم العلاج لهم كاملاً بالمجان كما قام طبيعي العيون بعمل 140 عملية جراحية اختلفت بين مياه بيضاء ومياه زرقاء وعمليات حول وقام الأستاذ الدكتور مصطفى سعد أستاذ العظام بطب الإسكندرية بإجراء 35 عملية عظام كبرى وكذلك إجراء 201 عملية جراحية متوسطة في المعسكرات. وعلى المستوى الأكاديمي قام أ.د/ مصطفى سعد بتنظيم كورس مكثف للعظام وقام بتدريسه لطلاب كلية الطب بجامعة الفاشر كما قام د. كامل البلتاجي استشاري الجراحة العامة بتقديم محاضرة عن جراحة الطورائ وكيفية التعامل معها لطلاب الفرقة السادسة ومرت عشرة أيام على الوفد سريعة جداً لتنتهي زيارتهم بالفاشر وكان الوداع مهيب سواء من أهل المدينة البسطاء الذين رأيتهم بعيني يبكون وهم يعانقون الوفد الطبي المصري شكراً وعرفاناً لما قدموه وساروا في الشوارع يقولون (المصريين خلوا الأعمى يشوف والمكسح يمشي) هذا بنص قولهم فشعور عظيم ان تجعل مسكين فقير أعمى غير بصير ظن نفسه أنه لن يرى النور يوماً ثم يصبح يستطيع الرؤية ويرى الشمس من جديد. وكان الوالي أيضاً في وداع الوفد والذي قال (يكفي مجرد مجيئكم علينا حتى ولو لم تقدموا لنا أي شئ). وفي الجنينة إشادة عالمية لدور النقابة: وفي المحطة الثانية لزيارة البعثة المصرية مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور سجلت لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر شهادة جديدة تضاف لسجلها المشرق في العمل الإغاثي على مستوى العالم فقد تزامن وصول البعثة المصرية لمدينة الجنينة وصول وفد منظمة الصحة العالمية برئيسها في جنيف د. لوي والمدير الإقليمي لمنظمة الشرق الأوسط د. حسين الجزائرلي ومعهم وزير الصحة الاتحادي د. أحمد بلال الذي على فور قدم الدكتور منصور حسن لوفد منظمة الصحة العالمية وقدم لهم موجز عن عمل البعثة في مدينة الفاشر فأشاد رئيسة المنظمة بهذا العمل الطيب وصرح د. حسين الجزائرلي أنه في ازمة ومشكلة تحدث في العالم تحاول لجنة الإغاثة الإنسانية ان تقدم كل ما في وسعها وطاقتها من مساعدات طبية ومادية سواء في العراق وفلسطين أو حتى هنا في السودان وكذلك دورها المحلي الكبير في مصر. ومدينة الجنينة هي اسم على مسمى فهي من أجمل بقاع الأرض حقيقة فهي جنة لكل الحرب أسأت إليها فحاول الوفد الطبي المصري ان يقدم كل خدماته لأهل هذا المكان فقام الوفد بالكشف على 6110 مريض في معسكرات الرياض وكرنلدي وأرض متى ومروني وتقديم العلاج بالمجان. وأجرى أطباء العيون 80 عملية جراحية رغم أنه في الجنينة لم يكن معهم غير ميكروسكوب واحد فقط وتم إجراء 35 عملية جراحية كبرى في العظام والجراحة العامة وتم اجراء 28 عملية جراحية صغرى وفي أثناء تواجد البعثة في معسكر مورني الذي يبعد عن المدينة بمسافة 88 كم ويقطع وقت بالسيارة ساعتين ونصف نظراً لأن الطريق غير ممهد شعر الوفد هنالك بفرحة عارمة من أهل المعسكر الذين علموا بمجيئهم حيث أنه أول وفد عربي يدخل هذا المعسكر. وأثناء زيارة ميدانية لمكتب لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بالجنينة التقوا بالوفد الطبي وأظهروا اعجابهم الشديد بعمل البعثة وصرح المسئول عن المعسكرات في منظمة الصحة العالمية لرئيس البعثة عن ساعدته لو حدث تعاون بين لجنة الإغاثة الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية. وفي نهاية الزيارة ودع أهل الجنينة الوفد الطبي وداع كريم يتقدمهم الوالي ووزراء الصحة والمالية والشؤون الاجتماعي الوالي أصر على وداع الوفد حتى سلم الطائرة والذي شكر للبعثة هذا العمل الطيب وقال إنكم لا تدركون أثر هذه الزيارة على أهل هذه الولاية أنتم أول وفد عربي يقدم لهم كل هذا الكم من الخدمات بل كنتم أول وفد عربي تطأ قدمه أرض الجنينة ونحن نسعى منكم هذا الدعم وهذا ليس غريب على شعب مصر الذي أحب ان أوجه إليه الشكر الجزيل نيابة عن أهل دارفور. تكامل طبي واقتصادي وعلى مستوى التكامل والتعاون فقد تم عمل اتفاقات مبدئية مع وزارة الصحة ومنظمة الوكالة الإسلامية للإغاثة (أيرا) على إنشاء مستشفيين للعيون واحدة في مدينة الفاشر والأخرى في الجنينة حيث ستمدهم النقابة بالأجهزة والأطباء المصريين وذلك لندرة اختصاصي العيون في الفاشر وعدم وجود اختصاصي عيون واحد في الجنينة. والتقى الوفد بوزراء الزراعة والمالية في ولايتي شمال وغرب دارفور وتم النقاش في فتح باب التكامل بين مصر والسودان وقدم وزير الزراعة بغرب دارفور ملف عن المشاريع التي يمكن ان يحدث بها تكامل اقتصادي وكان أهم المشاريع التي فيها مشروع تنمية منطقة جبل مرة الغنية بالثروة الزراعية والحيوانية والمعدنية وتم الاتفاق على إرسال وفد من نقابة الزراعيين لمناقشة كيفية تفعيل هذا المشروع. اهتمام إعلامي بالبعثة: اهتمت وسائل الإعلام السودانية بتغطية تحركات البعثة المصرية اهتمام كبير حيث سجل التلفزيون السوداني مع البعثة ستة مرات في مواقع مختلفة بداية من وصوله للمطار وميادين المعسكرات وغرف العمليات واللقاءات السياسية. وكذلك اهتمت معظم الصحف السودانية بعمل تغطية صحفية للبعثة وإجراء حوارات مع الوفد المصري واهتمت وسائل الإعلام المصرية بالبعثة أيضاً حيث سجلت قناة النيل للأخبار مع الوفد أثناء تواجده بمطار القاهرة للسفر للخرطوم وبثت القناة الأولى حفل تسليم الدواء في السودان وصاحبة الجلالة المصرية لم تكن ببعيدة عن البعثة فقد اهتمت جرائد الأهرام والأخبار والجمهورية والوفد وآفاق عربية بمتابعة نجاحات البعثة وكذلك اهتمت إذاعة صوت العرب بنقل أخبار البعثة من السودان وأيضاً بعض الوكالات الأجنبية الأخرى. وعلى مستوى الدعم السياسي: كانت الزيارة تتواكب مع زيارة كلا من كولن باول وزير خارجية الولاياتالمتحدة وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة وكانت زيارتهما لإجراء ضغوطات على حكومة السودان من خلال الحالة الإنسانية التي تعيشها دارفور ففي كل هذه الأجواء كانت الزيارة المصرية تشكل بعد سياسي إضافة للعمل الطبي الكبير الذي قامت به تمثل في دعم التواجد العربي والإسلامي للسودان من خلال تنسيق الزيارة مع الحكومة السودانية والتي فتحت معسكراتها للبعثة وسهلت عملها عكس ما تبثه وسائل الإعلام الغربية من منع وصول المساعدات الإنسانية لدارفور. الشاهد على الحادث في السودان ودارفور في هذا الوقت ان زيارة لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر كان لها دور كبير في تقديم المساندة السياسية للشعب السوداني كله. وكانت مشاهدة الوفد الطبي لما يحدث في دارفور يعد شاهد عيان ينفي كل ما تردده وسائل الإعلام الغربية ونحن نشعر من خلال تواجدنا ان أهل دارفور يحتاجون للدعم والمساندة العربية من كل الشعوب والمنظمات العربية والإسلامية وكان هذا ظاهراً جداً لمجرد علم أهل المعسكرات أننا مصريين أو عرب أو مسلمين جاءوا لمساعدتهم. من هنا نوجه الدعوة لكل المنظمات العربية ان تمد يد العون لأهل دارفور لن أقول لحكومة السودان بل أقول لإخوانكم السودانيين الذين هم في امس الحاجة لليد العربية والإسلامية التي تحنو على طفل بائس فقير يدعوا كل من يراه غير سوداني أنه (خواجة) فهو لا يعرف العرب والمسلمين. إن لم يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن سيكون الكل شركاء في جريحة تنشئة جيل كامل من أبناء السودان على كراهية العرب والمسلمين الذين تركوهم ولم يقدموا أي مساعدة في ظل التواجد الأجنبي المكثف حتى وان كان دوره إنساني محض فهم ينشدون العرب والمسلمين. إن قضية دارفور ليست بقضية كبيرة ولا ضخمة كما يصورها الإعلام الغربي لكن ان ظلت يد العرب بعيدة عنها ستتفاقم بشدة لإصرار الغرب على توجيه ضربة جديدة للسودان عن طريق دارفور.