كثير من الموظفين في المكاتب والشباب في الجامعات والأطفال في البيوت يجلسون لساعات طويلة أمام الكمبيوتر بينما تداعب أناملهم مفاتيح الكيبورد أما لأداء الأعمال المكتبية أو استخدام البريد الالكتروني أو الحصول على المعلومات أو الخدمات الترفيهية أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر الممتعة بحيث يبدو من الصعب انتزاعهم من ذلك الواقع الافتراضي المثير، والمؤكد أن كل المتعاملين مع الكيبورد يعرفون أشكال ومواقع الحروف والأرقام والرموز الظاهرة على الجزء الأمامي من الكيبورد ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا يُوجد خلف الكيبورد؟! إذا قمت بقلب الكيبورد الذي تصنعه شركة لوجيتك فسوف ترى بصعوبة تحذيراً غير ظاهر كُتب باللغة الانجليزية بخط أسود دقيق على خلفية سوداء خلف الكيبورد، يقول التحذير: يعتقد بعض الخبراء أن استخدام الكيبورد قد يتسبب في الحاق إصابات جسيمة باليد، المعصم، الذراع، العنق والظهر، فإذا شعرت بالألم، الخدر أو الضعف في هذه الأعضاء فيجب عليك اللجوء إلى الطبيب ، وأوصى التحذير باتباع عدة إجراءات لتخفيض مخاطر الكيبورد أهمها أن يأخذ المستخدم فترات استراحة قصيرة متكررة وأن ينهض ويتحرك عدة مرات في كل ساعة. من المؤكد أن هناك مخاطر أخرى لم يذكرها ذلك التحذير منها تسبيب أضرار جسيمة بالجهاز البصري والجهاز العظمي والجهاز التناسلي وفي اعتقادي أن أفضل طريقة لتخفيض مخاطر الكيبورد هي اللجوء من وقت إلى آخر إلى طباعة المعلومات الالكترونية والاطلاع عليها بعيداً عن الكمبيوتر والاطلاع على المراجع الورقية لأن من شأن ذلك تخفيف الأضرار التي قد تصيب البصر والأعضاء الحساسة الأخرى من جراء التعرض الطويل للأشعة الكهرومغناطيسية الضارة المنبعثة من الكيبورد. الملاحظ أن كثير من الشركات العالمية لا تضع أي تحذير خلف الكيبورد المصنع من قبلها الأمر الذي يشكل نوعاً من الغش التجاري المجرم قانوناً ويمثل خطراً مباشراً على صحة المستهلكين لذلك يجب على السلطات المختصة في كل دولة أن تمنع استيراد أي أجهزة كيبورد لا تحمل التحذير المذكور وأن تلزم الشركات المصنعة لهذه الأجهزة بكتابة التحذير باللغة العربية وبخط واضح ومقروء ، كذلك يجب على مدراء المدارس والآباء توعية الأطفال بمخاطر الكيبورد بصورة مبسطة والزامهم بعدم الجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر ، أما الموظفون الذين يتعاملون باستمرار مع الكيبورد فيجب عليهم اتباع النصائح التحذيرية بدقة وانتظام لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الكيبورد التي تتسلل إلى أجسام معظم الناس المنبهرين بالكمبيوتر والذين يستسلمون لاغراءاته الكثيرة دون أن يشعروا أنهم يدفعون من صحتهم ضريبة التكنلوجيا الحديثة ودون أن يدركوا أن التعامل الحذر مع مفاتيح الكيبورد هو واجب صحي لا يجب إهماله بأي حال من الأحوال. فيصل علي سليمان الدابي/المحامي