كلام الناس *التقيت به لاول مرة وهو في طريقه للخرطوم مودعا عالم الطباشير لينتقل الى رحاب العود والنغم الجميل،استمعت اليه اول مرة ايضا عندماكان يغني علي سلم القطار للناس البسطاء الذين كانوا يستقبلون القطارات في محطاتهم ليتفرجوا على ناس المدن وهم يعرضون عليهم بعض انتاجهم للبيع وكان في ذات القطار الموسيقار الكبير محمدية قادما من بورسودان الى الخرطوم وكانهما على موعد للقاء في دنيا الفن والا بداع *من اوائل الاغاني التي استمعنا لها في تلك الفترة(يا سلام منك انا اه)و(اسمري اللونا)التي كان يؤديها باللغة النوبية طربنالها دوز ان نشعر بانها من تراث مختلف فقد كنا نطرب لكل ماهو جميل بغض النظر عن هويته التراثيةوظللنا نطرب لكل اغنياته سواء كانت للمحبوبة ام للوطن او الشعب *طربنا ل(صدفه)و(نور العين)و(القمر بوبا)و(اشوف في شخصك احلامي)و(امير الحسن)و(الناس القيافة)و(وسط الدايرة)و(الطير المهاجر)و(الود)التي ابدع في اعادة توزيع موسيقاها الفنان العالمي انريا رايدر ،كما طربنا لاغانيه الوطنية الخالدة (راية الاستقلال)و(اكتوبرالاخضر)و(يا شعبا لهبك ثوريتك)،وطربنا لاغانيه النوبيةدون احساس بما اصبح يردد هذه الايام من كلام عن التهميش والهيمنة الثقافية فقد كان الراحل المقيم يغني لكل اهل السودان التليد،كنانحبه بكل ما يمثل من ثقافةتجسد التنوع الثر دون ان نصنفه سياسيااو جهويا او قبليا،كان يطيب لنا الجلوس والاستماع لعظمة فنه كما كان يطيب له الجلوس للشعب وجمهوره تقديرا واحتراما وعرفانا *عندما عاد من الغربة الاضطراريةاستقبلناه بكل مشاعر الحب وحرصنا على حضور اللقاءات والليالي الغنائية التي مهدت لعودته النهائية الى اهله وشعبه سواء في منزل رجل الاعمال الكبير اسامة داوود ام في ارض المعارض ببري او في النادي العائلي،وكنا نحرص على التعبير عن مشاعرنا تجاه عطائه الفني الثر كما حدث في احدى حفلاته بارض المعارض *كنا نتابع اخباره قبل اجراء عملية نقل الكلى له وبعدها وذهبنا اليه في منزله بصحبةصديقه الصحفي الكبير شيخ المراسلين السودانيين محمد الفاتح سيد احمداحد بناة وكالة السودان للانباءان لم نقل احد مؤسسيها في عهدها الذهبي بقيادة ربانها الراحل المقيم الاعلامي الكبير مصطفى امين *احببنا وردي لانه كان يعبر عن مشاعرنا ويغذي وجداننابعظمةفنه، نعلم ان لكل بداية نهايةلان الموت حق وانه سبيل الاولين والاخرين،لذلك فاننا نودعه بذات الحب الذي خلده بيننا،سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يتقبله قبولا حسنا وان يلهم اسرته و اله وذويه ومحبيه وعشاق فنه الصبر وحسن العزاء *انا لله وانا اليه راجعون نورالدين مدني جريدة السوداني الخرطوم