الأول من شهر جانويري 2012 نقلت وسائل الإعلام المصرية عن أن الشرطة المصرية ألقت القبض على 90 في سيناء من أفارقة في طريقهم متسللين إلى دولة إسرائيل . لم يعرف كم عدد سودانيين بينهم ؛ و يعرف بعد أي السجون نقلوا إليها وما هي الظروف التي يعيشونها . فى يوم15 جانويري ألقت السلطات المصرية القبض على 45 لاجئ إفريقي في الإسماعيلية حاولوا التسلل إلى إسرائيل بحسب (جمعية الجيل الجديد في سيناء) في الإسماعيلية تعمل في مساعدة السجناء وتتابع الظروف الإنسانية عنهم) وذكرت أن 18 لاجئ من بينهم هم من دولة إرتيريا و 8 منهم من إثيوبيا؛ أم الباقي جميعهم سودانيين وضوعوا في سجن العريش حيث تمكن مسؤول المنظمة المذكورة من زيارتهم .وذكر أنهم عاشوا ظروف سجن سيئة للغاية في الإسماعلية وفي سجنهم الحالي.
في يوم22 جانوري 2012م ذكرت وسائل إعلام مصرية ؛ أن السلطات ألقبض القبض على ثلاثة لاجئيين أفارقة بينهم إمراة في الشريط الحدودي المتاخم لدولة إسرائيل . و ذكرت ذات التقارير أن إثنين منهما قتلا برصاص الشرطة المصري بينما حاولا الهرب قرب نقطة العبور إلى دولة أسرائيل.
في 25 جانويري ؛عرف قسم الرصد الصحفي بمركز السودان أن وجود ثلاث لاجئين سودانيين بسجن الرمانة بسيناء ؛ أحدهم مصاب إصابة خطيرة في رأسهم وهم : 1. نجم الدين حسين محمد . مصاب بطلق ناري في رأسه . تسكن عائلته الخرطوم . 2. محمد على محمد عثمان الخرطوم –تسكن عائلته حي الأزهري بالخرطوم . 3. شيخ الدين يحي عبد الله .تسكن عائلته الخرطوم . وبحسب إفاداتهم أنهم وفي ديسمبر 2011ف أخذهم مصريون من العتبة بالقاهرة - حيث كانوا يعملون باعة جوالة - إلى شبه جزيرة سيناء على وعد أن هناك عملا لهم برواتب جيدة . ألا أنه خدعوا وفوجئوا أن الذين سحبوهم كلنوا عصابة فقاموا بأخذ أموالهم منهم ثم تم تسليمهم إلى عصابات البدو في شبه الجزيرة . وذكروا أنهم تمكنوا من الهرب وفي الطريق إلى معسكر الجيش أو نقطة للبوليس ؛ وقد أطلق عليهم النار فأصيب نجم الدين حسين في راسه وإستسلم البقية . تم نقلهم إلى السجن العسكري في العريش وبعد قضاء نحو 20 يوم نقلوا إلى سجن العريش وقضوا فيه 6 أيام ؛ ثم نقلوا بعدها إلى الرمانة .
في 27 ديسمبر 2011ف تم نقلهم ألى سجن العريش ؛ وذكروا أنهم وجدوا (48) إفريقي أخرين في سجن العريش كانوا قد قبض عليهم في وقت سابق . و كان من بين المجموعة الأخيرة (10) سوداني ؛ (6) إثيوبيين و (32) من أرتيريا . ثم نقلوا بعد ذلك إلى .
إلا أنهم ذكروا أنهم تركوا بحسب إفاداتهم نحو 15 سوداني في سجن العريش ؛ وذكروا أن هناك سجناء من السودانيين بالسجن العسكري غير محدد عددهم إلا أن الظروف التي يعيشونها سيئة.
وذكر المعتقلين أنهم تعرضوا للتعذيب من قبل سلطات السجون التي مروا بها . وقالوا إنهم إعترفوا خلال التحقيق الذي جرى تحت التعذيب إن كل واحد منهم دفع مبلغ (1500 ) دولار إلى عصابات التهريب بهدف توصيلهم الى دولة إسرائيل وهو ما ليس صحيح في حقهم هم الثلاث على حد قولهم .
في 29 جانويري أعلنت السلطات المصرية في مستشفى العريش عن موت 7 لاجئين في المستشفى ؛ 6 سودانيين بينهم فتاة واحدة من دولة أرتيريا . وذكرت تقارير في وقت سابق أنهم قتلوا في سيناء على يد الشرطة ونقلت جثثهم ألى مستشفى العريش في ذات اليوم ؛ أو انهم أصيبوا في سيناء برصاص الشرطة ونقلوا إلى المستشفيات وغالبا في هذه الحالات لا يتلقون إسعاف ويتركون حتى يقضون ؛ ويتعرضون في هذه الحالات إلى عمليات سرقة أعضائهم من قبل أطباء.
وبرغم صدور تصديق بالتصريح من السلطات المصرية في المستشفى بدفنهم ؛ ألا أن أدارة المستشفى قالت أنها لا تملك القماش لتكفينهم ؛ ولهذا تكفلت (جمعية الجيل الجديد لمساعدتهم ) والجمعية توفر االغذاء والكساء لهم وغطاء داخل السجون . ويذكر أن الجمعية التي تسمى نفسها (جمعية الجيل الجديد لحقوق الانسان في سيناء) يراسها السيد حمدي العزازي تقوم بتقديم خدمات للاجئين السودانيين السجناء أو من هم في ظروف سيئة داخل السجون كما يقول السيد العزازي ؛ (لكن أقواله في حاجة ألى تدقيق أكثر).
31 جانويري توفى اللاجئ السوداني (ياسر) من جروحه التي رقد بسببها أطول فترة . ويذكر أن ياسر تعرض لعملية إجرامية خطيرة فقد قام مجموعة من عصابات البدو المصريين بشوائه على الجمر وذلك غضبا بسبب عجز عائلة الضحية في السودان دفع الفدية التي طلبوها وهو مبلغ قدره 20 ألف دولار كما ذكرت تقارير و 10 ألف دولاؤ ذكرت تقارير أخرى .
وتم نقل ياسر الى مستشفى العريش بين الحياة والموت وظل بالمستشفى وقد أجرت صحيفة اليوم السابع المصرية في عددها 154 الصادرة في يوم الإثنين الموافق 31 اكتوبر2011م تحقيقا بقلم الصحفية أمل صالح ؛ ونشر التقرير تحت عنوان "تقرير أستقصائي عن تجارة أعضاء الأفارقة في سيناء) . ألا أ ياشر لم تتوفر له أي مساعدة طبية ولم يجد علاج برغم مساعي بذله منظمات اللاجئين . توفى بعد صراع مع جروحه و دفن في صبيحة اليوم الثاني .
في أول فبرير 2012 ذكرت تقارير مقلقة واردة من السجون المصرية أن حالة السجناء السودانيين بسجن القناطر شمال القاهرة صعبة للغاية ؛ وظلوا يعيشون ظروف إنسانية وصحية بالغة السؤ في سجنهم لفترات طويلة ؛ وقد قاموا بتنظيم إضراب عن الطعام خلال الأيام الأخيرة من شهر جانويري هذا العام . و بينهم حالات مرضى لم يتم معاينتهم من قبل الأطباء. ويعيد قسم الرصد الصحفي في مركز السودان نشر أسماء اللاجئين السودانيين في سجن القناطر حاليا : أبوالقاسم ابراهيم الحاج (مسجون دون محاكمة منذ يناير 2010 ف) فيصل هارون محمد (مسجون دون محاكمة منذ يناير 2010 ف) ادم عبدالله يحيي (مسجون دون محاكمة منذ يناير 2010 ف) حسن محمود محمد (مسجون دون محاكمة منذ يناير 2010 ف) معتقلون من عام 2011 ف محمد عبد الرحمن عبد الله الصادق ادم عبد الله أحمد جبارة كافي عبد الله عبدالباقي التوم ( معتقل منذ 27 أوت 2011ف . وقد تعرض للتعذيب في سجن الإسماعيلية ولا يزال يعاني ) عبد الحكيم على إسحاق (معتقل منذ 27 أوت 2011ف . وقد تعرض للتعذيب في سجن الإسماعيلية ولا يزال يعاني ) وليد عثمان عوض الشيخ سعد الدين حمودة عبدالحليم علي اسحق إسماعيل داؤد عبدالله عبدالباقي اسحق جيمس جون ريالو بيتر جيمس بيتر حسين () أمير أبكر إسحق
ويخشى أنه في ظل التطورات السياسية المتصارعة التي تشهدها القاهرة هذه الأيام أن لا تجد المنظمات الإنسانية فرصة تلتفت ألى اوضاع المسجونين اللاجئين. يجدر ذكره ؛ أن أعمال التسلل والتهريب مستمرة إلى دولة أسرائيل عبر مصر بنشاط عصابات من البدو الرشايدة في شرق السودان والبدو المصريين في شبه جزيرة سيناء و تحت إشراف ونشاط مباشر من عناصر فاسدة في الأجهزة الأمنية في البلدين . وتتم عمليات كبيرة لتهريب المدنيين من دولتي الهبشة والسودان عبر البر بمثلث شلاتين وحلايب كما تتم عمليات تهريب عبر مطار الخرطوم ومطار القاهرة بمساعدة عناصر الأمن في تلك المطارات . وتنشط عصابات البدو من الرشايدة في شرق السودان في سرقة الفتيات من السودان ومن دولتي الهبشة ويتم بيعهن لاغراض الأسترقاق الجنسي للعصابات البدوية في شبه جزيرة سيناء . وذلك بحسب إفادات الضحايا من الدولتين . وأن عدد الفتيات المخطتوفات خلال العام يناهز نحو 20 فتاة . وغالبا يقتلن بعد تعرضهن لعمليات الإغتصاب الوحشي على يد عصابات البدو. إن زيادة أعداد المتسليين إلى دولة إسرائيل من السودان ترجع بالدرجة الأولى للأسباب السياسية والإقتصادية التي يعيشها البلاد ويؤثر ذلك مباشر على الإستقرار والأمن . فالنظام الحاكم في الخرطوم إذ يتبنى تطبيق سياسية التميز العرقي-الثقافي رسميا اليوم يعد أكبر خطرأ على حياة الإنسان ؛ وهذه السياسة الخطيرة تتمظهر مباشرة في حالة حرب الإبادة على القوميات المنحدرة من الأصل الإفريقي في جبال النوبة والأنقسنا ودارفور وشرق وجنوب البلاد؛ و حالة الإفقار الممنهج لذات القوميات التي تحيا في فقر متقع .مؤخرا طبق النظام قوانين تهدف إلى فرض التجنيد القسري على الشباب من تلك القومياتالتي تسكن أطراف المدن الكبرى وسكان الكنابي من الفلاحين في مقاطعات القضارف والجزيرة وحلفا الجديدة ؛ وهكذا تدفع هذه السياسيات الشباب للتفكير في الهجرة لدرجة إرتكاب المخاطر فرارا من البلاد. إن تعامل الدولة المصرية بالمستوى الرسمي مع ظاهرة الهجرة والتسلل إلى أسرائيل عبر أراضيها ومنذ سبع سنوات ظلت تشكل مصدر خلق دولي وإنساني لعدم حضارية التعامل ومخالفتها للعرف الدولي والإنساني ؛ فمصر لا تراعي الظروف الموضوعية للضحايا المدنيين الفارين في بلادهم ؛ بل تبدو متماهية معها لمصالح سياسية . وبشكل غير مبرر يطلق شرطة الحدود النار على المدنيين . ثم أن وضع المتسللين في السجون المصرية ذات الصيت السيئ بظروفها بالغة السؤ هو أسؤ من المعاملة غير الأخلاقية والقاسية جدا التي تبديها عصابات البدو والشرطة في الحدود من قتل للمدنيين وترويع وتعذيبهم وعدم إسعاف المصابين ومنع الطعام والشراب عنهم حتى الموت .
وأن مصر بقدر ما إنها مطالبة بإتخاذ إجراءات وتدابير صارمة لوقف نشاط العصابات المصرية هي مطالبة بأقصى سرعة في إعادة النظر بشكل جذري في سياساتها وتعاملها الغير اإنساني مع المدنيين المتسللين ؛ وعليها العمل على تسليم الحالات إلى المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة لمنظمة الأممالمتحدة أو إخطار المفوضية بتلك الحالات بدل وضعهم في السجون ؛ وعدم ترحيلهم إلى بلادهم ؛ حيث إنه من المؤكد أن هناك حالات راغبة في تقديم طلب حماية إلى مفوضية اللاجئين . وإن وقف هذه المأساة الإنسانية بشكل نهائي يكمن في معالجة جذرية للأسباب الأصلية الدافعة للفرار من البلد الأم ؛ وإنه منتظر تعاون وتضافر جهود سودانية محلية وإقليمية ودولية من أجل إحداث التغير الكبير في السودان .
مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 4فابريواري 2012ف