الخرطوم (smc) اختتمت أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم أعمال الملتقى الثاني للاعلاميين للسودانيين العاملين بالخارج، وطالب الملتقى في بيانه الختامي -بعد أن اعتبر المؤتمرون ان ازمة دارفور هي اساس تحركات محكمة الجنايات الدولية وقراراتها المسيئة للوطن- الأطراف بتقديم تنازلات جدية وجريئة لاستقرار البلاد ووحدة ترابها، وأكد د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية في الجلسة الختامية للملتقى أمس أهمية الحوار لتعريف المصالح الوطنية بعيداًَ عن الخلافات. وقال ان الأولى الاتفاق على الأساس الذي تبنى عليه العلاقات الخارجية، واشار الى أن المصالح القومية وأحياناً الأمن القومي تحكم العلاقات الدولية منذ التاريخ، وقال ان امريكا واوروبا تستخدمان دعوتهما للديمقراطية كوسيلة للضغط وتحقيق المصالح الذاتية، من خلال تصنيفهما للدول كعدو وصديق، واشار للتدخل في الجانب الانساني، وقال انه لخدمة السياسة وليس للخدمة الإنسانية. وطالب د. نافع بالاتفاق على رفض التدخل الاجنبي، بغض النظر عن الاختلافات الفكرية والايدولوجية، الى جانب الإتفاق حول ما يحقق الوحدة الوطنية، ودعا للاتفاق على إدارة الاقتصاد الحر المرشد، وقال: يمكن أن يستقر النظام السياسي في السودان إذا اتفقنا على كيفية الحكم بحيث لا يكون مزاداً سياسياً ليصبح فيما بعد الاتفاق الحديث والانتقاص منه امراً غير وطني. ووصف د. نافع الحريات بالقضية الشائكة. وقال ليست هناك حرية مطلقة، بل نحتاج لحوار حقيقي والتأمين على قيود تحقق المصلحة العامة. وقال ان الاعلاميين غير الملتزمين سياسياً لهم دور كبير في بلورة المصالح الوطنية والحوار حولها. وطالب البيان الختامي للملتقى بتعزيز الحريات الصحفية، وضمان مشاركة المجتمع الصحفي في مناقشة واقرار تفصيلات مشروع قانون الصحافة المقترح وضرورة أن يرتكز على صون وحماية الحرية الصحفية، وإلغاء الرقابة القبلية، مع وقف جميع أشكال واجراءات منع ومصادرة وتوقيف الصحافيين ومحاكمتهم في قضايا النشر، وإلغاء عقوبة السجن للصحافيين، واستبدالها باحكام الادانة المهنية والغرامات المالية الرمزية، وفقاً للضرورة مع ضمان حق الصحافي في الحصول على المعلومات، وتأكيد حقه في حماية مصادر معلوماته، ودعا البيان ان يكون ميثاق الشرف الصحفي إطاراً مكملاً لقانون الصحافة في تنظيم وضبط الاداء المهني، ونادى البيان لتعديل اللائحة المنظمة لاعمال الاتحاد العام للصحافيين، بما يمنح الاعلاميين بالخارج حق الانتخاب والترشح والمشاركة في قضايا المهنة بفاعلية إلى جانب حل اشكالات حصولهم على القيد الصحفي وفق إجراءات موضوعية متفق عليها مع مجلس الصحافة، وإعادة صياغة البنيان التنظيمي للاتحاد بما يسمح بقيام روابط مهنية تراعي التباين المهني في الاعلام، الى جانب إقرار يوم وطني للإعلام السوداني لتحقيق التواصل بين الأجيال، وإيجاد صيغة مقبولة للتنسيق بين الإعلاميين بالخارج عبر لجنة خاصة، وتكوين لجنة من الخبراء الإعلاميين لتقديم الاستشارة وتحديد كيفية مخاطبة وسائل الإعلام الخارجي، واستقطاب الكفاءات في الخارج بشروط الخبراء، وشدد البيان على اختيار الاعلاميين من ذوي الخبرة والرؤية الثاقبة، اضافةً إلى إقرار البيان بناء موقع إلكتروني للملتقى ودعم الصحافة الإلكترونية وحمايتها من التخريب.