تقرير:وكالات قال خبراء دوليون في مجال حقوق الانسان يفحصون مزاعم بشأن ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة يوم امس انهم يعتزمون القيام بزيارة قريبا وجددوا الدعوة لاسرائيل بلان تدعم تحقيقاتهم. وقال مسؤول بالحكومة الاسرائيلية الشهر الماضي ان اسرائيل لن تتعاون مع تحقيق للامم المتحدة حول انتهاكات ارتكبتها القوات الاسرائيلية ومقاتلي حماس خلال الحرب التي دارت في الفترة من 27 ديسمبر الى 18 يناير في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس.ويرأس ريتشارد جولدستون ممثل الادعاء السابق للامم المتحدة في جرائم الحرب الفريق المؤلف من اربعة محققين والذي عين الشهر الماضي وعقد اول اجتماعات مغلقة له في جنيف هذا الاسبوع. وقال الفريق في بيان اصدرته الاممالمتحدة في جنيف امس الجمعة «في سياق عملها تهدف البعثة الى القيام بزيارات للمناطق المتضررة في جنوب اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة ومنها غزة وطلبت التعاون من حكومة اسرائيل في هذا الشأن.» نهج قانوني وأكد جولدستون ان المحققين سيتخذون «نهجا يستند الى القانون» يقومون فيه بتحليل الانتهاكات المزعومة التي ارتكبها الجانبان وليس نهجا سياسيا عندما يرفعون تقريرا لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في يوليو. وقال القاضي الجنوب افريقي جولدستون «اعتقد ان اجراء تقييم موضوعي للقضايا سيكون في مصلحة جميع الاطراف وسيعزز ثقافة المحاسبة وقد يساعد على التشجيع للسلام والامن على نطاق اوسع في المنطقة.» ودعت المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان الى اجراء تحقيق فيما اذا كانت القوات الاسرائيلية ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.5 مليون شخص. واثارت مخاوف محددة بشأن القصف الاسرائيلي لمنزل والذي اسفر عن مقتل 30 مدنيا فلسطينيا وبشأن عدم توفير الرعاية للاطفال الذين لاقت امهاتهم حتفهن في الهجوم. الفوسفور الابيض وقالت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها نيويورك ان الجيش الاسرائيلي استخدم بشكل غير مشروع قذائف الفوسفور الابيض فوق مناطق كثيفة السكان في غزة مما اسفر عن مقتل واصابة مدنيين واستندت الى هذا كدليل على ارتكاب جرائم حرب. وتقول جماعات حقوقية فلسطينية ان 1417 فلسطينيا بينهم 926 مدنيا قتلوا في الهجوم الاسرائيلي على غزة. وتنفي اسرائيل هذه الارقام. واطلق النشطاء الفلسطينيون مئات الصواريخ على جنوب اسرائيل خلال تلك الفترة. أخفاق مجلس الأمن وأخفق مجلس الأمن الدولي الخميس في الاتفاق على كيفية التعامل مع تحقيق أجرته الأممالمتحدة حمّل تل أبيب المسؤولية عن قتل مدنيين وقصف مدارس ومقار للمنظمة الدولية أثناء الحرب على غزة. وأغلق الأمين العام للأمم المتحدة الباب أمام النقاش بعد أن أثار التقرير حفيظة إسرائيل. ووصف بان كي مون التقرير بأنه وثيقة داخلية مشيرا إلى أنه لن يتبنى توصية وردت في التقرير بإجراء تحقيق أوسع في انتهاكات للقانون الدولي من جانب إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الصراع، وأشار أيضا إلى أن التقرير ليس له وضع قانوني. وأيد الأمين العام للمنظمة الدولية النتائج التي توصلت إليها اللجنة، إلا أنه قال إن التقرير يعد بمثابة وثيقة داخلية للأمم المتحدة، الأمر الذي يعني إغلاق الباب أمام مزيد من المناقشة. وكان قد جرى عرض ملخص للتقرير الذي يتألف من 148 صفحة أعدته لجنة مستقلة مكونة من ثلاثة أعضاء علي مجلس الأمن الثلاثاء، إلا أن أعضاء اللجنة لم يحصلوا على التزامات قانونية أو قضائية لمتابعة عملهم بعد وصف التقرير بأنه وثيقة أممية داخلية. وقال رئيس مجلس الأمن الحالي السفير الروسي إن الأعضاء ال15 ناقشوا «الكيفية التي يمكن من خلالها أن يتعامل مجلس الأمن مع ملخص التقرير». وأضاف فيتالي تشوركين للصحفيين «لم نصل إلى اتفاق حول هذا الموضوع». وأوضح أنه سيبحث مجددا ما إذا كان المجلس سيتناول الموجز أم لا، وكيف سيتم ذلك. وكان الأمين العام الأممي كلف لجنة بإجراء تحقيق لمعرفة الحقيقة فيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية عن تدمير المدارس التي تديرها المنظمة ومجمعاتها في غزة، ومقتل العشرات من الفلسطينيين. شائن وجائر ووصف الرئيس الإسرائيلي التقرير بأنه «شائن وجائر ومن جانب واحد». وقال شمعون بيريز إن حكومته ترفض التقرير لكنها لا تعتبر أن بان هو المسؤول عنه. وقال بيريز الذي زار المقر الأممي في نيويورك الأربعاء وأجرى محادثات مع بان، إنه رغم ذلك فإن فريقا إسرائيليا سيبحث مع مسؤولين أمميين تعويض المنظمة الدولية عن الدمار الذي قدرته ب11 مليون دولار. الصراع مع حماس وأشار التقرير الأممي إلى أن جيش الاحتلال مسؤول عن ست حوادث من بين تسع خطيرة وقعت خلال الصراع مع حماس في ديسمبر ويناير. ووجد المحققون أنه في حادث واحد، أطلق جيش الاحتلال قذائف هاون على مقربة من مدرسة جباليا مما أسفر عن مقتل ما يتراوح بين ثلاثين وأربعين فلسطينيا ووجد المحققون إنه في حادث واحد، أطلق جيش الاحتلال قذائف هاون عيار 122 ملم على مقربة من مدرسة جباليا يوم 6 يناير، مما أسفر عن مقتل ما يتراوح بين ثلاثين وأربعين شخصا حيث كان المئات من الفلسطينيين قد لجؤوا إلى الموقع فرارا من العمليات العسكرية. وقال التقرير إن «اللجنة وجدت أن السبب الذي لا جدال فيه لإصابات الفلسطينيين وحالات الوفاة بالمنطقة الملاصقة للمدرسة، يعود إلي قذائف هاون عيار 122 ملم أطلقتها القوات الإسرائيلية وسقطت بالمنطقة الموجودة خارج المدرسة بمجمع تابع لمنزل مجاور». وادعت قوات الاحتلال أن حماس كانت تستخدم المدرسة لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل، ولكن اللجنة قالت «لم يكن هناك إطلاق للنار من داخل المجمع كما أنها لم تجد أي متفجرات داخل المدرسة». وذكر التقرير الأممي أن الجيش الإسرائيلي حصل على إحداثيات موقع مدرسة جباليا التي كانت من بين 91 ملجأ تم إبلاغ القوات بها قبل شن عمليتها المسماة الرصاص المسكوب في غزة.