كلام الناس *من البدائل المطروحة لسد الفجوة في الإيرادات العامة الاهتمام بالزراعة التي للأسف تم إهمالها، فيما كان الأهم هو حسن توظيف موارد النفط لصالح الزراعة والثروة الحيوانية، ولكن للأسف تركت الحكومة هذه الثروات وركزت جل اهتمامها على النفط وذلك أثر سلبا على المشاريع القائمة وفي مقدمتها مشروع الجزيرة وعلى المشروعات الجديدة مثل سندس وكنانة والرهد. *ليس الوقت وقت بكاء على أطلال السياسات الاقتصادية التي انتبهت الحكومة- بعد منعطف اللوى- الى آثارها السالبة بعد خروج نفط الجنوب من حصة ايرادات الميزانية العامة، وانما المطلوب اضافة لإنفاذ البرنامج الإسعافي للاقتصاد بصورة جادة التركيز اكثر على دعم الزراعة وتشجيع المزارعين الذين هجروها بعد المصاعب والويلات التي واجهوها في الأعوام الماضية والتي دفعت بعضهم للوصول إلى حالة الإعسار والدخول في الحراسات والسجون. *صحيح أن مشاكل العطالة وسط خريجى الجامعات والمعاهد العليا تكاد تكون عامة ولكن المؤسف حقا وجود عطالة وسط خريجي كليات الزراعة والبيطرة رغم الحاجة الماسة لهم في إحياء المشروعات الزراعية وحماية الثروة الحيوانية وتنميتها للاستهلاك المحلي وللتصدير. * من ضمن المشروعات التي طرحت لتشغيل خريجي الزراعة مشروعات السكن البستاني التي تم طرحها عام 2003 ، الأمر الذي تفاءل به الخريجون لأنه يتيح لهم السكنى والعمل المنتج معا، فسعى جميع اعضاء اتحاد المهندسين الزراعيين لاغتنام هذه الفرصة وحضروا من جميع انحاء البلاد وحتى من الخارج ودفع كل المتقدمين الرسوم المطلوبة (كاش داون) واعطوا شهادات تثبت ملكيتهم للأراضي وحددت مواقعها في شرق النيل. *كانوا يحلمون بأن يحولوا هذا الأراضي لمشروعات زراعية نموذجية الا أن فرحتهم لم تكتمل حيث تم نزع الاراضي منهم بحجة وجود ملاك لها إلا أن الاتحاد صعد الأمر عبر المحاكم وحكم القضاء بتعويض المتضررين من المهندسين الزراعيين في مناطق أخرى ولكن للأسف لم يتم ذلك حتى الآن. *هذا نموذج من نماذج الإحباط الذي يعاني منه خريجو الزراعة، نذكره هنالك على سبيل المثال ونرى أن الاهتمام بالكادر البشري في التنمية لا يقل أهمية عن أي عامل آخر من عوامل الإنتاج الأهم لمحاصرة تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد.