المهنيه العاليه هي واحده فقط من مميزات كثيره يتمتع بها هذا الانسان ، حتي انني ومن فرط اعجابي به وبما يحمل من قيم وميزات تنقصنا لبناء امه متحضره ، احيانا تراودني فكره ان نجعل من المكوجي المثل الاعلي للدوله بعد ان فشلت النخبه السياسيه والنكبه العسكريه في تحقيق اي تقدم في هذا المضمار . ولا اخالني بمشتط في هذه الامر للاساب الاتيه. اولا راس دولتنا المنتظر يتميز بسعه صدر معقوله فصيح انه ليس ودودا تماما ولكن خلال عدة سنوات من ترددي علي محل المكوجي لم اجده مهتاجا ولا محتدا مع اي احد وتلك لعمري ميزه ليست بالهينه فسعة الصدر والكلمة الطيبه صارتا من الامور النادر عند الشعب السوداني ، فذات مره احصيت 4 شجارات (خلال 20 دقيقه فقط) في صف بمحطة وقود بالسوق العربي، تفاوتت قوة الاشتباكات فيها (من متوسطه الي عنيفه جدا ) بسبب شح وقود عارض في العاصمه ذلك اليوم ، وهذا الامر غير مرتبط بفئه او طبقه اجتماعيه معينه ، فالجلافه صارت (كالمسكيت) داء وطنيا اصاب المجتمع من (شعر راسه حتي اخمص قدميه) يستوي في ذلك الرئيس والخفير ومساعد الرئيس ورئيس النادي . ثانيا احترام الوقت علامة فارقه للتمييز بين الامم من حيث قابليتها للنهوض ، وفي ما يلي المكوجيه فان مسالة الوقت عندهم مقدسه فغدا الساعه الرابعه تعني كذلك ويمكنك ضبط مصالحك المحليه التي تعتمد علي الملابس علي هذا التوقيت ، وفي مجتمعنا حيث حيث عبارة (تعال الاسبوع الجاي ) هي اكثر العبارات استخداما في دواوين الدوله ، ويلزمك بعدها ان تستعين بحاسه سابعه للحضور في اليوم الموعود و الساعه المنتظره ، واي تاخير سيرسلك الي اسبوع لاحق حيث ان القاعده العامه تقول (لا يوجد سوداني علي عجله من امره) ، وانا علي يقين من انه في دولة المكوجيه لن يتم الاحتفال بافتتاح في 2010 لمشروع كان يفترض ان ينتهي العمل به في 2001 ، (ولو حصل هذا التاخير العشر قرني) فان المكوجي اركانحرب رئيس الدوله لن يعتبر ذلك انجازا يستحق التكريم . وثالث تلك الصفات الجديره بالاحترام عند المكوجي ، هي المقدره الفذه علي التاقلم علي العيش 24ساعه في اليوم7ايام في الاسبوع في مساحه لا تتجاوزالبضع امتار المتاحه من الموارد الذاتيه ،تضم كل حاجياته ومصالحه وسريرا علي قدر رجليه ، ففي ظني ان استاذ كرسي الاداره في اي جامعه لن يجد ابلغ من هذه الظاهره لشرح مصطلح الفعاليه (efficiency) لطلبته وتبيان الكيفيه الامثل لاستغلال للموارد ، وان طالبا تعلم من علي يد هذا الاستاذ لن يسمح (ان قيض الله له مقام المسؤليه ) لن يسمح لمستشفي بتركيب مصعدا بتكلفة مئات الاف من الدولارات في مستشفي يعاني شحا (حادا ومزمنا) في نقالات المرضي التي لا تتجاوز قيمة الواحده منها 15 دولارا ، وكذلك لن يصادق للجيش بميزانيه لتشيد حوض سباحه دولي وصاله للتخسيس اذا كان رادارالجيش الذي يحرس الوطن كفيفا تحوم حوله طائرات الاعداء . رابعا ومن تلك الصفات الواجبة التقدير هي الضبط المحاسبي الصارم ، فلا تكاد تظفر من المكوجي باي (Discount) فالعلبة الفارغه تحت طاوله المكوه كفيله بحل مشكلة الفكه ، ولن يكون بالامر الغريب اذا قام (بتشليع) ورقه من فئة ال 10 جنيهات الي عواملها الاوليه مستخلصا بذلك 20 قرشا من نصيب المحل وفعل امرا مشابها لاعادة حقوقك اليك ، لن اجزم بانه لن يكون هناك فساد حتي في دوله يقودها انسان بكل هذا الحس الصارم من تقديس الحقوق ، ولكن بكل تاكيد لن تتم ترقية السارق في دولة المكوجيه الحضاريه . خامسا اما اخطر ما يميز به هذا (المميز ) هي الذاكره الثاقبه ، فحتي ان حضرت الي احدهم اول مره او كنت عميل لديه من عدة سنوات ، فالامر لن يختلف ، فما ان ينظر اليك الا ويذهب (عدل) متجاوزا عشرات المئات من الملابس يزيح عدة مجموعات منها ليحضر اليك ملابسك – ومن النادر جدا ان تختلط عليه الامور- ونحن في (وطن يعيش بلا ذاكره ) ويلبس كل فردا ملابسا ليست له ،وتلتبس علينا كل امورنا ، ففي مدينة عطبره سمعت ان طبيبا كان يقود رقشه في اوقات فراغه لان دخله كطبيب لايكاد يقيم اوده ، وبالمقابل قرات موخرا عن سائق رقشه عمل طبيا في ذات المدينه ، وفي الخرطوم توجد حديقتان احدهما تمجد الشهيد (القرشي) والاخري تحمل اسم الرئيس (عبود) الذي قتل القرشي ، فحالة الزهايمر التي قتلت ذاكرتنا تجعل القاتل عندنا بطلا والمقتول عندنا شهيد ..... خلاصه. فلو صبرنا علي حكومه للمكوجيه بمقدار نصف ما صبرنا علي حكومات العسكر (ونحن شعب ندمن الصبر غير الجميل) لكان لنا وطن يقف علي قدميه وتهبط طائرته علي ثلاثه اقدام