[email protected] حاتم الجميعابي دشنت مجموعة عقد الجلاد الغنائية ألبومها الجديد " يابا مع السلامة" بالمسرح القومي بأمدرمان والذي حمل عنوان(يابا مع السلامة)و مجموعة من الأغنيات في كرنفال إحتفالي غير مسبوق قدمت فيه (7) أغنيات (يابا مع السلامة للشاعر محجوب شريف ، صداح الغناء – وطواقي الخوف للشاعر محمد طه القدال، وأغنية الشارع كلمات محمد علي عثمان فاضلابي، يا شبيه البدري، ذاهباً للنجوم كلمات عبدالمنعم ابراهيم والريح الهوج كلمات عادل ابراهيم محمد خير، وسط حضور جماهيري كبير كعادة مثل هذه الإحتفالات التي درجت الفرقة على قيامها، وشملت برنامج الإحتفال فقرات تكريم لمجموعة من المشاركين منهم زوجة الشاعر الفذ محجوب شريف وكذلك كرم القطاع الثقافي بنادي المريخ المجموعة، حيث خصصت الفرقة جزء من ريع هذا الحفل لمستشفى سرطان الأطفال في لفت بارعة وسباقه و مساهمة في بناء هذا الصرح العملاق، وأكدت هذه اللفته فيما اكدت على دور الفنانون والمبدعون في قضاياهم وربطهم بمجتمعهم من خلال تبني مثل هذه المبادرات . بدأ نشاط مجموعة عقد الجلاد الغنائية في عام 1984م ببعض المحاولات لجمع النصوص و تلحينها و الإلتفات بشكل جاد للغناء الجماعي كصيغة متأصلة في المجتمع السوداني ، ومن ثم بدأ الالتقاء والتشاور وكان للأستاذ عثمان النو فضل المبادرة والإجتهاد في خلق الفكرة و تدعيمها بالألحان و النصوص التي حالما وجدت القبول و من ثم بدأ التجمع حول الفكرة وبداية معسكرات البروفات التي إستغرقت وقتاً طويلا إلي أن أصبح للمجموعة أعمالاً مكنها من وضع برنامج كامل خاص بأعمالها . وفي ديسمبر من العام 1988م سجلت المجموعة سهرة تلقزيونية في التلفزيون السوداني لاقت نجاحاً كبيراً و كانت هذه بداية النشاط الفعلي .إذ بدأت المجموعة في إقامة الحفلات الغنائية الجماهيرية وقد كانت و مازالت حفلاتها الأكثر جماهيرية بالسودان، وتضم هذه الحفلات مختلف الفئات العمرية، سيما الشبابية، فماذالت الفرقة تواصل هذا الجهد الإبداعي بحيث شكلت علامة فارقة في خارطة الأغنية السودانية بمختلف التعبيرات، وتناولت هذه الفرقة مختلف اللونيات الغنائية ومن مختلف بقاع السودان. مثلت هذه الفرقة عنواناً للإلتزام الجاد بمضمون الأغنية الرصينة الوطنية منها والعاطفية وأصبحت بذلك نجمة في سماء الغناء السوداني الجماعي "الكورالي" رغماً عن أنه تواجهه مجموعة من الأشكاليات قمتها الإستمرارية بنفس ألق الميلاد. ولكن بنَت عقد الجلاد نفسها وتجربتها على فكرة وأهداف ورسالة لذلك تجددت كلما بدأ نجمها في الأفول فحققت بذلك وحدة الفكرة وتحدي الإستمرارية بضمان الأصالة، بالتالي خلقت لنفسها جمهوراً كبيراً يحتفل معها في كل مناسبة ويقف معها في أحلك الظروف التي تمر بها الفرقة وما أكثرها.. وفلعقد الجلاد جمهور يوزن بالذهب الخالص، سباق في كافة مناسباتها، إرتبطت هذه الفرقة بجمهورها حد الدهشة، فالملاحظ لهذه التجربة الغنية يجد نفسه أمام تراث كبير من الأغنيات وعدد لا يمكن حصر ممن تعاقبوا على الفرقة من مؤديين وموسيقيين، رابطهم الوحيدة البذرة التي افنوا سنين عمرهم لتنبت زهرة (عقد الجلاد) ونتفوح نسيمها خلال (28)عاماً ، تعاقب من تعاقب وأصبحت عقد الجلاد تاجاً على جميع الرؤس ينهل منهم كل متستمع للموسيقى والألحان والتجارب المختلفة. يابا مع السلامة، يعتبر لحظة ميلاد جديدة لهذه المؤسسة الراسخة في وجداننا، ويعتبر كذلك من الإضافات النوعية ومؤشراً صحياً لإنتقال الفرقة إلى معانقة المجد والخلود في ذاكرة الغناء االجماعي، إذاً التحدي الماثل الآن أمام الفرقة هو حتمية تواصلها مع جمهورها ومحبيها يتطلب أن تفرد مساحات أرحب للتلاقي الوجداني وأن تقفز الفرقة عن الخلافات، لتصبح معبرة عن وجدان هذا الشعب وتراثه العظيم، وأن تخضع الفرقة نفسها في طاولة التشريح وتمُلك جمهورها دائماً وحدة الفكرة التي تأسست من أجل عقد الجلاد لتحقق الوعي بأهداف هذه المؤسسة التي ولدت عملاقة ومازالت، وأن تحقق التواصل بين المبدع ومجتمع، وأن تُأسس وتهيئ نفسها لمستقبل أهم سماته التوجه الواعي نحو أدبيات الصمود أمام الرياح التي تحاول أن تجرف عقد الجلاد عن فكرتها الأساسية مضمونها، وكذا تحدي الإستمرارية والمصير.وتبقى عقد الجلاد فكرة ورسالة وفناً أصيلاً، وهي تتحمل عبء أن تضيء شمعة قبل أن تلعن الظلام، في الوقت الذي أفل نجم مُعظم الفرق الغنائية التي نشأت معها ..