الحب لغة هو الود وهو ذلك الشعور الداخلي الذي يغمر الإنسان عند رؤية المحبوب ويرقص القلب له طرباً والحب أنواع منه ما هو بالفطرة ومنه ما هو مكتسب والحب بالفطرة هو حب الأم لأولادها وحب الأخ لأخته وحب المخلوق لخالقه وهو أعظم أنواع الحب وهو مجرد من الشهوات ولا يحدث إلا بعد تغلغل الإيمان التام في قلب من يحب والخضوع لله عز وجل يجعل الإنسان يسمو بروحه وحبه ويحس بان الناس جميعًا إخوة له في الإنسانية يتألم لألمهم ويفرح لفرحهم ويحب لهم ما يحبه لنفسه وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الإيمان [لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ] وهنا نجد إن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط الحب مع الإيمان ولا يحدث الحب إلا بعد الإيمان وان الرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم وكل ما يقوله الرسول الكريم صدق [وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى] ويعلم جيداً بان الإيمان هو السبب في حب الناس بعضهم البعض هو أسمى واصدق أنواع الحب بلا محالة. أما الحب المكتسب هو حب الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها وذلك لأنه يتم عند لقاء كل منهم الأخر ويختار كل منهم الأخر وذلك عند اللقاء وشعور كل من الزوج أو الزوجة بحب الأخر قبل أو بعد الزواج. أما أن يكون هناك عيداً للحب هذا ما لم نعتد عليه في حياتنا إلا في هذا القرن وذلك نتيجة للتغيير الكبير الذي حدث في العلاقات الدولية وكما يقولون بان العالم صار قرية صغيرة وذلك بفضل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة وخاصة الشبكة العنكبوتية لذا لابد لنا أن نتأثر بجميع الثقافات الصالح منها والطالح ما دام أننا عايشين على وجه البسيطة ونستقبل ما يبث عبر الكثير من القنوات الفضائية وكل ذلك يحتاج منا إلى وعي وإدراك جيد خاصة لتوعية أجيالنا والأخذ بأيديهم ليأخذوا الصالح ويتركوا الغث منها ومن الأشياء الدخيلة علينا مجموعة من المناسبات ما انزل الله بها من سلطان ولا حدثنا ديننا الكريم عنها مثل اعياد الميلاد – عيد الأم – عيد الحب كلها عادات دخيلة علينا وفيها استغلال كبير لمشاعر الناس الذين ينجرون وراء هذه الأعياد وخاصة الشباب منهم سواء من الناحية الاجتماعية أو الأخلاقية وحتى من الناحية الاقتصادية ولها دلالتها ومأربها عند الذين ابتدعوها أما لمعتقداتهم الدينية أو حتى لأسلوب وطريقة الحياة الاجتماعية التي يعيشونها لأن حياتهم الأسرية فيها خلل كبير وهذه الأعياد ربما تؤدي إلى جمعهم وتذكيرهم ببعضهم البعض مرة في السنة لهم اعيادهم ولنا اعيادنا التي بالتاكيد لم يشاركونا الاحتفال بها. لكن هل يا ترى نحن فعلاً في حاجة لمثل هذه الأعياد وخاصة عيد الحب هذا الآن ربما نعم لأن الكثير من ثقافتنا وعادتنا بدات تتغيير وتتشكل وفقا لمعايير اخرى اخترقت جدار خصوصيتنا او لأن الحب في زماننا هذا صار عند البعض مصلحة لا اكثر وربما الاحتفال بمثل هذا اليوم يذكر البعض بمعنى الحب ويجعله يشعر ويحس بالحب المجرد من المصلحة للآخرين لكن صدقوني هذا لا ياتي بمثل هذا اليوم وهذه الطريقه في الاحتفال وهذه الالوان الحمراء ولكن بتقوية الإيمان في قلوبنا وابتعادنا عن التقليد الأعمى الذي حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " لتتبعن سبل من كان قبلكم ذارعا بذراع وشبرا بشبر وذا دخلوا جحر ضب دخلتموه" نسأل الله أن يجعل أيامنا كلها عامرة بالحب بيننا. السيدة إبراهيم عبد العزيز عبد الحميد [email protected]