الشعب السودانى الذى صنع اسباب وقواعد ثورات الربيع العربى فترتين سابقتين قادرا على ان يفعل ذلك مرارا وتكرار متى ما رأى ذلك مهم والحمد لله تلك الثورات التى قام بها الشعب بمحض ارادته لم يحدث فيها سفك دماء كما حصل فى ثوارت الربيع العربى من العام الماضى . الملاحظ ان اسباب قيام الثورات والتغير فى بعض الدول كان له دافع ومحرك ومخطط شجع على مواصلته وانجاحه بالتغير لان احداث تونس لم تكن فقط باشعال النار فى احد شبابها ولكن وجدت المؤيد والمحرك الذى شجعها على المواصلة والوقوف بجانبها ودعمها وحمايتها سوى بتاثير المعارضين بالخارج ام بتدهور علاقة الحكومة مع بعض الدول المؤثرة ثم انتقلت الى مصر وقد شاهدنا احداث ميدان التحرير التى اذا ارادت الدول الداعمة عدم مباركتها او موافقتها لغضت الطرف عن موقعة الجمل او دهس سيارات الشرطة وضخ مياة المطافى ولكن إرادة الله فوق كل شىء وجعلت تلك الاسباب لتغير الظلم والفساد والنفاق ثم تحولها الى ليبيا واليمن وسوريا بنفس القدر مع إظهار التدخلات الغربية حسب مصالحها سلبا فى حالة اليمن وسوريا وايجابا فى حالة ليبيا . الوضع السودانى اختلف رغم مطالبة الجنائية ومشاكل الحدود والنفط مع الدولة الوليدة وغض الطرف من فرنسا وامريكا ناحية تحسن العلاقات بين تشاد وأرتيريا واثيوبيا ورغم الازمة الاقتصادية والحالة التى وصلت لها البلاد وتأثر بها العباد لكن لم يحن وقت القطاف والزفاف. اذا رجعنا للاسباب السماوية والتى نؤمن بها قبل كل شىء وان قدرة الله فوق كل شىء وهو القادر على يؤتى الملك من يشاء وينزعه عن من يشاء لبررنا صبرنا وصمتنا وأراد الله ان يجعل فى السودان أكثر من عشرون حزبا معارضا وحركتا ثورية وهى جميعها مختلفه فى تكوينها وافكارها واهدافها وجميعها مصلحة الدين ثم الوطن هى الثانية او الثالثة بعد مطامعها الشخصية وتوعدها بالانتقام من النظام ، لهذا اخلاص النية والعمل لوجه الله ولرفعة دينه يعجل بالنصر ويقوى الايمان ويزيد البركة والرزق ويزيح الظلم والفساد . المعارضة التى نراها كانت ضلعا فى الحكومة وانسحبت ثم عادت وراوغت وهى فى حيره من امرها هل تُغير من حالها ام تُساير مع أمالها بعضها جعل هدفه مصلحته ووطنة وبعضها جعل هدفه مطامعه واعداءه وبعضها يناوير ويحاور وبعضها حبذ الصمت والصبر وبعضها باع وطنه ودينه واهله ليصل الى السلطة . المعارضة والحركات ليس لها برنامج واضح يقنع الشباب بالوقوف فى ميدان ابوجنزير او ساحة الشهداء او الساحة الخضراء او ميدان قبة المهدى او فيحاء الترابى او حديقة الميرغنى . طلاب الجامعات ومحركوا الثورات يعيشون فى متناقضات هم الوطن واهله والغلاء والانهيار الاقتصادى والاخلاقى وتقسيم الوطن وانتخابات الجامعات وتصريحات قادة المعارضة والحكومة وأثار الانفصال وتكالب دول العالم لتدمير بنية الوطن الى تنعكس اثارها على المواطن قبل الحكومة لهذا كان تحركهم محدود ومعدود . ظهور حركات جديدة وتجمعات عديدة يقودها اناس يعرف تاريخهم وانتمائهم وولائهم ومطامعهم جعلت المعارضة تفقد مكانتها وقيمتها واهدافها النبيلة واصبح المواطن هو الضحية تاره تجذبه الحكومة لمسايرتها وتاره المعارضة للأمانيها ووعودها وهو يعايش الواقع من حروب وضغوط وحظر وتربص بوطنه ومغلوب على امره لا يملك سوى ان يرفع يداه الى رب السماء ليطلب الخلاص الخلاص من غير الناس .... لماذا لم تتوحد المعارضة وتضع هدفها انقاذ الوطن وإعادة الثقة للمواطن وتثبيت الامن والاستقرار ثم مصالحها الخاصه ثم تصفية حساباتها مع بعضها او غيرها