يكتب إلينا الأخ بابكر رحمة الله محمد أحمد جارة رداً على يوسف الكودة حول ما جاء في صحيفة فنون يوم السبت بتاريخ 11 يناير2012 العدد 832 حول ما يسمى بعيد الحب. يقول ود جارة «رداً على فتوى الكودة «أعلاه» بجواز الاحتفال بعيد الحب.. إلى قوله واحتفالاتهم ومناسباتهم». قلت: لا أدري عن أي فكر وعن أي علم وعن أي فهم يصدر الكودة حتى خشيت أن أقول وعن أي دين وأي ملة ولكن الله عصم من ذلك. إن ليوسف الكودة فقهًا يمكّنه من التوقف عن التشبه بالكفار في الشكل فيرفض تسميته اليوم والمناسبة بالعيد ويقترح تسمية «اليوم» ولكن فقهه لا يسعفه بموقف من التشبه بالكفار في لهوهم ومجونهم وصرعاتهم بل إن الكودة لا يتوقف عند احتمالات الفسوق والفجور والمجون بل والفواحش التي يمكن أن تترتب على هذه الممارسة وهذا التشبه. ويقول الأستاذ ودجارة والأدلة من الكتاب والسنة والآثار الصحيحة في النهي عن مشابهة.. إلى قوله رواه البخاري ومسلم، لا شك أن مشاركة الكفار في أعيادهم يجلب مزيداًمن الضرر على النسيج الاجتماعي والأخلاقي والتربوي للمجتمع المسلم فهي تجمع أمرين من أقبح ما يمكن أن يكون فهي تجمع التشبه والموالاة في الدين. فالاحتفال «بعيد الحب» الذي يحتفي به الكودة ويفتي بجواز المشاركة فيه هو احتفال بعيد من أعياد الكفار وذلك موالاة لهم في الدين وهو يبطل أي مسعى دعوي يقصد به هداية هؤلاء القوم إنقاذهم من كفرياتهم وشركياتهم.. فكيف ندعوهم إلى تركها والتبرؤ منها ونحن نشاركهم فيها ونمارس معهم وجنباً إلى جنب كل ما يمارسونه من الفواحش والتفاهات. لعل الكودة يسره ويبهجه أن نقارن بين أقواله هذه ونعدها رخصًا وأقوال ابن عباس التي قال عنها المنصور وهو يوصي إمام دار الهجرة: تجنب شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس!!إن رخص بن عباس لا تزيد على كونها رخصاً.. وفي أصح الأقوال فإن ابن عباس عاد في أخريات أيامه ورجع عن أشهرها وهي تجويزه لزواج المتعة. إن رخص ابن عباس تبدو وكأنها شدائد في جنب شطحات الكودة الذي أقول وملء فيّ إنه لاحظ له من العلم ولا من الفقه.. وإن احتج علينا الكودة وأقسم الإيمان المغلظة إنه ذو حظ من الفقه والعلم صدقناه وقلنا له إذاً فليس لك حظ من الورع ولا من المعرفة بالله.. يعدد الآخ بابكر ودجارة الاعتبارات التي أدت إلى النهي عن أعياد الكفار فيقول: الشيخ الدكتور سعد أحمد سعد الموقر السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أتمنى وأطلب أن تنشر هذا الرد حتى يكون توضيحًا للحق وإظهارًا لكلمة الدين وينتفع بها المسلمون.. ولك منا جزيل الشكر والتقدير وزادك الله ثباتًا على الحق والدين بعنوان: عيد الحب وجواز احتفاله عند الكودة رد على فتوى الكودة بصحيفة «فنون» يوم السبت بتاريخ 11 يناير 2012م العدد «832» بجواز الاحتفال بعيد الحب الروماني النصراني، هذا العيد الذي استمر الاحتفال به حتى بعد دخول الرومان في النصرانية، وارتبط العيد بالقس المعروف باسم فالنتاين الذي حُكم عليه بالإعدام في 14 فبراير عام 270 ميلادي، ولا يزال هذا العيد يحتفل به الكفار في كثير من أنحاء العالم تخليدًا لذكراه، وندمًا على قتله وأصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسي ويتبادلون فيه القبلات والرسائل والهدايا والبطاقات التي ترمز للحب والجنس والاحتفالِ بِ«عيد الحبِّ»، أو ما يُطلقُ عليهِ «عيدُ العُشَّاقِ» ، أو «يوم القديس فالنتين»؛ تَشبُّها بذلك بأعداءِ الدِّينِ والملَّةِ الذين أَضلَّهم اللهُ وطمسَ على بَصائِرهم، ومحاكاةً لهم في خَصائِصهم الَّتي يَتَّسمونَ بها؛ وجَرياً على سَننِهم المخالفةِ لمنهاجِ قال تعالى «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا» مِمَّا تأسفُ عليه النَّفسُ أن كثيراً من الشباب في بلادنا يحتفلون في بعيد الحب ويجعلون له مراسم وطقوس وبرامج وإقامة حفلات مختلطة في النوادي والحدائق ، بل كثيرًا ما تحصل فيه كثير من الجرائم والحوداث والممارسات غير الأخلاقية حتى نسبة المخالفات في هذا اليوم ترتفع في أقسام الشرطة بولاية الخرطوم خاصة. وللأسف قطع د الكودة بعدم حرمة الاحتفال بعيد الحب إلا أنه دعا في الوقت ذاته إلى وجوب تغيير اسمه من «عيد الحب» إلى يوم الحب وأقول له ولأتباعه كمثل الذين يشربون الخمر ويستحلونها بتغير الاسم كما قال صلى الله عليه وسلم: يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يُضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير هذا تبرير وقياس في غير موضعه بل يجب محاربة هذه المظاهر الاحتفالية وهي أقبح وأرذل المناسبات عند النصارى وأتباعهم من أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه واحتفالاتهم ومناسباتهم.. والأدلة من الكتاب والسنة والآثار الصحيحة في النهي عن مشابهة الكفار فيما هو من خصائصهم ومن ذلك مشابهتهم في أعيادهم واحتفالاتهم، ومما جاء في النهي عن خصوص المشابهة في الأعياد قوله تعالى «وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا« في ذكر صفات عباد الله، فقد فسرها جماعة من السلف كابن سيرين ومجاهد والربيع بن أنس: بأن الزور هو أعياد الكفار، وأقوال الصحابة وتفسير ابن عباس لقوله «وإذا مروا باللغو» بل عد كبار الأئمة كالدرديري «من المالكية» من القوادح في الشهادة التي توجب الفسق «أن يلعب يوم النيروز» أول يوم في السنة القبطية وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم: وثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: «ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر» خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح. وصح عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أنه قال: «نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها من وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم» خرجه أبو داود بإسناد صحيح. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم، وقال أيضاً: اجتنبوا أعداء الله، بل إن عمر رضي الله عنه ثبت عنه أنه اشترط على أهل الكتاب إن أقاموا ببلاد الإسلام ألا يظهروا شيئًا من أعيادهم ووافقه جميع الصحابة على ذلك، وَكَانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّم يُحذِّرُ أصَحابَه وسائِرَ أُمَّتَه مَنْ سُوءِ صَنيعِ الأممِ قَبلَه، وَيُخبرهم بما في ذلكَ مِنْ سَخطِ اللهِ وغَضبهِ، وَأَنَّهُ مما لا يَرضاه؛ خَشيةً عَليهم من امتثالَ طُرقِهم. وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يُحبُّ مُخالفةَ أَهلِ الكتابِ وسائرِ الكُفَّارِ، وَكَانَ يَخافُ على أُمَّتِه اتباعَهم. لتشبه بشعائر النصارى وعاداتهم فيما هو من خصائصهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من تشبه بقوم فهو منهم» رواه أبوداود. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم «قال الصحابة يا رسول الله :اليهود والنصارى قال:فمن» رواه البخاري ومسلم. والنهي من أعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها: 1/ أن مشابهتهم في بعض احتفالاتهم يوجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم بما هم عليه من الباطل. والمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي. 2/ مشابهة الكفار في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان كما قال تعالى «يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» ، وقال سبحانه «لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» الآية.: بناءً على ما تقدم فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً أن يقيم احتفالات لأعياد لا أصل لها في دين الإسلام، ومنها الألفية المزعومة، 3/ نوع من أنواع المشاركة والتعاون والإعانة وقال الله تعالى «وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ».كما لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ومن ذلك: إشهار أعيادهم وإعلانها، ولا الدعوة إليها بأي وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام، أو نصب الساعات واللوحات الرقمية، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية، أو طبع البطاقات أوالكراسات المدرسية أو إيجار محلات، أوغير ذللك 4/ دعوة للرذيلة وليس للفضيلة هي إشاعة الفاحشة والرذيلة وإقامة العلاقات غير الشرعية بين أبناء المسلمين من خلال الحفلات المختلطة والبرامج والسهرات المشبوهة والحب العشق والغرام المحرم، واشتغال القلب بما يضعف إيمانه ويقوي داعي الشهوة فيه. . يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء وغير ذلك من المحرمات 5/ فيه مشابهة للكفار وتقليد لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبه بهم فيما هو من ديانتهم وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود إن محمدًا يريد أن لا يدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه. ولذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان حريصًا ان لا نتشبه باليهود والنصارى واشباههم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من تشبه بقوم فهو منهم» رواه أبوداود. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم» قال الصحابة يا رسول الله: اليهود والنصارى قال: فمن »رواه البخاري ومسلم، والاصل في دين الاسلام مخالفة المشركين لذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :خالفوا المشركين واقول لدكتور الكودة الفتوى بالجواز في الوقت بالذات وفي هذه الأيام بالذات ولشباب هذا العصر تحتاج لوقفة ونظر حال السائل الذي يسأل وادعو الكودة إلى مراجعة فتواه قبل ان يلقى الله ويكون افتى برأيه في الدين واقول لأتباع الكودة حزب الوسطية نحن مأمورون باتباع كتاب الله وسنة رسوله والسير بهدي أصحابه وقال ابن عباس رضي الله عنه: «ويل للأتباع من عثرات العالم. قيل: كيف ذلك؟ قال: يقول العالم شيئًا برأيه، ثم يجد من هو أعلم منه برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيترك قوله ذلك، ثم يمضي الأتباع، أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ويقينا شر الفتن ماظهر منها وما بطن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. د بابكر رحمة الله محمد أحمد قسم الثقافة الاسلامية -جامعة المغتربين وأنا أظن والله أعلم وأعوذ بالله من أتألى على أحد مهما كان رأيي فيه ولكني أقول قولي هذا حدبًا على الكودة وحرصًا منى على هدايته.. إن الكودة لا ينقصه الفقه ولا العلم .. ولكنه يحتاج إلى شيء من التوفيق.