ياسر فضل المولى مثلما نخطط ونحلم ونقترب من إدراك أمانينا أوقاتاً ونبتعد مثلها، يقترب منا القدر في هدوء لا نحس بوقع خطوه على مسام الجسد ولا فوق حواف الروح. إيقاع العصر المتلاحق ورتمه العجول أخذ معه كثير من المحطات، فلم نعد ندرك هل قطار الحياة مازال ممدوداً على (السكة) أم استعاض عن عجلاته بجناحين وطار. فها هي أيام العمر تتطاير مثل وريقات يابسة، وتذوب على متن السنين مثلما تذوب فقاعات (تفرقعت) على أكف الاطفال. كثيراً ما أحدث نفسي إن كان بمقدوري الامساك باللحظات السعيدة – وما أندرها - وتقييدها بحبل الذاكرة علها تبدد وجع الغربة، وتطفئ نيران الوحشة، فاذا بالذاكرة نفسها تحتاج إلى من يذكرها بأنها ذاكرة . فأين لي من موضع أدس فيه جميل الذكريات من تعدي واقع ارتدى كل ثياب القبح وحام بها في الشوارع. إن رحيل الصديق الزميل أحمد آدم.. سلب من باقي الجمال جمالاً وابدل عشم اللقيا خيالاً وبدد في دروب القلب آمالاً... فيا ويح قلبي ويا وجع روحي ويا طول همي وزيادة غمي من أيام قادمات لن ترى حراك أحمد وليال كالحات لن تضئ (بفلاشات) أحمد.. وكثير من مناسبات ستفتقد صور أحمد وبعض لقطات رائعات ستذهب حيث ذهبت كاميرا أحمد. أين أنت أبا أيمن.. بل أنت هناك عند رب كريم وخالق رحيم، زرع في قلبك حب الناس فبكاك كل الناس.. خلق روحك من جمال فعشت جميلاً ومت جميلاً تردد سيرتك العطرة الركبان. نعم أنت الآن في رحاب العزيز المقتدر.. الحنان المنان رب الجن والإنسان إلهي الذي سواك رجلاً تعزه الرجال، وأخا يبز المحال ونبيلاً كريم الخصال ..فإن كنا نشهد لك بطيب السريرة فإنما نرجو الله أن يتقبلك مع الحور وأهل الجنان. عزائي لكم جميعاً.. أسرته الممتده في السعودية والسودان ولكم أخوتي في جمعية الصحفيين السودانيين الذين كنتم نعم الإخوان في ذاك اليوم العصيب .. وعزائي لكل من يعرف أبا امجد من سكان المهاجر من بني وطني وللإخوة السعوديين الذين عرفوا أحمد لأكثر من عشرين عاماً.. فنعوه وبكوه ب 255 تعليقاً على خبر وفاته في صحيفة "سبق" الالكترونية التي أعزي جميع، ورئيس تحريرها الأستاذ محمد الشهري ممن ترجموا معانى الأخوة الاسلامية في أفضل صورها . وما دام المقام مقام تذكر وعبر، فإن غياب الإخوة في رابطة الإعلاميين عن سرادق العزاء واكتفاء بعضهم بالحضور إلى المقابر أحزنني كثيراً، وكنت أتعشم في حضور كثيف لإخوة زملاء وأصحاب قلم يفترض أن يدعو إلى الفضيلة .. كما كنت انتظر حضوراً (بدهياً) من أركان السفارة، وبعض (سكانها) من قادة منظمات المجتمع المدني برياض الخير، لكن العشم لحق بالفقاعات أعلاه وذاب في فضاء أسود مدلهم الغيوم غير واضح الرؤية تمطر فيه سحائب الإخاء دمعاً سخيناً يحكي قساوة واقع مرير لا يتعظ ولا يعتبر. إن غياب السفارة عن عزاء الإعلامي الكبير الذي كان خير سفير لبلده أمر لا يرضاه أحد، ولعل حسن سيرة الرجل وطيب معشره ومهنيته العاليه – كونه صاحب أشهر لقطة رياضية للأسطورة ماجد عبدالله جعلت لأحمد مكانه وتقدير عند الأشقاء السعوديين، وهذا مادفعهم للحضور الجميل في المستشفى والمقابر والعزاء فما بالك يا بيت السودان الذي يصر إصراراً على صد الباب في وجه من أبى الإنقاذ وفتحه على مصراعيه لمن توالى أو تمكن . جملة حزينة : أما أنت ياخي وحبيبي الأستاذ حسين حسن رئيس جمعية الصحفيين فلعلك بعد هذا (الغياب الدبلوماسي) تعذر السفير وأركان حربه لغيابهم عن حفل الاحتفاء بك وانت تشرف وطنك، وتنال جائزة الحوار الصحفي من نادي دبي للصحافة، وتكرم من حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات ...فالقوم أبا حسن (مشغولون مشغولين مشاغيل شغل )عن هذه (الفارغة) بمن سيتمرد ومن سيتحالف، وبعضهم سارح هناك في آبار قفلت وخزائن جفت، وقرى هجرت وحركات عاملة "حركات ". أو لم يكن السفير أحمد يوسف منكم سادتي ولا الباهي ولا الرشيد والمصباح وحماد؟؟