أحداث ومؤشرات د.أنور شمبال [email protected] صار الاعلام في عالمنا اليوم جزءا من حياتنا اليومية كواحدة من وسائل الاتصال الجماهيرية المهمة لاي شخص والأهم لصانعي القرار، فهي كالماء والهواء لصناع القرارات المتعلقة بحياة الناس وتسيير أمورهم، ولا توجد بلد في عالم اليوم بلا صحافة اطلاقاً، بما فيها البلدان التي تعيش فوضى الحروب كالصومال، فيما يصف المال بأنه عصب الحياة وهو المحرك والقاسم المشترك لانشطة كل بني البشر لتعلقه بالمأكل والمشرب والملبس، ومن هنا تأتي أهمية الاعلام الاقتصادي، وخطورته عندما يتم التعامل معه باللامبالاة، واعتباره (كلام جرائد)، فانه حتما سيقود الى الجحيم. اسوق هذه المقدمة والذي يطلع على صحفنا يجدها تعج بالمشكلات والقضايا الاقتصادية المعقدة، فيما جل تصريحات المسئولين بشأنها هي بمجرد اطفاء حرائق، أو صب الزيت لاحراق ما تبقى، يصرحون بها لكسب رزق اليوم باليوم ثم يولون غير آبهين، ولا يهمهم ماذا يحدث غداً، وتنهزم اقوالهم بمرور يوم واحد أو اسبوع، لتطوى في سجل التاريخ، وتصنف في سجل التصريحات الكاذبة الخاطئة، لتبدأ سلسلة التصريحات من هذا الصنف مرة أخرى، فيما لا يدرون ان هذه التصريحات هي مضرة بالانشطة الاقتصادية ومضرة بالمواطن، والذي بات غير آبه بما يصدره المسئولون من تصريحاتهم (المعدولة أوالمعكوسة). هناك نماذج كثرة لتصريحات متناقضة من مسئولي القطاع الاقتصادي لا تسمح المساحة لذكرها، لكنني احيلكم لمراجعة تصريحات المسئولين المعنيين حول الدولار وغاز الطعام خلال شهر فبراير الجاري، في الصحف أو عبر صديقنا (قوقل) في الشبكة العنكبوتية(الانترنت)، فقد تجد العجب العجاب، فالتصريحات تسير في اتجاه، والسوق يسير في اتجاه آخر، فسعر الدولار بالسوق الموازي الآن في العلالي أكثر من خمسة جنيهات، كما ان الغاز اختفى تماماً، وفي سبيل الحصول عليه تدفع أكثر من ثلاثين جنيها (ان وجدته) باضافة تكلفة التجول بركشة أو كارو ان لم تكن من اصحاب الفارهات من العربات، بدلاً عن(13) جنيها السعر الذي حددته وزارة النفط، وهددت من يتجاوزه... ولي في ذلك تجربة عشتها بنفسي، وليست من رواية شخص آخر. اعتقد ان هؤلاء لا يدرون ان للاعلام والاقتصاد قوتين لا يستهان بهما، وهما بحق اداتان من ادوات التغيير في اي مجتمع من المجتمعات، وآلياتا التحكم على العالم باثره، وذلك اذا استخدمتا بفهم متعمق، ومدروس وليس بنظرية الفهلوة التي تظهر الاشياء بغير حقيقتها، ولا تتسق مع بعضها وسرعان ما ينكشف الحال، ويرتد الهدف على عقبيه، ومن ثم يتنصل المسئول مما قاله ويرمي به الصحافة والصحفيين، (فاليسويه الصحفي من تلميع المسئولين، يلقاه في الاتهامات)، خاصة وان غالبية المسئولين هم شاكلة الذين يتدربون في حلاقة رؤوس المواطنين.